Sunday, April 10, 2011

أسوأ رئيس لمصر

يوجد استفتاء علي "الفيس بوك" يسأل : في رأيك من هو أسوأ رئيس حكم مصر ؟!

وبالطبع تباينت الآراء بين جمال عبد الناصر , السادات , ومبارك ... هذا السؤال جعلني أفكر في ... التاريخ

نعم التاريخ , فكل ما أعرفه عن عهد جمال عبد الناصر والسادات وبدايات عهد مبارك هو فقط روايات بعض من عاشوا تلك الفترات , وقاموا برواية الأحداث طبقاً لوجهات نظرهم أو أهوائهم الشخصية .

فهناك من صوَّر جمال عبد الناصر علي هيئة زعيمٍ ذو شخصيةٍ قوية ورؤية ثاقبة ولو أن القدر أمهله لوصل بالوطن العربيّ للوحدة المنشودة , وهناك من وصفه بالطاغية الديكتاتور الذي كُبتت في عهده جميع الحريّات وقصفت الأقلام واعتقل المعارضين وعُذِّبوا ونُكِّل بهم وبذويهم أحياناً

هناك من ذكر أن السادات هو بطل الحرب والسلام وصاحب نصر أكتوبر المجيد وأنه الرئيس "الداهية" ذو الرأس الحديدية , وفي المقابل لم يذكر له البعض سوى كونه من فتح الباب لتجارة المخدرات والإرهاب و"الانفتاح" حيث أصبح السارق والنصّاب والمجرم أكثر نفوذاً "ونقوداً" من العالم والمهندس والطبيب , بل وانقلب الهرم الاجتماعي رأسا علي عقب بحيث فقدت كل الأشياء معانيها وأصبح حلم الطفلة أن تصبح راقصة والطفل لاعب كرة

مبارك أيضا نال نصيباً من التضارب , والفارق هنا أني ممن شهِدوا عهده (أو الجزءِ الأكبر من عهده ) بنفسي , مما جعلني أُكوّن رأياً عنه كظالِمٍ ضيَّعَ بلداً بأكمله من أجل تحقيق أطماعه الشخصية .. وصل بأبناء أم الدنيا لمرحلة البحث في سلال القمامة عن لقيمات تسد جوعهم , أصبحت مصر تحيا علي المعونات التي تتعطف بها بعض الدول ذات الأغراض الخبيثة عليها من أجل التحكم في مصيرها وتقييدها والعبث بقراراتها ... أصبح حملة المؤهلات العليا يجلسون علي المقاهي في انتظار أحد الإعلانات الباحثة عن شخص (ليس مناسباً علي الإطلاق) ليشغلها , دعت وزاراته الشباب لقبول العمل كأفراد أمن وخادمات (جامعيّين) ... بعد أن كانت دول العالم تتشدق بمنتجات مصر من القمح والقطن أصبحنا نتسوّلهم .. حتي ما منحنا الله إياه من غاز صرنا نصدّره صاغرين لأعدائنا بأبخس الأثمان .. أصبح المتحكم في مصائرنا حفنة من الكائنات المتسلقة التي يُطلق عليها (رجال الأعمال) رغم انتفاء الصفتين (سواء كونهم رجالاً أو امتلاكهم الحقيقي للأعمال)

... لو سألني أي شخص عن مبارك وعهده البائد لأقسمت له أن لا أسوأ من عهده ولا أضلّ من حكمه (بناءً علي وجهة نظري الشخصية) والتي قد لا يتفق معها البعض (من أتباع إحنا آسفين يا ريّس) ويقسموا بأغلظ الأيمان أن مبارك كان قائداً محنكاً نعِمنا في عصره بأزهى مراحل الرخاء (من وجهة نظرهم بالطبع)

ويبقي هنا كون التاريخ نفسه عبارة عن روايات من أشخاص لكل منهم وجهة نظر ورأي خاص به وحده , قد يكون حقيقياً أو مضلِّلاً .. وبالتالي لا نعلم هل نتبعه ونصدّقه أم نرفضه ونعارضه .. بل والمحيّر في الأمر هو لمن نقرأ ؟؟ هلي أقرأ لفلان الذي يكره تلك الحقبة الزمنية بأكملها أم لزميله الذي يراها عصرا ذهبياً لامعاً ... وعلي أي أساسٍ نصدّق هذا أو ذاك ولِمَ ؟؟

حتي التاريخ الفرعوني نفسه وصلَنا من خلال المحفور علي جدران المعابد والمقابر الأثرية (والذي كُتِبَ في ظل حكم هؤلاء الملوك أنفسهم مما قد يجعلها معلومات مغلوطة أُجبِر العامل المسكين علي حفرها قسرا أو حتي تحت تهديد الرماح ولسع السياط) مثلهم في ذلك مثل (اخترناه وبايعناه , وانت الشراع في بحرنا !!) رغم أنني واحدة ممن لم يختاروه ولم يبايعوه (ولكني أعترف أنه الشراع في بحرنا ... شراع بدون مركبٍ أساساً !!) ... وبالتالي , ردّاً علي استفتاء الفيس بوك وردّاً علي كل من اختار رئيساً سابقاً ... حريٌّ بكم أن تحكموا علي من عاصرتوه وليس من سمعتم عنه , ويجدر بكل فرد ان يعترف أن هذه فقط وجهة نظره الشخصية البحتة ولا يرغب بأي حالٍ في تعميمها أو إقناع الآخرينَ بها أو حملهم علي تبنّيها.

وبالنسبة لأسوأ رئيس لمصر فهو "مبارك" (المخلوع أو المتخلّي "رغماً عنه") الذي لم أعاصر غيره بعد , والذي ألقت به أفعاله في "مزبلة التاريخ" بلا رجعة وغير مأسوف عليه .. وتلك وجهة نظري (وبالنسبة لباقي الرؤساء ممن لم أعاصر فلهم ما لهم وعليهم ما عليهم والله تعالي أعلم بهم )


فدوى نزار

Thursday, March 31, 2011

My Soulmate

I was thinking that i must be ... aging :S growing older than I'm supposed to be, .... but I realized that it's not about how many years one lives, nor how much experience they have gained, it's all about how willing they were to learn from each and every step in their lives, and how brave they are to accept the fact that they are getting wiser, and they are mentally and internally growing up.

In the way of life, I had so many thoughts ... I could see beyond the front borders of things (Thanks to Allah most gracious, most merciful)

Though I love writing, There were some areas I never tried to step in, and when I couldn't resist my need to write about them, they ended up on a piece of paper with tons of unpublished thoughts. It's just that some times, I'm unable to keep those words to my own self, and I do want to share them with everybody so I might feel that I'm not alone if people believe me, or that I'm absolutely against the entire world if they don't.

One of those areas is "Love" .... the feeling we all seek and seldom find .... the feeling that was forgotten through manipulation (everyone pretends to be in love, and keep saying "I Love You" to everyone else, and never actually felt the real meaning of it !!!) .... have you ever wondered how come we "Love" our families, our friends, our teachers, our houses, or even our pets !!! how come that the feeling towards all those kinds of beings is the same .... "Love" .... If what we feel for every surrounding being is love, then what will it be when we meet our soulmates ?!! ... You will probably say that it would be a different kind of love (we have a separate type of love for each different person, we love our parents different from loving our friends .... we love them in a different way :S !!)

As for me, Love is Love (the feeling that controls you when you find your soulmate) .... what we feel for everything is not described through the word "Love" ... it could be anything else ... something I don't know, but it can't be Love !!

I have always went through the debate of "Why don't you get married ... why don't you just say yes to any of the offers !!!" ... First of all, I cannot accept offers because it's not a job I apply for ... Second, I don't wanna get married to any man ... I wanna get married to my soulmate, ... and only my soulmate.

