كم كانت بعيدةٌ تلك الفكرةُ عن مُخَيّلتي ... كم اعتقدت أن الإنسان هو المسيطر الوحيد علي مجريات حياته , وأن كل التفاصيل والمراحل والطرق التي يسلكها ما هي إلا نتائج اختياره الحر الذي لا يشاركه فيه ولا يُجبرْه عليه أحد.
وكم تخيّلت _نتيجة هذا الاعتقاد_ أنني وحدي القادرة علي إدارة دفة حياتي , بل وقادرة أيضا علي تحمُّل كل العقبات التي تصادفني لأنها في النهاية نتيجة قراراتي واختياراتي , فإذا قابلتني إحدى العَثْرات , سأتعامل معها بكل السهولة واليُسر لأنني بالطبع لم أختر الطريق إلا بعد معرفة كل صعوباته وعقباته وطُرُق التعامل معها وتمهيدها..و..و..
لكن ... ليس الأمر بهذه البساطة .. لَيتَها تهدأُ تلك الحياة المُعَقَّدة , لَيتَها تتوقفُ عن العبثِ بأحلامنا ومشاعرنا , لَيتها تستسلم لرغباتنا وتُعطينا مفاتيحَ حلِّ ألغازها دونَ مقاومة , أو ليتَنا نحن ندركُ كم هي مُراوِغةٌ فنتوقّفُ عن ملاحقتها.
أظل دائما أسأل "لِمَ تغيبُ عنا رؤيةُ الجانبِ السيّءِ من الأشياء ولا نرى سوى الوجهَ الرائعِ الخادعِ لها؟؟" , "لِمَ نسلُكُ الطريقَ بكل همة وسعادة لنُفاجأ في منتصفه بكَمّ الخسائر التي بذلناها في سبيل عبوره ونجد أنفسنا عالقين في وَسَطه غيرُ قادرين لا علي الرجوع من حيثُ أتينا ولا حتي علي مواصلة السير واحتمال المزيد من الآلام؟؟" , "لمَ تنتظر الحياة لتصدِمَنا بأحزانها بمجرّد ارتقائنا لقمة السعادة؟؟"
أَعترِفُ بكل صدق بأنني لم أكن لِأَتعلَّمَ قط لولا تلك المُفارقات الدُنيوية المؤلمة , وأقِرُّ كذلك بأن الدروسَ المستفادةُ من الحياة تستحقُّ كلَّ ما دفعته من أثمانٍ باهظة , وأكاد أُجزم أن المرء لا يصلُ للجيّد من الأمور إلا بعد المرور بالسيء منها , ولا يعرف طعم السعادة الحقيقية إلا بعد تجَرُّعِهِ سمومَ الحزن.
لكن ما يجعل قُوَى المرء تخور في مواجهة عالمه العاصف , هو إحساسه بوحدته وسط تلك الأمواج العاتية من صدمات الحياة , وإحساسه بالغُربةِ في أكثرِ أوقاتِهِ حاجةً للاحتواء .... والأكثر ألما , هو أن تلك الغُربة والشعور بالبُعد والشقاق نتيجة اغترابِهِ الفعلي عن وطنه المعهود وبيئته التي تعوّد عليها وأحبها وأهله وأصدقائه وحتي نفسه التي أضاعها دون أن يدري في حطام عمره المنهار.
كم هو قاسٍ هذا الشعور , وكم هي مُرعِبةٌ فكرة استمراره في وجداني لأَجَلٍ لا يعلم مداه إلا الله , وكم أتوق للشعور مرة أخرى بذلك الدفء العائلي الذي أفتقده منذ أيامٍ بعيدة , و أتمني العثور علي ماتبقي من أطلال نفسي التي أضعتها في رحلة بحثي عن العصا السحرية لتحقيق الأحلام .
