تلك الكلمة السحرية التي لا غني عنها علي مر العصور وفي مختلف المواقف .. الكلمة التي تدفع المُتلقّي لبذل أقصي طاقاته في سبيل تحقيق أهدافه .. تلك الكلمة التي ليس بالضرورة أن نسمعها مجَرّدة كما هي , ولكن قد نستشفّها من تصرفات المحيطين بن.. فقد تأتي علي صورة اهتمام من الآخرين بما نفعل ومداومة سؤالنا عن التطورات .. أو قد تكون إحساسنا بمشاركتهم لنا في بعض التفاصيل المهمة .. أو هي محاولاتهم لدعمنا بشتي الطرق ... وهكذا.
فالتشجيع قيمة سامية لايمكن الاستغناء عن تبادلها مع الآخرين كما يصعُب الاستمرار بدونها ..فإذا لم يجد المرء ما يشجعه علي القيام بشيء ما سيتسلل إليه اليأس والشعور باللا جدوي في لمح البصر ولن يجد من يدفع عنه عنه رغبته في الاستسلام ويعيد إليه ثقته وإصراره علي النجاح فيما يَهدِفُ إليه...
كما أن التشجيع قد يجيء بشكل غير مباشر وبطُرُقٍ عجيبة .. فقد يرى الإنسان مشهدا يوقظ لديه العزيمة والإرادة .. فمثلا .. شاهدت في يوم ما .. عُصفورا .. يحاول حمل قشةٍ ليبني بها عُشّه .. وكانت قشة ضخمة "بالنسبة له" وكان كلما حاول حملها تسقط منه مجددا .. وهكذا ظل مرارا وتكرارا يحاول الظفر بتلك القشة دون كلل أو ملل .. وكنت في كل مرة أتخيل أن ذلك العصفور سيتوقف عن محاولاته العبثية المضنية ويذهب للبحث عن قشة أخري صغيرة يمكنه حملها .. ولكن العصفور المجتهد قويّ العزم نجح أخيرا في حمل قشته وتحقيق غايته .. وترك في نفسي بالغَ الأثر .. فلإذا كان العصفور الصغير لم ييأس ولم يشك في قدراته .. فحريٌ بي وببني البشر أن نُزيدَ إصرارنا ونثق في قدراتنا التي التي منحها الله لنا .. ونَصِلُ بها لأقصي درجاتها .. وألا نيأس أو نفقد الأمل , بل نَتَيقَّن تماما من أننا في يوم ما سنحقق ما نصبوا إليه مهما بذلنا من مجهود ومهما تعرضنا للصعاب والمُعَوِّقات.
فإذا لم نجد شخصا يشجّعنا .. فلنتأمل في خلق الله .. لأن فيه كفايتنا من التشجيع والعِظات والآيات القادرة علي تغيير مسارات حياتنا .
ولنجتهد ونعمل ونثق في أن الله لا يضيعُ أجرَ مَن أحسَنَ عمَلا .
فدوى نزار
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
1 comment:
معكِ في كل كلمة قلتيها
وأحيكِ علي اكتشافكِ أحد أسرار الطيور
Post a Comment