I once read about the Soulmate concept (That each person has a soulmate, they could be lucky enough to find each other, but yet they may never do :S, and then they will have a choice of two 1- to keep searching until the end ... or 2- to accept the fact that they will never meet, and so, move on, and get married to anyone and live any life "stable, comfortable, but with someone else other than the one who is meant to be by their side")

I think that I'm the first type of those, I want to find my soulmate ... I cannot accept the Idea that a man knocks on our door and asks to marry me only because I meet certain specifications that he has in mind, and that he comes to our home not necessarily to marry "Fadwa" but to marry any girl with the same features, and that if I have a sister he could pick her instead (makes no difference as long as we both meet the user manual's guidelines "or even less" !!!)

I can't imagine my self dealing with some "guy" whom I don't know, and having to force my self to accept him as a husband because he is the perfect man with the perfect specifications as mentioned in the Book of Life !!!! NO, I am not that kind of people !!! I will not condemn myself to the "Marriage Penalty" with someone who is totally a stranger and who is not at all my soulmate. Rather, I would wait for that soulmate no matter how long it might take, even if I will never find him at all.

I appreciate "Love" the feeling i never experienced, but the one that I can expect how it should be ... I appreciate Love in a way that I can never waste it on someone who is not meant to be .. the one.

I have reached the point where I have to make the choice, whether to take one road or the other, and in both cases, I know that there is no coming back. ... and I'm absolutely ready to take my chances in both cases. :)

فدوى نزار

March 29th 2011

Sunday, February 27, 2011

في الطريق



حين تضيق كل القيود .. وتتقاطع الأنفاس المختنقة عبثاً في محاولة يائسة للبقاء .... حين يرغب القلب في التوقف فورا عن النبض , والاستسلام طوعاً لسيطرة الإحباط القاتل ... حين لا تحمل العينُ سوى الأسى , ويأبى الدمع أن يُطهّر اللآلام الدفينة ... حين يفقد المرء كل أسباب التمسك بالحياة و يتسرب الشعور باللاجدوى إلي كل ذرةٍ في كيانه المُنهَك ... حين تتحول الحماسة فقط إلي كلمة جوفاء لا معنىً لها في قاموس أيامه المتشابهة ... حين يفقد كلُّ شيء جماله ورونقه , وتتحول الطبيعة إلي لوحةٍ جدارية صمّاء يعبر الفرد أمامها ولا يلتفت إليها أو حتي يعبأ بتأمُّلها ... حين تتجسَّدُ كل المخاوف وتطاردنا كالأشباح في يقظتنا وأحلامنا ... حين ننسى المفهوم الحقيقي للأحلام ونشعر كأن الطموح في غدٍ أفضل أمنية ليس من حقّنا نَيلها أو مجرد التفكير فيها ... حين تسري الدماء الحزينة في أوردتنا حثيثاً وكأنها تستمتع بإيلامنا وافتراس ما بقي لنا من صمود .. حين تعجز كلمات الكون جميعها عن وصف ذلك الإحساس الهادر بفقدان السيطرة .. فنصمت

... بين تلك الشحنات السلبية الخانقة ... أجدنى أتوق للتحرر من همومي والانطلاق بعيييييدا عن اليأس والرتابة , وتحطيم ما فُرض عليَّ من قيود ... أنجو بما تبقي لي من أملٍ في أن الغد حتماً سيأتي بالخير ... أهرب إلي ما أعتقد أنه بارقة أملٍ لا يزال بصيصها يحارب كلَّ الإحباطات والفرص الضائعة ... أدير ظهرى للأمس بكل ما حمله لي من أحزان وأنظر للأمام علِّي أجد الأفضل ... أنطلقُ إلي أقصى حدود الكون ولا أعبأُ بالعثرات الكثيرة التي تركت نفسي من قبل فريسة لها ... أتخيَّلُ أنّي سهم لا يمكن لأحد إيقاف اندفاعه , وإذا حاول شيء ما التصدي له سيخترقه السهم ويقضي عليه ... أحاول استخلاص الجمال من كل ما حولي ورؤية الإبداع والحكمة في عالمي الواسع .... أُدرك أن المصاعبَ خُلقت لكي نتغلب عليها ونصعد علي رفاتها لعنان السماء ... أعلم أني بلاشك سأنتصر بإذن الله , وسأنظر يوما ما خلفي لأجد المتاعب الضئيلة ثابتة في مكانها لا تقوى علي اللحاق بي بعد فشلها في إعاقة تقدُّمي ... وحينها سأبتسم كعادتي دائما وأدير رأسي مُرَحِّبةً بالمستقل المشرق.

