صفحةٌ بيضاء ... أنظُرُ إليها طويلاً , لا أعرفُ ماذا سأكتُب ... أرغبُ فقط في البَوحِ بكُلِّ شيءٍ في قلبي ورأسي وخاطرى ... أتوقُ كثيراً للحظةِ الصفاءِ التي تتبعُ مُصارحَةَ المرءِ _لنفسهِ أو غيرهِ_ بمكنوناتِ صدره التي تتحوَّلُ مع الزمن لعبءٍ لا قِبَلَ له بحملِه. لحظةُ التحرُّرِ من قيدِ الكِتمان.
تبدأُ سطورُ الورْقةِ في حملِ كلماتي ... يأخُذُ قَلَمي حثيثاً في رسمِ قطارٍ من الحروفِ المُتَراصّةِ التي تصفُ وتُوَثِّقُ جُزءاً من عُمري ... مرحلةً شاءت الأقدارُ ألاّ تدعها تمُرُّ كغيرِها دون ذِكرى أو أثر ... لا أدري لو قرأتُ هذه السطور بعد فترةٍ من الزمن هل سأذكُرُ تلك الدقائق وكيف كنت أشعرُ حينَ كتبتها ؟ ... هل أستطيعُ تخليدَ تجربةٍ شعوريةٍ بكلِّ معانيها وأحاسيسها , أم أنني فقط أضعُ حروفاً جامدةً صمّاء لا تُجَسِّدُ بأي حالٍ سوى مُحتوىً جافاً يملأُ صفحةً مُهمَلةً هنا أو هناك.
تِلالُ كتاباتي التي تملأُ كلَّ ورقةٍ حولي تُذَكِّرني بالصُوَر ... عِشقي للصُوَرِ يجعَلُني أحتفظُ بمُعظمِ أحداثِ حياتي في قِطَعٍ "فوتوغرافية" صغيرة تُمَثِّلُ أيضاً أيّاماً في حياتي ... كلما اشتقتُ لأشخاصٍ أو أحداثٍ معيَّنة .. أهرعُ إلي صُوَرِهم لأكونَ معهم ... وبدلاً من استعادةِ نفس شعورى السعيد حينها , أجدُني في غايةِ الحزنِ والأسى .. ليس فقط لأن هذا الوقت المرح قد مضى , ولكن أيضاً لأني أفتقدُ هذا الشعور وهؤلاء الأشخاص ... أفتقدُ من كانت يوماً "أنا" ...... وأتمنَّى أن أعود. تماماً مثلما أقرأُ سطوراً كتبتها منذ زمن .. أجدُني فيها ... أرَاني ... ألمسُني ... لكنني لا أستطيعُ استرجاعي ولا استعادةُ نفسي من جديد !! ليسَ إقراراً مني بسوءِ ما وصلتُ إليه , ولا اعتراضاً على حاضرى ... لكنه مجرَّدُ شوقٍ لما مَضَى ... حنينٍ لأيامٍ ذَهَبَت .. ولن تعود.
امتلأت الصفحةُ البيضاءُ عن آخِرِها بنزيفِ خواطِرى ... صارت الحروفُ _من كَثرَتِها_ تتشابكُ وتتراقصُ مُكَوِّنةً صورةً جديدةً ثابتةً تُجَسِّدُ عدة دقائقٍ من حياتي ... دقائق قضيتُها في عالمى الخاص أصيغُ خاطِرةً سأعودُ بعدَها مُباشَرةً لمُمارسةِ حياتي في العالم الواقعي الصَخب ... العالم الذي لم أعُد أدرى إن كنت أنتَمى له حقاً أم أنتَمى لعالمي الخاص ... لا أستطيعُ أن أُجزمَ إن كنت ضيفةً علي هذا العالمِ أم ذاك ... لا أعلمُ هل أذهبُ أم أعود ... هل أنا الأصلُ أم الصورة ؟؟
عُذراً , انتهت ورقتي ... وجفَّ قَلَمي
فدوى نزار
تبدأُ سطورُ الورْقةِ في حملِ كلماتي ... يأخُذُ قَلَمي حثيثاً في رسمِ قطارٍ من الحروفِ المُتَراصّةِ التي تصفُ وتُوَثِّقُ جُزءاً من عُمري ... مرحلةً شاءت الأقدارُ ألاّ تدعها تمُرُّ كغيرِها دون ذِكرى أو أثر ... لا أدري لو قرأتُ هذه السطور بعد فترةٍ من الزمن هل سأذكُرُ تلك الدقائق وكيف كنت أشعرُ حينَ كتبتها ؟ ... هل أستطيعُ تخليدَ تجربةٍ شعوريةٍ بكلِّ معانيها وأحاسيسها , أم أنني فقط أضعُ حروفاً جامدةً صمّاء لا تُجَسِّدُ بأي حالٍ سوى مُحتوىً جافاً يملأُ صفحةً مُهمَلةً هنا أو هناك.
تِلالُ كتاباتي التي تملأُ كلَّ ورقةٍ حولي تُذَكِّرني بالصُوَر ... عِشقي للصُوَرِ يجعَلُني أحتفظُ بمُعظمِ أحداثِ حياتي في قِطَعٍ "فوتوغرافية" صغيرة تُمَثِّلُ أيضاً أيّاماً في حياتي ... كلما اشتقتُ لأشخاصٍ أو أحداثٍ معيَّنة .. أهرعُ إلي صُوَرِهم لأكونَ معهم ... وبدلاً من استعادةِ نفس شعورى السعيد حينها , أجدُني في غايةِ الحزنِ والأسى .. ليس فقط لأن هذا الوقت المرح قد مضى , ولكن أيضاً لأني أفتقدُ هذا الشعور وهؤلاء الأشخاص ... أفتقدُ من كانت يوماً "أنا" ...... وأتمنَّى أن أعود. تماماً مثلما أقرأُ سطوراً كتبتها منذ زمن .. أجدُني فيها ... أرَاني ... ألمسُني ... لكنني لا أستطيعُ استرجاعي ولا استعادةُ نفسي من جديد !! ليسَ إقراراً مني بسوءِ ما وصلتُ إليه , ولا اعتراضاً على حاضرى ... لكنه مجرَّدُ شوقٍ لما مَضَى ... حنينٍ لأيامٍ ذَهَبَت .. ولن تعود.
امتلأت الصفحةُ البيضاءُ عن آخِرِها بنزيفِ خواطِرى ... صارت الحروفُ _من كَثرَتِها_ تتشابكُ وتتراقصُ مُكَوِّنةً صورةً جديدةً ثابتةً تُجَسِّدُ عدة دقائقٍ من حياتي ... دقائق قضيتُها في عالمى الخاص أصيغُ خاطِرةً سأعودُ بعدَها مُباشَرةً لمُمارسةِ حياتي في العالم الواقعي الصَخب ... العالم الذي لم أعُد أدرى إن كنت أنتَمى له حقاً أم أنتَمى لعالمي الخاص ... لا أستطيعُ أن أُجزمَ إن كنت ضيفةً علي هذا العالمِ أم ذاك ... لا أعلمُ هل أذهبُ أم أعود ... هل أنا الأصلُ أم الصورة ؟؟
عُذراً , انتهت ورقتي ... وجفَّ قَلَمي
فدوى نزار
No comments:
Post a Comment