لا أدرى إن كانت تلك نعمة يتمتع بها البشر أم هي كارثة محققة ... هل من رحمة الله علينا أن جعل لكل منا حياة واحدة فقط ؟ أم من أصعب اختباراته سبحانه وتعالى لنا ؟ ... هل يمكن للمرء أن يرغب في حياة جديدة أم يسعد بانتهاء عمره الحالي ؟
بالطبع سيرغب معظمنا في فرصة ثانية لعله يصلح ما اقترفه من أخطاء وذنوب وكوارث , وبالطبع أيضا سنكتفي بفرصتنا الأولي لأن المؤمن لا يُلدغ من جحر مرتين , ولأننا لا نعلم شيئا عن المستقبل المبهم وبالتالي قد نُفسِد ونضيع الفرصة الثانية مثلما بدّدنا فرصتنا الأولي.
لا يوجد في هذا العالم شيء مؤكد ... لا توجد إجابات واضحة للتساؤلات ... ولا يوجد ماهو صحيح وما هو خطأ , لأنها مسألة نسبية تختلف باختلاف وجهات النظر ... كما لاتوجد معرفة كاملة لأي شيء
الحقيقة الواحدة في حياتنا ... هي نهاية تلك الحياه !! .. فكلنا علي يقين أن حياتنا ليست سرمدية , وأننا حين انقضاء آجالنا ... سنموت (أو بالأحري ستصعد أرواحنا وتترك العالم الذي نعرفه , لعالم آخر نكاد لا نعلم عنه شيئا)
لم أفكّر من قبل في كون العُمر واحد !! ... نعم نردد تلك المقولة , ولكن دون وعي لمعناها , بل إننا نقولها أحيانا علي سبيل الاستهتار حين نقبل علي مخاطرة ما
والغريب في الأمر أن تفكيري في هذه الحقيقة (أن العمر واحد) سيجعلني أُغيِّر ما بَقِيَ من حياتي !! ... فإذا كنت سأحيا مرة واحدة فقط , فلم أضع لنفسي قائمة بالممنوعات ؟؟ لم لا أعبّر عمّا أريد وقتما أشاء ؟؟ لم أضيع فرصة لن تأتي مرة أخري ؟ ... لِمَ لا أجرّب كل ما أرغب فيه (طالما لا يتعدّى حدود الدين) ؟ ... لم لا أصارح من أحبهم بمشاعري , وأواجه من أرفضهم بما يحتويه صدري من غضب تجاههم ؟ ... لم لا أزور الأماكن المختلفة وأخوض التجارب وأتقبّل المخاطر وأقاوم المتاعب مهما قست ؟ ... لِمَ أُضيع لحظة من عمري في حزنٍ أو ندم ؟؟ لِمَ أختفي خلف قناع كاذب من الهدوء حين يكون بداخلي بركان من الانطلاق ؟؟ لم أُقيّد حريّةً لم يمنعني عنها سوى أفكار من صنعي ؟؟ ... لِمَ أترك هذا العالم وأتمني لو كنت قلت و فعلت ورأيت وقبلت ورفضت وضحكت وبكيت وصرخت وساعدت وتعلّمت ... لِمَ لا أستغل حياتي حاليا وأفعل كل هذا وأستمتع به ؟؟
قررت .. أني لن أنتظر , لن أقول غداً .. لن أضيع المزيد من الفرص ... من الآن سأصبح إنسانة جديدة تقول وتفعل ما تريد وقتما تشعر به , إنسانة تدرك أن الحياة ستنتهي في يوم ما , لكني سأكون قد عشتها بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ , وإنني لن أكون إلا نفسي ولن أختفي من جديد خلف أقنعة مُصطَنَعة , فالعمر واحد ... واحد فقط
فدوى نزار
1 comment:
يعني قصدك كل حد يكون على طبيعته ويعيش حياته بدون تكلف,, ويكون صريح مع الناس ومع نفسه وكل ده طبعا في حدود الدين...ياريت كل الناس تعمل كده ويبقوا شفافين للدرجة ده...وإن كان ده صعب حدوثه... وصعب الشخص يعيش الحياة بالصورة المريحة والبسيطة ده إلا بين أهله وأصحابه(إخوانه)...ده على ماأعتقد طبعا...عموما سطور جميلة ماشاء الله
Post a Comment