فدوى نزار

Thursday, January 13, 2011

تغيير

لا أدري لِمَ

Saturday, January 1, 2011

المسيحيون ... المسلمون ... والإرهابيون



اترددت كتيييييييير قبل ما أكتب عن الموضوع دة ... يمكن كل سنة بيحصل موقف مستفز يخليني عايزة أتكلم , لكن بعد شوية بقرر الصمت , مش عشان الموضوع مايستاهلش "لأنه موضوع مهم جداً وخطير جداً" ومش عشان منطقة حساسة والكلام عنها لازم يكون بحساب ... بس المهم إني ماكنتش بحب أتكلم عن الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين ... لأني كل مرة كنت بسأل نفسي سؤال عُمري ما لقيتله إجابة حتي الآن ... مين المسلمين والمسيحيين اللي بيتكلموا عنهم دول ؟!! أنا مثلاً "علي أساس إني مسلمة" ؟! و"نرمين" صاحبتي "علي أساس إنها مسيحية" ... طيب , كدة إحنا عرفنا "معطيات" المعادلة (مسلم ومسيحي) ... نحاول بقي نحلل الموضوع عشان نعرف سبب الفتنة الطائفية بيننا ...
من الأول خالص كدة ومن أبعد نقطة في تاريخنا (أنا ونرمين) ... بنتين صغيرين أول مرة يروحوا المدرسة , بالصدفة البحتة قعدوا جنب بعض علي "دكة" واحدة .... اتعرّفوا , اتصاحبوا , ومن ساعتها وهما كل سنة بيقعدوا جنب بعض لحد آخر يوم في المدرسة .... نرمين أصلها أوّل صديقة في حياتي , بالأرقام يعني نطلع أصحاب من ييجي 17 سنة !! ... زمان , كنت في العيد بتاع نرمين (ما كنتش ساعتها عارفة إن فيه كريسماس ولا عيد قيامة ولا حد السعف , كل اللي كنت أعرفه إن فيه أعياد نرمين وأعيادنا) , وكنت بروح أقف قدام الكنيسة يوم عيد نرمين بعد الصلاة (القدّاس يعني) عشان لما تخرج نقف شوية مع بعض ونلعب سوا (أنا ونرمين وماريان وماري ومينا ويعقوب ... أصحابي في المدرسة) ... كنا مع بعض في كل المواد والحصص , ماعدا حصة الدين ... أيوة فهمت إن كل واحدة مننا لها دين مختلف عن التانية ... أيوة بقينا بنتكلم عن الإسلام والمسيحية , أيوة بدأت أفهم إن فيه اختلافات .... بدأت أتقبل إن نرمين في حصة الدين بتنزل تحضر في فصل تاني , وآخر السنة بتمتحن امتحان تاني ... وبعد الحصة , وبعد الامتحان , بنستني بعض عشان نروّح سوا (أصلنا كنا ساكنين قريّب من بعض ) لما كبرنا شوية , كان أوّل تليفون يجيلي في العيد "بتاعنا" من نرمين , وكنت حافظة أعياد نرمين عشان أكون برضه أول واحدة أتصل بيها في أعيادها ... كنت في عيد ميلادى لازم يكون فيه حاجات "صيامي" عشان بتبقي نرمين صايمة , وكانت أجمل هدية جتلي ولسة فاكراها ومحتفظة بيها من نرمين (جابتلي كلب لعبة لأنها عارفة إني بحب الكلاب جداً ... وكان "أمّور أوى" وعنده فرو أبيض في بنى ناااااعم ... كان بوبى عسّول جداً ) ... مش فاكرة أبداً إن خلال ال 17 سنة اللي فاتو (مدة صداقتي بنرمين) جت مناسبة وماكناش مع بعض فيها , حتي لما دخلنا كلّيات مختلفة ... أصل العلاقات القوية دى مش ممكن تتأثر ولا تضعف مهما طال الزمن ومهما زادت المسافات بيننا نتيجة تعدد الطرق في الحياة بس كدة أنا برضه ما وصلتش لحل !!! ما عرفتش المقصود بالفتنة الطائفية !!! ولا عرفت ليه بيقولوا وحدة وطنية وكلام كبير من النوع دة !!! دة أنا أصلا مابقيتش عارفة قصدهم إيه بالمسلمين والمسيحيين !!!! أنهي مسلمين وأنهي مسيحيين ؟!! أكيد مايقصدونيش أنا ونرمين ولا ماريان وماري وليلي ومروة ... ولا محمود وماجد وريمون وأحمد ... ولا أساتذتي في المدرسة اللي كانوأ أجمد مدرسين في الدنيا مستر ماجد ميخائيل وأستاذ سمير جرجس وأستاذ عماد عريان وأستاذ بيشوى !!! ولا "طنط" إقبال اللي كانت معانا في سويسرا وهيا اللي بتقول لنا ماتاكلوش من الأكل دة عشان مش حلال (مش مذبوح علي الشريعة الإسلامية) بس كلوا من دة عشان دة حلال أو نباتي أو فول صويا ... طيب يمكن قصدهم المسلمين اللي قابلتهم في كنيسة العذراء في بني سويف لما رحت أزور الكنيسة (من معالم المدينة هناك) وأخذنا صور جميلة أوى , وكان المسيحيين أهل الكنيسة اللي مانعرفهومش بيضحكولنا ويرحّبوا بينا .... بالظبط زى المسيحيين اللي كانوا في الكنيسة يوم إكليل نرمين ... كانوا بيرحّبوا بيا وبماما ... وكان أجمل فرح حضرته (رغم إني كنت قلقانة إن الناس تتضايق من وجود محجبات في الكنيسة) بس حقيقي استقبلونا بكل حفاوة وود ... طيب أعمل إيه دلوقتي ؟!! أنا تهت !! مش عارفة مين المسلمين والمسيحيين اللي بيتكلموا عنهم ؟!! ماهو مش باقي ناس تانية !! يبقي مين اللي بينهم خلاف وفتنة ؟!! مين اللي عايزين يبقي فيه بيننا صراعات ؟!! مين اللي بيقتلواْ الأبرياء ويغتالوا فرحتهم بالعيد ؟!! مين اللي عايز يقتل كل حاجة حلوة وكل ذكرى سعيدة ؟!! مين الجاهل اللي مش عارف إنه مهما حاول ومهما عمل عمره ما هايقدر يشوّه أو يخرّب علاقتنا ببعض ؟! مين اللي مش فاهم إن العلاقات بيننا دي أقوى من قنابله واغتيالاته وإرهابه ؟! ...

أكيد مش إحنا

فدوى نزار

Friday, December 17, 2010

الفصل الخامس والعشرون


كم هي مُعقَّدةٌ تلك الرغبة في تلخيصِ حياةٍ بأكملها في بضعة سطور .., وكم هي متناقضةٌ تلك الأحاسيس التي تغزوني أثناء تفكيري في سنين عمري واستعادة ذكرياتي السعيدة منها , والمؤلمة

لا أشعر أن خمسة وعشرين عاماً بالفعل قد مضت !! كانت مثل بُرهة يقضيها المرءُ في تصَفُّحِ فصولَ كتابٍ مجهول .. ممتع , مثير , مريب , مُبهِج , قاسي .., لكنه يعلِّمُنا الكثير بلا شك ... نحبه ونتعلَّقُ به , ليس لجماله ولكن لعلمنا أنه كتاب لا يمكننا الابتعاد عنه أو استبداله بآخر يُحقِّق رغباتنا التي لا نتمكن من تحقيقها في كتابنا الحالي ... كما لا يمكننا اتخاذ القرار بغلقه وقتما نشاء , لأن غلقه أمر حتميّ لا نعرف موعده ولا كيفيّته ., فإما نرضَى بكتابنا ونحاول قدر الإمكان الاستمتاع بكل حرفٍ فيه , وخَطّ ما يحلو لنا من ملاحظات أو تعليقات أو تنبيهات في هوامشه البيضاء .., وإما نرفُضه ونقضي وقتَنا بين فصولهِ عابسين غاضبين وكأنه لعنة أُصِبنا بها ولانعلم لها من مُنقِذ ... بل إن البعض يحاولون وضعَ كلمة النهاية بأيديهم لعدم قدرتهم علي الاستمرار في تصفُّحِ ذلك الكتاب العميق.

الآن ... وبعد انتهائي من مطالعة الفصل الخامس والعشرين من كتاب أيّامى ., وشروعى بإذن الله في تصفُّحِ أُولَى سطور الفصل السادس والعشرين ., رأيتُ أنْ أُدَوِّنَ بعض الملاحظات التي أسفرت عنها قِراءَتى :

· بصفة عامة .. قابلت العديدَ من المُفردات الصعبة , وبعضها لم أتمكَّن من فهمه حتى الآن .

· قرأت سطوراً تتحدَّثُ عن أشياءَ لم أُجرّبها ... أشياء يدّعي الكتاب أنها رائعة وتستحق العيشَ من أجلها .. من أجلها فقط .. لا أدرى إن كنت سأعرفها وأُجرِّبها في الفصول اللّاحقة .. أم ستظل مجرد سطور أقرأها ولا أعلم مدى صدقها .

· بالطبع تمنَّيتُ تمزيق بعض الصفحات أو محو بعض الأجزاء من الكتاب ولكن لم أستطع لأن الصفحة منه لايمكن تغييرها بمجرّد أن نقلبها .. بل إنها تُحفَرُ في ذاكرتنا للأبد .

· توقّفت عند بعض الصفحات وقرأتها أكثر من مرة , لعلّي أعيها جيّداً أو أتّخذُ قراراً بشأنها .. واكتشفت إنها لم تكن تستحق كلَّ ذلك الوقت .. وأنها كانت أسهل وأوضح كثيرا مما تخيَّلت .

· حين أعبثُ بالصفحات الماضية من فصول كتابي .. وأنظرُ في صورها أو أفكِّرُ فيما كان سيحدث لو أنني تصرَّفتُ بطريقةٍ مغايرة , أكتشفُ مدى محدودية رؤيتى للأمور في حينها , وأُدرِك أن ما حدث كان هو بالفعل الأفضل لي .

· أُدرِكُ تماماً أن كتابي أكثر إمتاعاً وإبهاجاً _بكل مساوئه_ من كُتُب الآخرين (ولله الحمد) .. كما أُدرِك أنه بالفعل الكتاب المُناسب لي تماماً , وأنني لم أكن لأرغب في تغييره مهما كانت الظروف .

أثناء رحلتي مع كتابي .. قابلت العديدَ من الشخصيات .. أعجبني بعضُها , واحتقرت البعضَ الآخر .. ورغبت في تمزيقهم حتي لا يُعَكِّروا نقاءَ كتابي .. وآخرين زاد اعتزازي وفخري وتعلُّقي بالكتاب لمجرّد وجود أسمائهم عل صفحاته ... أدركت أنني في كل الأحوال تعلَّمت منهم وتأثرت بهم .. أحببتهم وسعدت بهم .. أتمنّى دائماً ألّا أفقدهم لأى سببٍ كان .. أما من أرفضهم .. فلا مكان في ذاكرتي يتّسع لهم .. وقد رحلوا كما جاءوا , شخصيّات ثانوية هامشيّة نفضتُها مع قَلبي لصفحة الكتاب التي تحويهم مثل الغبار الذي لايُرَى بالعين المُجرّدة .

