هل مرت بك من قبل فترة خيم فيها الحزن علي أيامك .. وشعرت بكل صدق بالرغبة في التوقف عن كل شيء تعودت فعله وتبقي هكذا دون أي هدف ودون أي أحداث جديدة في حياتك الفانية ...
هل شعرت برغبة جامحة في الهروب من سجن الحياة والتحرر من قيودها القاسية .. والخروج إلي عالم آخر لا تعرف فيه أحد ولا يعرفك أحد .. عالم لا يُطلَب منك فيه مراعاة الآخرين ولا التنازل عن أفكارك لإرضائهم ..,
هل تمنيت لو لم تولد في هذا المناخ الخانق من الحسابات التي نضعها في رءوسنا قبل الإقدام علي أي تصرف في أي مجال .
هل تمنيت الوجود في عالم خاص بك وحدك لا يشاركك فيه أحد , ولا تتحمل فيه أي مسئوليات أو ضغوط أو تدخل من الآخرين .
إذا كانت إجابتك نعم .. فالتفسير اللغوي الوحيد لما تشعر به هو كلمة جافة غير معبرة تسمي بكل بساطة وتسطيح بالحزن .. تلك الصفة التي كادت تنضم عن جدارة واستحقاق إلي أرواحنا لتصبح فردا أساسيا في عالمنا .
السؤال هنا .. ماذا تفعل حين تحزن ؟؟ أعتقد أن أول شخص نفكر فيه أوقات حزننا هو من نحب .. سواء صديق أو أخ أو أيا كان من نحب ... نفكر فيهم لأنهم مَن يمكننا البكاء علي صدورهم والاستماع لنصائحهم .. لأنهم فقط مَن يمكننا ائتمانهم علي اسرارنا ومشاعرنا .. لأنهم من يمكنهم احتوائنا في أعنف مراحل ثورتنا .
ولكن المشكلة القصوى في تلك الأوقات .. هي أننا حين نفكر فيمن نحب لكي نشكو لهم .. نجد أنفسنا نرفض بشدة التحدث إليهم لأننا لا نريد تحميلهم هموما فوق همومهم ... ولا نريد شغل رءوسهم بالتفكير في مشاكلنا وضغوطنا ,
وكنتيجة لهذا .. نجد أنفسنا نحتفظ بأحزاننا لأنفسنا وندفنها مع أخواتها في بئر عميق من المعاناة التي تنتظر أي فرصة لتتفجّر علي أي شكل وفي أي شخص .
والمأساة الحقيقية هو أنه كلما زادت الأحزان زاد معها إحساسنا بالاختناق .. ورغبتنا في الخلاص الأبدي من تلك المعركة المحسومة ضدنا من البداية .
وللعلم ... قد نجد بعض المواساة عند الحبيب الوحيد الذي يدعونا لكي نشكو له .. ويثبتنا علي ما يقتلنا من مشاعر ... هذا الحبيب الذي تطمئن بذكره القلوب .. الحبيب الأقوي من كل كيد , والأقرب من كل فرد , والراد لكل ضرر , والحامي من كل شر .. حبيبنا الأوحد الذي ليس لنا سواه .. الله
عسي أن يمنحنا الصبر علي ما بُلينا به .. ويعيننا علي الاحتمال .. ويسرّع خلاصَنا , ويريحنا من أحزاننا.
فحين تحزن .. فكر فيمن وسعت رحمته كل شيء.
فدوى نزار
http://one--all.blogspot.com
2 comments:
الله
أنا طبعا طبعا كانت أجابتى على أسئلتك "نعم" وأن فعلا أخر موقف حصلى جعلنى أكره نفسى وهذا العالم الذى أعيش فيه وكل ما كنت أفكر فيه هو البكاء والتحدث مع نفسى والهروب من الكلية والناس وكل شىء وكان نفسى ساعتها أحكى لأمى اللى حصل ومدى الحزن اللى جوايا بس مكنتش قادرة أعمل كدا معرفش ليه لحد ما هية اللى جت وسألتنى بس بردو رفضت الكلام لأنى المرة دى كنت حاسة بعجز وقلة حيلة بس زى ماقولت فى الأول "نفسى " كانت واقفة جنبى وقبلها "ربى" العالم بحالى وكنت بدعى أن المشكلة دى تعدى على خير وفعلا عدت بس اتعلمت منها درس محترم مش لازم تعرفيه كفاية أن أنا عرفته وعرفت ان كل مشكلة مهما كان حجمها وصعوبتها ليها حل باذن الله .
Post a Comment