وما يؤرّقني حقا هو خوفي من أن أكتشف بعد كل هذا أنني أهدرت حياتي وبعتها بثمن بخس وأنني تخلّيت عن كل شيء من أجل لاشيء.
فدوى نزار
http://one--all.blogspot.com
وكم تخيّلت _نتيجة هذا الاعتقاد_ أنني وحدي القادرة علي إدارة دفة حياتي , بل وقادرة أيضا علي تحمُّل كل العقبات التي تصادفني لأنها في النهاية نتيجة قراراتي واختياراتي , فإذا قابلتني إحدى العَثْرات , سأتعامل معها بكل السهولة واليُسر لأنني بالطبع لم أختر الطريق إلا بعد معرفة كل صعوباته وعقباته وطُرُق التعامل معها وتمهيدها..و..و..
لكن ... ليس الأمر بهذه البساطة .. لَيتَها تهدأُ تلك الحياة المُعَقَّدة , لَيتَها تتوقفُ عن العبثِ بأحلامنا ومشاعرنا , لَيتها تستسلم لرغباتنا وتُعطينا مفاتيحَ حلِّ ألغازها دونَ مقاومة , أو ليتَنا نحن ندركُ كم هي مُراوِغةٌ فنتوقّفُ عن ملاحقتها.
أظل دائما أسأل "لِمَ تغيبُ عنا رؤيةُ الجانبِ السيّءِ من الأشياء ولا نرى سوى الوجهَ الرائعِ الخادعِ لها؟؟" , "لِمَ نسلُكُ الطريقَ بكل همة وسعادة لنُفاجأ في منتصفه بكَمّ الخسائر التي بذلناها في سبيل عبوره ونجد أنفسنا عالقين في وَسَطه غيرُ قادرين لا علي الرجوع من حيثُ أتينا ولا حتي علي مواصلة السير واحتمال المزيد من الآلام؟؟" , "لمَ تنتظر الحياة لتصدِمَنا بأحزانها بمجرّد ارتقائنا لقمة السعادة؟؟"
أَعترِفُ بكل صدق بأنني لم أكن لِأَتعلَّمَ قط لولا تلك المُفارقات الدُنيوية المؤلمة , وأقِرُّ كذلك بأن الدروسَ المستفادةُ من الحياة تستحقُّ كلَّ ما دفعته من أثمانٍ باهظة , وأكاد أُجزم أن المرء لا يصلُ للجيّد من الأمور إلا بعد المرور بالسيء منها , ولا يعرف طعم السعادة الحقيقية إلا بعد تجَرُّعِهِ سمومَ الحزن.
لكن ما يجعل قُوَى المرء تخور في مواجهة عالمه العاصف , هو إحساسه بوحدته وسط تلك الأمواج العاتية من صدمات الحياة , وإحساسه بالغُربةِ في أكثرِ أوقاتِهِ حاجةً للاحتواء .... والأكثر ألما , هو أن تلك الغُربة والشعور بالبُعد والشقاق نتيجة اغترابِهِ الفعلي عن وطنه المعهود وبيئته التي تعوّد عليها وأحبها وأهله وأصدقائه وحتي نفسه التي أضاعها دون أن يدري في حطام عمره المنهار.
كم هو قاسٍ هذا الشعور , وكم هي مُرعِبةٌ فكرة استمراره في وجداني لأَجَلٍ لا يعلم مداه إلا الله , وكم أتوق للشعور مرة أخرى بذلك الدفء العائلي الذي أفتقده منذ أيامٍ بعيدة , و أتمني العثور علي ماتبقي من أطلال نفسي التي أضعتها في رحلة بحثي عن العصا السحرية لتحقيق الأحلام .
وما يؤرّقني حقا هو خوفي من أن أكتشف بعد كل هذا أنني أهدرت حياتي وبعتها بثمن بخس وأنني تخلّيت عن كل شيء من أجل لاشيء.
فدوى نزار
http://one--all.blogspot.com
No comments:
Post a Comment