مازلت حتى الآن أبحث عن الشخصية الرئيسية في كتابي .. بطل الأحداث الذي سيغيّرُ جزءاً من نظرتي للحياة .. أو يُثبِته !! .. ذلك الإنسان الذي قد لا يذكُرهُ كتابي قط .. أو قد تكون معظم الصفحات التالية تتحدّثُ عنه .... عنه فقط .

هذا الشخص الذي قد لا يتعدّى كونه عدة سطور في ملاحظاتي هذه , وقد لا يتجاوز كونه مجرّد خيال أو فكرة عابرة لاتلبث أن تذهب وتحلّ محلها أفكار أخرى لا علاقة لها بدور البطولة .

الإنسان الذي يُحيِّرُني مبدأ وجوده بقدر ما أتمنى لقاءه .. الإنسان الذي لم أقابله ولم أعرفه , ولاأدرى كيف سيكون أو يبدو أو يفعل .. هذا الذي لابد وأن يستحق احتلال كتابي وتفكيري .. هذا الشخص الذي سأعرف حين أنظرُ في عينيه لِمَ أحيا .

وبصفة عامة وشاملة ... أُحبُّ جميعَ الشخصيات التي ساهمت في إخراج ذلك الكتاب للضوء .. ولم يكن ليصبحَ بهذا التشويق والبهجة بدونهم .. مَن أحمدُ الله كل يوم لأني سأفتح عيناى غداً ... لأراهُم .

الآن ...

أتحرَّقُ شوقاً لمعرفة المزيدِ من كتاب حياتى ... وأتمنّى أن تأتي الفصول القادمة بما أرغب فيه .., وما لم أجده في الفصول السابقة .. وأدعو الله أن يعيننى علي استكمال كتابي ويلهمني الرضا بما تحمله صفحاته القادمة التي تكاد تلمسها أناملي ....

الآن فقط ... أبدأ الفصل السادس والعشرين من كتاب عُمرى


فدوى نزار


Thursday, November 4, 2010

دا أنا حتي مش بجرى خالص !!!


مش عارفة ليه فجأة قررت أكتب عن السواقة ... أو تحديدا عن سواقتي أنا لعربيتي !! .. يمكن لأني ضقت ذرعاً بالسواقة في البلد دى بما فيها من تصرفات رعناء مستفزة من الناس اللي سايقة ... سواقين مش معترفين بالإشارات وتلاقي الواحد منهم بيحود أو بيقف فجأة ودون سابق إنذار , مش فارقة بقي مين ممكن يخبط فيه ولا إيه النتائج اللي هاتترتب علي تصرفه الساذج
وسواقين تانيين لسة مش عارفين إن المرايات اللي في العربية معمولة عشان يبصوا فيها قبل ما أنفسهم تسوّل لهم تغيير مكانهم (حارتهم المرورية) أو ما إلي ذلك من قرارات ... تبقي ماشي في أمان الله تلاقي كائن كاسر عليك ولا كأنه شايفك ولا معترف بوجودك جنبه ... وانت وشطارتك بقي يا تفاديه وربنا يستر , يا تلبس فيه وتستعوض ربنا في عقول الناس اللي تقريبا تاهت في معترك البحث عن لقمة العيش

زمان كنت بسمع عن "سواقة الحريم" وكنت لحد وقت قريب فاكرة إنها قاصرة علي الستات اللي قلبها خفيف وبتبقي السواقة بالنسبة لهن تجربة مرعبة من أول ما يركبن العربية لحد ما يوصلن لوجهتهن (في ظل سباب ودعوات السائقين جميعا عليهن وعلي اللي ركبهن العربيات أصلا) .. لكن الجديد بقي , واللي اكتشفته بنفسي إن "سواقة الحريم" دي فيه رجالة كتييييييييير بارعين فيها جداً (أنيل من الستات) ... وتلاقي الراجل من دول ماشي علي قشر بيض وكأن مفيش حد غيره في الطريق , وماشي في النص لا سايبك تعدى من يمينه ولا من شماله , ولا فارق معاه كلاكسات ولا أنوار ولا أي حاجة ... بيبقي نفسي ساعات أنزل أديله قلمين يمكن يصحى ويركز ويفتكر إنه راكب عربية مش نايم في سريره !!

واللي بيستفزني جدا .. الناس اللي عايزة تلف من "يو تيرن" وسبحان الله بيلفّوا صف تالت ورابع ومن أقصي اليمين لأقصي اليسار وكأن مفيش بني آدمين غلابة حظهم العاثر إنهم مش هايلفوا مع الناس دي ... يعني يقفلوا الطريق كله عشان حضراتهم يلفوا !!

وحدّث ولا حرج بقي عن الناس اللي بتعدّي الطريق علي سبيل الانتحار (يا اتخبطوا وماتوا شهداء , يا ربّنا سترها معاهم وعبروا للجانب الآخر) .. وياسلام بقي علي الناس اللذيذة اللي مابتعرفش تعدّي إلّا لما الإشارة تفتح !! يبقي الواحد واقف في الإشارة نص ساعة وأول ما تفتح ويبقي نفسه ينطلق بقي يلاقي ناس ماشية تتدلّع علي اقل من مهلها ... طب ليه بقي عاملين إشارات أصلا ؟!! دة فيه يوم واحدة رمت نفسها قدّامي عشان تعدّي وأفاجأ بإنها ماسكة الموبايل وبتكتب مسج !!!! ولا باصة علي العربيات ولا علي الطريق اللي بتعدّيه ولا ف دماغها الموضوع أساساً !!

من كل ما سبق (وغيره كتيييييير) بتكون النتيجة إني ما بصدّق ألاقي فرصة للجري , و رادار بقي والا عفريت أزرق ما ليش دعوة ... (أنا عارفة رادار إيه دة !! ويقولك السرعة علي الدائري 90 !!! يعني لو مشيت 90 علي الدائرى أمشي كام في وسط البلد ؟!) ... المهم إني (كشخصية بحب أعمل كل حاجة بسرعة , أمشي بسرعة , أتكلم بسرعة , آكل حتي بسرعة .. ) يبقي لازم أسوق بسرعة (في حدود إمكانيات الطريق الغبي طبعا) ... يعني عمري ما مشيت (حتي الآن) في طريق أكتر من 130 !! ... رغم إن عربيتي صغنطوطة ومفروض إنها تفوت في الأماكن الضيقة !!

بفرح جدا لما آخد "غُرز" وأفوت وسط عربيتين نقل "ع القِفل" ... ولما أكون "بنت" راكبة عربية صغيرة , وماشية وسط الميكروباصات والأوتوبيسات وعربات النقل كأني سفّاح سايق (بحس إني بلعب مع الكبار والحمد لله أنا لعّيبة لا يستهان بها ) ... هههههههه بجد إحساس لذيذ جدا ... والغريب بقي إن ماما دايما بيجيلها هلع مني لما بعمل إي "أكشن" مثير في الطريق !! ... وتقوللي يا فدوى هاتموّتيني ناقصة عمر ... وأنا بكل استفزاز وهدوء أعصاب .. أرد عليها "يا ماما ماحدش بيموت ناقص عمر"

بجد الحمد لله علي نعمة الجرأة والقلب الجامد ... عقبال يا رب ما أزداد خبرة كدة وماحدّش يعرف يحصّلني D:

فدوى نزار

Friday, August 13, 2010

يوم قررت الرحيل



... بالأمس القريب , كان كل شيء كما هو , هادئ , ثابت , وكأن الحياة وصلت لمنتهاها.
نفس التفاصيل الدقيقة التي لا تتغير ... نفس الخطوات الرتيبة للزمن المستكين .
الصفات الظاهرية الخادعة للحياة الآمنة الخالية من المخاطر أو الطرق المؤدية للمجهول . الحياة التي يتمناها ويسعد بها كل من توقف عن الحلم ... كل من توقف عن الحياة !!

