أعلم أن لا أحد يمكنه مواجهة الموت .. فإذا جاء لايمكن لأحد إيقافه أو الهرب منه
ولكن ما أقصده بسؤالي .. هل تعرضتم لموقف معين أدركتم فيه أن هذه هي لحظاتكم الأخيرة .. وأنكم علي وشك دخول العالم الآخر ؟؟
المواقف التي أقصدها عديدة .. فقد يكون حادث , أو كارثة طبيعية , أو مرض ..أو.. أو.. أو
وكيف كان شعوركم حينها ؟ , هل سيطر عليكم الخوف ؟
أعتقد أن الشعور يكون حسب الموقف .. فبالتأكيد سيجزع المرء في مواجهة الحوادث والكوارث .. وقد يتألم في المرض .. أو يبحث عن ملاذ من كارثة .. وهكذا .
بالنسبة لي .. تعرضت لنفس الحادث مرتين وبنفس الطريقة مع اختلاف الشكل .. أولاهما كانت في أول سنة لي في الكلية , حيث كنت أستقل مَركبة (ميكرو باص) في طريق العودة , وحدث أن مالت علي عجلتيها الجانبيتين وظلت تسير هكذا للحظات طويلة تمر كأنها عمر بأكمله .. وشاء السميع العليم أن تتوازن المركبة في آخر لحظة قبل أن تنقلب بمن فيها ....
والمرة الثانية .. حدثت اليوم .. ولكن الاختلاف هو نوع المَركبة .. فاليوم كانت (ميني باص) , ويبدو أنه كان يعاني من مشكلة في الاتزان ظهرت حين امتلأت المركبة بالبشر . وبدأت تميل تدريجيا حتي كادت أن تسقط علي جانبها ... ولكن للمرة الثانية ينجينا الخالق من الحادث.
في المرة الأولي .. لم أشعر بالخوف أو القلق .. بل إنني أصابتني حالة غريبة من الثبات وكأن شيء ما أخبرني أنها ليست النهاية .. وبالتالي لم يتحرك داخلي أي شعور مريب , بل إنني كنت أبتسم وأتعجب من باقي الناس من حولنا في السيارات المجاورة حيث كانوا يرددون الشهادة بدلا منّا من رهبة الموقف .
ولكن اليوم .. لا أعرف لماذا شعرت بالخوف .. لماذا لم أفكر سوي في الموت .. ظللت أتخيل أنه قد حان الوقت لأرحل عن هذا العالم ..أرحل في صمت كباقي ضحايا حوادث الطُرُق .. أرحل وحدي .. أرحل دون أن أودع والديّ وأخي .. أرحل قبل أن أري أولي ملامح مستقبلي المجهول .. قبل أن أعرف معني مرحلة الشباب وربيع العمر .. أرحل حاملة معي كل ذنوبي وأخطائي في حق نفسي وفي حق الآخرين .. أرحل تاركةً خلفي لعنات من أسأت لهم , ومستقبٍِلة أمامي غضب ربي عليّ .. أرحل من جحيم لآخر .. أرحل راجية أن يذكرني أحد في يوم ما ويطلب لي الرحمة والعفو .. أرحل وآخر ما يتردد في ذهني بعد الشهادة , هو : لماذا لم أحضِّر نفسي لمثل هذا اليوم ؟ .. لماذا لم أدرك أن الموت يأتي بغتة ؟ .. لماذا ظننت أنه يمكنني التكفير عن ذنوبي فيما بعد ؟ .. لماذا أخشي لقاء ربي رغم إعطائه لي الفرصة تلو الأخري للتوبة .. وفتح لي الباب للمغفرة , وظللت أنا أغلقه بنفسي ...
لماذا لا نفكر في الصلاح إلا بعد إدراك الأجل ؟؟..
فدوى نزار
ولكن ما أقصده بسؤالي .. هل تعرضتم لموقف معين أدركتم فيه أن هذه هي لحظاتكم الأخيرة .. وأنكم علي وشك دخول العالم الآخر ؟؟
المواقف التي أقصدها عديدة .. فقد يكون حادث , أو كارثة طبيعية , أو مرض ..أو.. أو.. أو
وكيف كان شعوركم حينها ؟ , هل سيطر عليكم الخوف ؟
أعتقد أن الشعور يكون حسب الموقف .. فبالتأكيد سيجزع المرء في مواجهة الحوادث والكوارث .. وقد يتألم في المرض .. أو يبحث عن ملاذ من كارثة .. وهكذا .
بالنسبة لي .. تعرضت لنفس الحادث مرتين وبنفس الطريقة مع اختلاف الشكل .. أولاهما كانت في أول سنة لي في الكلية , حيث كنت أستقل مَركبة (ميكرو باص) في طريق العودة , وحدث أن مالت علي عجلتيها الجانبيتين وظلت تسير هكذا للحظات طويلة تمر كأنها عمر بأكمله .. وشاء السميع العليم أن تتوازن المركبة في آخر لحظة قبل أن تنقلب بمن فيها ....
والمرة الثانية .. حدثت اليوم .. ولكن الاختلاف هو نوع المَركبة .. فاليوم كانت (ميني باص) , ويبدو أنه كان يعاني من مشكلة في الاتزان ظهرت حين امتلأت المركبة بالبشر . وبدأت تميل تدريجيا حتي كادت أن تسقط علي جانبها ... ولكن للمرة الثانية ينجينا الخالق من الحادث.
في المرة الأولي .. لم أشعر بالخوف أو القلق .. بل إنني أصابتني حالة غريبة من الثبات وكأن شيء ما أخبرني أنها ليست النهاية .. وبالتالي لم يتحرك داخلي أي شعور مريب , بل إنني كنت أبتسم وأتعجب من باقي الناس من حولنا في السيارات المجاورة حيث كانوا يرددون الشهادة بدلا منّا من رهبة الموقف .
ولكن اليوم .. لا أعرف لماذا شعرت بالخوف .. لماذا لم أفكر سوي في الموت .. ظللت أتخيل أنه قد حان الوقت لأرحل عن هذا العالم ..أرحل في صمت كباقي ضحايا حوادث الطُرُق .. أرحل وحدي .. أرحل دون أن أودع والديّ وأخي .. أرحل قبل أن أري أولي ملامح مستقبلي المجهول .. قبل أن أعرف معني مرحلة الشباب وربيع العمر .. أرحل حاملة معي كل ذنوبي وأخطائي في حق نفسي وفي حق الآخرين .. أرحل تاركةً خلفي لعنات من أسأت لهم , ومستقبٍِلة أمامي غضب ربي عليّ .. أرحل من جحيم لآخر .. أرحل راجية أن يذكرني أحد في يوم ما ويطلب لي الرحمة والعفو .. أرحل وآخر ما يتردد في ذهني بعد الشهادة , هو : لماذا لم أحضِّر نفسي لمثل هذا اليوم ؟ .. لماذا لم أدرك أن الموت يأتي بغتة ؟ .. لماذا ظننت أنه يمكنني التكفير عن ذنوبي فيما بعد ؟ .. لماذا أخشي لقاء ربي رغم إعطائه لي الفرصة تلو الأخري للتوبة .. وفتح لي الباب للمغفرة , وظللت أنا أغلقه بنفسي ...
لماذا لا نفكر في الصلاح إلا بعد إدراك الأجل ؟؟..
فدوى نزار