ولكن ... ماهذا الصوت الخافت ؟؟ ما هذه الأنفاس المتقطعة ؟ ما كل تلك الدماء التي تكافح من أجل الاستمرار في الاندفاع ... عجباً ... أمازالت الحياة تدب في أوصالى الهزيلة ؟ أمازال عقلي يأبى الاستسلام لقيود الطمأنينة الزائفة ؟ ... أمازلت أرغب في الرحيل ؟

ولم لا ؟! ... ما الضير في التجربة ؟؟ ما أقصي ما يمكن حدوثه ؟! ... لا , لقد قررت ... لن أنتظر أو أتردد ... سأرحل ... نعم , سأرحل إلي ذلك العالم الذي طالما تخيّلته , العالم ذو السماء الواسعة اللامتناهية ... العالم الذي لا تخشي الطيور أن تحلق في أفقه ... العالم الذي لاتنقطع أشجاره وأزهاره عن عزف تلك الموسيقي الساحرة ... العالم الذي تدب الأنهار في أوصاله لتمده بالطاقات المتجددة ... العالم الذي لا يعرف الحزن ... العالم النقي الشفاف الصادق ... العالم الذي لاتدرك أبعاده حتي أكثر الأحلام تطرفاً.

عالمي الخاص ... حيث أصل إلي أقصى الحدود ... وأرى أبعد من الرؤية العينية ... عالمي الساحر الذي أقرر متي وكيف أعيش فيه ... عالمي الذي أهرب إليه من كل شيء ... عالمي الذي أحيا فيه ... وحدى.

فدوى نزار

Sunday, July 18, 2010

العُمر واحد .... واحد فقط



لا أدرى إن كانت تلك نعمة يتمتع بها البشر أم هي كارثة محققة ... هل من رحمة الله علينا أن جعل لكل منا حياة واحدة فقط ؟ أم من أصعب اختباراته سبحانه وتعالى لنا ؟ ... هل يمكن للمرء أن يرغب في حياة جديدة أم يسعد بانتهاء عمره الحالي ؟
بالطبع سيرغب معظمنا في فرصة ثانية لعله يصلح ما اقترفه من أخطاء وذنوب وكوارث , وبالطبع أيضا سنكتفي بفرصتنا الأولي لأن المؤمن لا يُلدغ من جحر مرتين , ولأننا لا نعلم شيئا عن المستقبل المبهم وبالتالي قد نُفسِد ونضيع الفرصة الثانية مثلما بدّدنا فرصتنا الأولي.

لا يوجد في هذا العالم شيء مؤكد ... لا توجد إجابات واضحة للتساؤلات ... ولا يوجد ماهو صحيح وما هو خطأ , لأنها مسألة نسبية تختلف باختلاف وجهات النظر ... كما لاتوجد معرفة كاملة لأي شيء

الحقيقة الواحدة في حياتنا ... هي نهاية تلك الحياه !! .. فكلنا علي يقين أن حياتنا ليست سرمدية , وأننا حين انقضاء آجالنا ... سنموت (أو بالأحري ستصعد أرواحنا وتترك العالم الذي نعرفه , لعالم آخر نكاد لا نعلم عنه شيئا)

لم أفكّر من قبل في كون العُمر واحد !! ... نعم نردد تلك المقولة , ولكن دون وعي لمعناها , بل إننا نقولها أحيانا علي سبيل الاستهتار حين نقبل علي مخاطرة ما

والغريب في الأمر أن تفكيري في هذه الحقيقة (أن العمر واحد) سيجعلني أُغيِّر ما بَقِيَ من حياتي !! ... فإذا كنت سأحيا مرة واحدة فقط , فلم أضع لنفسي قائمة بالممنوعات ؟؟ لم لا أعبّر عمّا أريد وقتما أشاء ؟؟ لم أضيع فرصة لن تأتي مرة أخري ؟ ... لِمَ لا أجرّب كل ما أرغب فيه (طالما لا يتعدّى حدود الدين) ؟ ... لم لا أصارح من أحبهم بمشاعري , وأواجه من أرفضهم بما يحتويه صدري من غضب تجاههم ؟ ... لم لا أزور الأماكن المختلفة وأخوض التجارب وأتقبّل المخاطر وأقاوم المتاعب مهما قست ؟ ... لِمَ أُضيع لحظة من عمري في حزنٍ أو ندم ؟؟ لِمَ أختفي خلف قناع كاذب من الهدوء حين يكون بداخلي بركان من الانطلاق ؟؟ لم أُقيّد حريّةً لم يمنعني عنها سوى أفكار من صنعي ؟؟ ... لِمَ أترك هذا العالم وأتمني لو كنت قلت و فعلت ورأيت وقبلت ورفضت وضحكت وبكيت وصرخت وساعدت وتعلّمت ... لِمَ لا أستغل حياتي حاليا وأفعل كل هذا وأستمتع به ؟؟

قررت .. أني لن أنتظر , لن أقول غداً .. لن أضيع المزيد من الفرص ... من الآن سأصبح إنسانة جديدة تقول وتفعل ما تريد وقتما تشعر به , إنسانة تدرك أن الحياة ستنتهي في يوم ما , لكني سأكون قد عشتها بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ , وإنني لن أكون إلا نفسي ولن أختفي من جديد خلف أقنعة مُصطَنَعة , فالعمر واحد ... واحد فقط


فدوى نزار

Wednesday, June 9, 2010

الدنيا : مسرحية هزلية طويلة !!

ليست محاولة لإيجاد تعريف مناسب للحياة , وإنما مجرد مرحلة من التقلُّب الزَمَني نجد فيها الحياة تتّصف بنعوتٍ متباينة لا نملك إلا الإحساس بها و التعبير عنها , بغض النظر عن مدى فهمنا واستيعابنا لتلك المرحلة أو حتي قبولنا لتطوراتها ورضانا بنتائجها.

لا أدرى تحديداً لِمَ يأخذ عالمنا هذا الشكل غير المنتظم من التحوُّلات الشبيهة برسمٍ لقلبٍ واهن ... بعض النبضات المتباعدة , يتخللها فترات من الصمت والثبات ... ويزيد علي نبض الأيام كونه يحتوي علي مساحات شاسعة من الانحدار الواضح (وكأنه ينبض لأعلي وأسفل) مما يجعلنا نميِّز بكل وضوح فترات السعادة من فترات الأسي من مراحل الثبات والملل واستقرار الأحداث.

كثيراً ما أتساءل عن مفهوم "الرضا" ... وتحدّثني نفسي بضرورة قبول "أمر الله وقضائه " .. وأتخيّل اعتراضي أو رفضي لوضعٍ ما وكأنني إنسانة ساخطة تتناسَى نعم الله عليها التي لا تُعَدّ ولا تُحصَى ... وأتحوّل من مجرد "رافضة" إلي "مُذنِبة ضعيفة الإيمان" ... ولكن بعد لحظات , أجد كل جوارحي تؤكد لي حتمية الرفض والاعتراض وعدم قبول الأمرالواقع , كما تؤكد أن هناك فارقٌ ضخم بين الرضا والاستسلام ... وأني بالفعل اقبل قضاء الله عزّ وجلّ وقدره , ولكني بكل صلابة أرفض الخلل في موازين الحياة , وأرفض الاستمرار في الأوضاع الخاطئة التي تسبب فيها جهل العنصر البشري وانعدام ضميره.

وحين أرى الحقوق المُهدَرة والحقائق المُنكرة والأخلاق شبه المعدومة , أُدرك يقيناً أن لا علاقة لهذا العالم بالدين ولا بالرضا ولا بالقدر , بل إنه الآن عالم الابتلاء الذي يختبر فيه الله عباده ليرى هل نرضخ ونستسلم وننصاع وننساق ونغرق في دوّامات الفساد بكل صوره , أم أننا سنصمد ونرفض ونقاوم ونناضل من أجل تحقيق أحلامنا مهما صغرت

حين أتجرّد من هذا العالم , وأنظر من بعيدٍ لحياتنا الدنيا ... تنتابني حالة من الضحك الهستيري الناتج عن مشاهدة إحدى المسرحيات الهزلية مع فارق كون المسرحية تمتد لعدة ساعات بينما الدنيا يستمر وقت عرضها لقرونٍ وقروء .

وأحب أن أُذَكِّر كل من يخلط الرضا بالاستسلام , بأن رسول الله صلي الله عليه وسلم حين ضاقت به السبل , هاجر , ولم يرض بالتعذيب والكفر والعداء , ولم يدّعي أن هذا هو قضاء الله وقدره ....

وإلي المسرحية الهزلية المسمّاه مجازاً بالدنيا .... "ههههههههههههههههههههههههه"

فدوى نزار


Sunday, May 23, 2010

"مش" هاتروق وتحلا



بطبيعة كوني شخصية متفائلة , طالما رددت لنفسي وغيري مقولة "مسيرها تروق وتحلا" بل ورددتها بكل ثقة وإيمان ... ففي قرارة نفسي أعلم أن الأيام القادمة أسعد وأجمل وأوضح.

ولكن ... منذ فترة بسيطة , وجدت نفسي أفكر رغما عني بطُرُقٍ غريبة ... فأثناء ترديدي لنفس العبارة , توقفت لحظة , وتساءلت عن معني تلك المقولة "مسيرها تروق وتحلا" ... فوجدت إن معناها فيه اعتراف صريح بكون الحياة حاليا مؤلمة وضاغطة وقبيحة , وأن المستقبل هو ما أأمل أن يأتي بالخير الوفير , وأتمني أن تعتدل دفّته !! ... نعم مؤمنة بالغد المشرق الواعد , ولكني مؤمنة أيضا بكون الإنسان وحده هو المتحكِّم في انفعالاته ومشاعره ونظرته العامة للحياة ... بمعني , لو أن المرء يري الحاضر بنظرة تشاؤمية فإنه بذلك يضع نفسه موضع الضحية البائسة الحزينة التي لا تملك من أمرها شيئا , وحتي مع رغبته أو تمنّيه أن تأتي رياح الغد بما تشتهي سفن أحلامه , سيظل في الوقت الحالي _ إلي أن يأتي المستقبل _ حزيناً مبتئساً.

ولأن لكلِّ يومٍ جديدٍ غدٌ لا يعلمه إلا الله , سيظل الإنسان المسكين يُمنّي نفسه بالمستقبل , أو بمعني أصح "يُعزّي" نفسه من خلال ادعائه بأن "مسيرها تروق وتحلا" ...

ولهذا ... وبعد تفكيرٍ عميق , ومواجهة مع نفسي لأري إذا كنت حقا مؤمنة بأنها "هاتروق وتحلا" فعلا أم أنني أيضا أدّعي مثل الآخرين .. اكتشفت أني إلي الآن سعيدة _ ولله الحمد _ بما أنعم الله به عليّ , حتي تلك العثرات الكثيرة والتي أراها في حينها ضخمة وخانقة , ماهي إلا دروس أتعلّم منها بقدر معاناتي .. وبالتالي فإن كل ما يحدث في هذا العالم ماهو إلا خبرات مكتسبة .. وبالتالي أيضا فإنه لا معني لكون الحياة "هاتروق وتحلا" لأنها بالفعل رايقة وحلوة بغض النظر عما يحدث من حين لآخر من بعض صغائر الأمور.

ولهذا ... أحب أن أغيّر موقفي , وأعدل عن أقوالي , وأبدأ في ترديد "مش" هاتروق وتحلا , وإنما "الحياة حلوة"

فدوى نزار

Sunday, April 25, 2010

I am blessed


After spending a lot of time thinking, I can proudly say that I bear the consequences of my own freewill decisions and choices, and that I was never pushed or forced by anyone to take a certain path.

By thinking of it like this, I could always enjoy living my present, and look forward to experiencing all the details of my future because I'll appreciate the blessing of being able to choose my next step, and afford the responsibility of making vital decisions

Every day would turn to be a victory, a challenge, and an investment, and whenever life turns it's ugly face to me, I would know that I created that devil and only "I" could dismiss it.

From now on Life has a new perspective. Yes, it needs time to train myself to accept and deal with that perspective, but I am totally satisfied, convinced, and happy with it.

Right now, I could go through my life with no fear, no regrets, and no looking back.


Fadwa Nezar

Monday, April 5, 2010

س: علل .. الحياة لونها بمبى !! ... ج: لأنه لون "مايع" هلامي الشكل ليس له موقع من الإعراب.



فلو أن الحياة لونها "أسود" مثلاً لَتميَّز الجميع بالجدية والالتزام , أو "أبيض" فيكونوا صُرَحاء أنقياء أتقياء ... وهكذا
لكن في عالم ملىء بكل صور التناقضات , وكل أنواع الفساد , وبعض أشكال الضمير (الحىّ أو الميّت) .. لابد أن يصبح لون الحياة "بمبى"!! لا يدل علي شيء!!

وأحياناً أحمد الله علي كونه "بمبى" وليس "Mauve" مثلاً وإلا أُضيف لغموض الموقف كون العديد من البشر لا يعرفون تحديداً ماهية ال"Mauve"

أيضا ما يثير تساؤلاتي .. ماذا لو كَرِه بعض الأشخاص اللون ال"بمبى" ... بمعني .. هل كون الحياة "لونها بمبى" سيجعلها تختلف باختلاف "الذوق" البشري ؟! ... (يعني لو أنا بكره البمبي يبقي الحياة بالنسبة لي سيئة وقبيحة ولو بحبه تبقي قمة السعادة والرخاء ؟!) أم أننا مُجبَرين علي ربط السعادة والتفاؤل باللون البمبي بغض النظر عن "مشاعرنا" تجاه هذا اللون شخصياَ!!

عن نفسي .. أضطهد كثيراً هذا اللون "فاقد الهُوية" , وأعتقد إن الحياة "سواء بمبي أو حتي كُحلي" ستظل خاضعة لآراء وأفكار وتصرُّفات البشر , وسعادة الأُمة لن تتحقق بارتدائها الألوان المختلفة , وإنما بالسعى الدءوب من أجل الإصلاح والتقدُّم ... بالتمَسُّك بكل القيم والمبادئ والتعاليم الدينية والأخلاقية ... بترك العَبَث والدوران في حلقات مفرغة ... بالكَفّ عن خِداع أنفسنا ومَن حَولنا ... بمعرفة إن هذا الكَون مُقَدَّرٌ له الفَناء , ولن يبقى وقتها غير أعمالنا نُحاسَبُ عليها ونُجزَى بها.

فيا أيّتها الحياة الضبابية ... عفواً ... "لونك البمبى مش هوّ الحل"


فدوى نزار


Monday, March 29, 2010

إرهاصات الحياة في "بلّاعة" 1- لا أحب عَمَلي ... وتلك بداية الكارثة


الأيام دي عرفت ليه الزجاج هش وقابل للكسر ..., لأنه نقي ... شفاف بحيث إنك لو بصيتله بعينك المُجَرَّدة تقدر تشوف اللي وراه بكل وضوح ... ولهذا ... كانت النتيجة الحتمية إني "أتكسر" مع أول اصطدام بالواقع الحقيقي ... واقع لا مجال فيه للعلم ولا الاجتهاد ولا التّمّيُّز ولا الضمير ولا الأحلام ولا الكفاءة ولا حتي الإرادة أو الصبر.
واقع أُقابل فيه كل أنواع الأحداث المؤسفة التي ترسم جميعاً صورة قاتمة تفسّر لي ما آل إليه حال وطنٍ بأكمله ... وطنٌ لم يَعُد فيه من يُقدّر قيمة العمل أو يميّز الطيب من الخبيث, الراقي من الرَّث..., واقع انعدمت فيه الضمائر والخلائق والعقول .. فافتقر لكل خصائص الحياة المقبولة.

كنت من قبل أعتقد وأؤمن بأن لكل مجتهدٍ نصيب , وعليَّ أن أسعي , وذاكر تنجح , "ولابد عن يوم محتوم تترد فيه المظالم!!" .. لكن فوجئت إن دة كله كلام كتب قديمة ... وإن مفيش أي معني ولا لزمة ولا فايدة من كل اللي بنيته طول عمري , وإن زيّي زي أي حد مابيفهمش أي حاجة في أي اتجاه ... لأ كمان اللي مابيفهمش أحسن لأنه عكسي مش بيقول "لأ" ولا بيسأل ولا بيناقش ... يعني زي أي جَمَاد يذهب إلي حيثُ تضعه أيدى الآخرين ... أو حتي أقدامهم.

قد يري البعض أني أشكو من صغائر الأمور _ علي أساس إن العديد من القرّاء هايقولوا "أين ذهب الرضا" و " حب ما تعمل حتي تعمل مش عارف إيه " أو حتي "انتي ف نعمة هوة حد لاقي " .. وكل جُرعات الاستسلام اللي اتعوّدوا عليها ... لكن أقول ... إن كانت مطالبي "لعب عيال وقلة خبرة" فنعم "أنا عيّلة" _لحداثة سنّي_ وقليلة الخبرة _ بحُكم إني لسة سنة أولي شُغل _ , لكني مازلت في ريعان شبابي وكامل طاقتي , ومن حقّي أن أحلُم وأن أحقق حُلمي .. وأن أعترض علي تلويث صفحة حياتي الناصعة بلحظات استسلام أو حِياد عن المبدأ الرافض للاندماج في مستنقع الفساد الوظيفي.
وطالما أحيا وأتنفس , سأظل أحلُم وأكافح من أجل حُلمي , وأرفض المقايضة أو التنازل عنه "عشان المركب تمشي"

نعم ... أنا من بدأت بالتنازل .. بعت حلمي بأبخس الأثمان بعد رُكوده علي أرفف البطالة لعدة شهور ... ولم أخسر في هذه الصفقة حلمي فقط , بل خسرت نفسي , ومبادئي , وثقتي ... فقدتني ولا أعلم أين ومتي سأجدني ... تحوّلت من قمة التفاؤل والسعادة والطموح إلي قاع الإحباط والألم واليأس ... بدَأَت حياتي تتسرب سريعاً من بين أناملي ... فقدت حتي إمكانية تحديد الطريق الذي أرغب السير فيه ... هل أُنهي هذه المهزلة وأنجو بما تبقي لي من أنفاس متقطّعة و"أستقيل" , أم أستمر في إهانة علمي وعملي وأحلامي مقابل الهروب من "قعدة البيت" (البطالة) ... لا أدري ماذا أفعل ولا أي طريق أسلك.

اللهم ألهمني الصواب ... اللهم أعِنّي ... اللهم أغِثني ... اللهم ثبّتني


فدوى نزار

Sunday, December 27, 2009

عام آخر يمضي

2009

ذلك العام الذي نقترب حثيثا من نهايته ... العام الذي لم يبقي منه سوى بعض الأيام القليلة والتي أشعر أنها من أطول أيام حياتي .

بالأمس فقط كنت أعزف عن الكتابة لأسباب نفسية , لم أكن أرغب حتي في الإمساك بقلمي , رغم علي بل إدراكي أن الكتابة هي الملاذ الوحيد الآمن من ملل تفاصيل حياتي الحالية ... لكني لم أشأ أن أكتب .. ابتعدت عن سطوري رفضا مني لأن أذرف مشاعري علي صفحاتها.

لكن ... لم أستطع منع يدي من الامتداد للقلم ... لم أستطع منع رأسي من التفكير في الكتابة ... ولم أستطع ترك هذا العام _تحديدا_ يمضي هكذا دون أن أُعلّق عليه.

2009

لا أنكر أن هذا العام من أكثر سنين عمري ثراءً ... فيه اكتشفت الكثير عن هذا العالم المتقلّب ... قابلت أشخاصا لم أعرف مثلهم من قبل , فلو كانت معرفة الناس كنوز كما يقال , فقد لا يقوى جسدى علي حمل هذا الكم الرائع من الكنوز الحقيقية التي أستطيع بمجرد النظر لظاهرها إدراك باطنها من شدة نقائها , تعلّمت الكثير _جدا_ سواء أكاديمياً أو عن الحياة بصفة عامة ... تحمّلت أنواعا جديدة من المسئولية , خضت تجارب مختلفة عن سابقاتها , زرت أماكن لم تطأها قدماي من قبل , وفعلت أشياء لم أُقدم عليها سابقا.

_ وبالطبع لن أنسي ذكر أني " اتقلبت بالبيتش باجى مع علا " _ لأن الموضوع دة علي غير المُتوَقَّع بيشعرني بالسعادة الغامرة معرفش ليه_

..... عام غريب !!! وسط أجمل لحظات حياتي بدأت أدرك بعض المعاني الجديدة التي لم أعيها من قبل .... مثل فقدان شخص عزيز وتعاملي لأول مرة مع فكرة الموت وتجربة صداها وتأثيرها _بوفاة جدتي رحمها الله_ , ولأن الحياة متقلّبة بطبعها فقد مررت أيضا بتجربة زواج أخي الوحيد وابتعاده نسبيا عن حياتنا .

واجهت العديد من العثرات .... صُدمت في أحلامي , وتغيرت وجهة نظري المتعلقة بالأهداف والطموح ... علمت أن الاجتهاد والعمل والسعي لن يوصلني بالضرورة لما أحلم به , بل علي العكس قد يفاجئني الواقع القاسي بتحطيم كل أحلامي وإجهاض محاولاتي العابثة للوصول لهدفي , بل والأكثر .. قد تسحبني دوّامته إلي طريق أرفض تماما السير فيه لأجد نفسي مُكرهة علي الاستسلام لأمواجه التي لا أملك إزاءها سوي الرضوخ للأمر الواقع وتجرُّع مرارة انهيار مبادئي حتي الثمالة في عالمٍ لا مجال فيه للأحلام ولا سبيل إلي تحقيقها .... عرفت عملياً معني الدوران في حلقة مفرغة , والشعور باللاجدوى ... واقتربت من أسباب أظنها أدّت إلي انهيارنا وتخلفنا .... رأيت أُناساً تسمح لهم جثث ضمائرهم بتخريب كل الأشياء المُبتَكَرة ومعاداة أي أمل في التغيير للأفضل ... شاهدت بعيني جهودي وهي تُسحَقُ تحت آلات الهدم البشرية المسيطرة علي معظم مواقع صنع القرار في عالمي المحدود .... مررت بفترة البطالة الإجبارية غير المبرَّرة والتي اعتقدت أن علاقتي بها ستكون فقط من خلال وسائل الإعلام التي ترصد أحوال الجيل, واعتقدت أن وصولي لتلك المرحلة من الإنجاز كفيلة بتحصيني ضد تلك البطالة , لكن هيهات !!! ... عرفت أن المسألة لا علاقة لها بالإنجازات ولا الاجتهاد ولا الشهادات ولا العقل ولا المعرفة ... لكنها فقط إحدى مظاهر التخلف الذي نمر به في كل المجالات ... مما يجعل المؤهلين من الشباب يفترشون مقاعد البطالة في انتظار من يستطيع فهم قدراتهم وتقبُّلها .... وخرجت من تلك الفترة المملة إلي ميدان العمل الذي قبلته علي مضد هرباً من معتقل البطالة الإجباري ,.... العمل الذي طالما حلمت أن أحبه وأعطي فيه بقدر رغبتي في تغيير العالم ... العمل الذي قذفني إليه إعصار الواقع رغما عني , والذي حاولت تقبُّله بكل ما أوتيت من قدرة علي الاحتمال ... لكني فشلت حتي الآن في أن أحبه , وتحوّلت إلي شخصية روتينية تؤدى عملها دون إحساس به أو رغبة فيه .. أصبحت "موظّفة" عادية تستيقظ كل يوم رغما عنها لتذهب إلي مكان لا تحبه وتقوم بعمل لاترغب في أدائه وبالتالي لا تحقق أياً من طموحاتها ولا تتعلّم ما تستطيع تعلّمه ولا تقتنع بجدوى وجودها في تلك المقبرة التي تواري كل قدراتها تحت ثرى الروتين والسلبية القاتلة

2009

عام آخر يمضي ... لا أستطيع أن أدّعي أنه عام حزين كما لا تسمح حالتي النفسية أن أعتبره عاما سعيداً.... لكنني بكل ثقة أستطيع أن أقول أني تعلّمت فيه أكثر من أي عامٍ سابق , فرحت بأجزائه السعيدة واستفدت من صدماته المؤلمة .... وساهم كثيرا _ومازال_ في تكويني وتشكيل نظرتي للحياة.

فدوى نزار


Sunday, December 6, 2009

ألم السعادة الزائفة

كثيرة تلك اللحظات التي نُجبر فيها شفاهنا علي رسم ابتسامة كاذبة نُخفي بها حُزناً داخلياً يأبَى التحرر من أَسر قلوبنا المُرهَفة.

كثيرةٌ تلك المشاعر التي نقتلها داخلنا مراعاةً منا لإحدى القواعد العامة المُجحِفة التي يفرضها علينا مجتمعنا دون إدراكٍ لحقيقتها أو براءة دوافعها أو حتى الأثر الناجم عن وأدها مع قريناتها من الأحاسيس التي لم يشأ العالَم أن يهبها الحياة.

وكثيرةٌ هي أوقات ندمنا علي ما فاتنا أوما أضعناه من فُرَص لن تتكرر, فقدناها إثر اتخاذ قرار خاطئ أو عملٍ لم نُتِمّه علي أكمل وجه.

وغالباً ما تتعاقب علينا تلك المواقف القاسية بحيث تغتال ما بقي لدينا من قدرة علي الشعور بالسعادة الحقيقية أو حتي تمييز والتمسك بما قد يُفرحنا في غمار تلك الأحداث المُرهِقة , وبالتالي يغيب عن حواسّنا التقاط بعض الأنفاس المُنعِشة التي كان بإمكانها أن توقِظَ قلوبَنا من موتها وتُضفي بعض الإيقاع علي نبضاتها الروتينية الباردة ,.. فنجد أنفسنا نُساهم _بغفلتنا_ في غمس أرواحنا يوما تلو الآخر في أحزانها ... إلي أن يُكتب لنا الخروج من تلك الدوامة عن طريق موت الجَسَد "الذي غالباً ما يتأخر عن موت القلب آجالاً عديدة"

وخلال تلك الفترة من الحياة بقلب أعاقته الآلام عن الاستمرار في النبض ,.. نجد شفاهنا ترفض الإفصاح عن الحقيقة , وتستمر في رسم تلك الابتسامة الخادعة لندخل في صراع جديد مع الألم ........ ألم السعادة الزائفة.


فدوى نزار

Saturday, December 5, 2009

كلٌ مُيَسّرٌ لما خُلِقَ له

للمرة الأولي أتوقف عند تلك المقولة , وأفكر فيها بالطبع سمعتها بل ورددتها أكثر من مرة وفي عدة مواقف , لكني لم أفكر من قبل في معناها أو تأثيرها أو حتي في كونها حقيقة أم مجرد جملة نهوّن بها علي أنفسنا ونبرر بها تضارب الطرقات التي نسير فيها.
اليوم فقط أدركت سبب حدوث بعض الأمور المنافية لأحلامي أو أهدافي ... أحيانا يفكّر المرء في اتجاه معين يرغب في سلكه , لكنه يفاجأ باضطراره رغما عنه للسير في اتجاه آخر معاكس تماما لآماله .... وأحيانا , أو بالأحري غالبا ما يُفاجأ هذا الشخص بأن الطريق غير المُتَوَقّع بالنسبة له , هو الأفضل والأكثر ملاءمة بل والأفيد ... وأن الله عز وجل يسر له مافيه الخير
وقد لا يدرك هذا الشخص أن الخيرة فيما اختاره الله له بسبب كون نظرة الإنسان محدودة وقاصرة علي قدر معرفته الضئيلة ... بينما يعلم الله عز وجل كل خفايا وتفاصيل الكون حاضره وماضيه ومستقبله ... وبالتالي , ولأن الله تعالى هو المُتحَكِّم فيما خلق , فقد خلق الله كل فرد لكي يقوم بوظيفة محددة ويساهم بدورٍ معين في هذا العالم , ولذلك فهو _سبحانه_ يمهّد لكل شخص الطريق الذي يُفتَرَض له أن يبرع فيه بما يعود بالنفع عليه وعلي غيره.
بالنسبة لتجربتي الشخصية ... كثيرا ما يسَّر الله لي بعض الأمور التي اعتقدت حينها أنها تحطيم لأحلامي و نهاية لسعيي الدءوب , لكني أدركت بعدها أن هذا في الواقع هو ماكنت أتمني عمله , وأشكر الله علي وضعي في ذلك الطريق وانتشالي من الطرق الأخري التي كنت أفكر فيها
والآن ... بينما أسير في أحد هذه الطرق التي مازلت أرفضها ولا أتصور أني أسير فيها ... بل وأرغب بكل جوارحي أن أتركها وأعود من حيث أتيت لكي أسلك الطريق الذي خططت له ورغبت فيه وتمنيت الوصول لنهايته ... الآن ... أثناء سيري في طريق أكره كل تفاصيله ولا أري سوي عثراته ومساوئه , ولا اقابل فيه سوي أعداء النجاح والراغبين في تحطيمي وتثبيط عزيمتي ....
الآن وكل أنفاسي تدعوني للنجاة بما بقي لي من إرادة والخروج بأي شكل من تلك الهوّة التي دفعتني إليها بعض الظروف الظالمة .... الآن ورؤيتي المحدودة لعالمي تدفعني
للغضب علي كل شيء من حولي , والتساؤل عن سبب تحطيم كل آمالي الواحد تلو الآخر بكل قسوة وعنف رغم محاولاتي المستميتة للصمود والاستمرار والسعي دفاعا عن تلك الآمال ... الآن وكل ما أفكر فيه هو أني أقوى من كل تلك الظروف وهؤلاء الأشخاص , وأني لن استسلم لمحاولاتهم الفاشلة في منعي من النجاح ... الآن فقط أقف لأقول لنفسي أن الله دائما ما أعانني في كل مراحل حياتي ... ودائما ما جعل لي الخير في كل طريق أسلكه حتي لو خالف هذا الطريق توقعاتي ....
الآن , وبالأمس , وغدا ... أعلم أن الله أعطاني القوة والقدرة علي المواجهة ... وأنني بمشيئة الله قادرة علي التميُّز في كل مجال أخوضه ... وأنه مهما طال الوقت ومهما صعب الوصول فإني حتما سأصل للقمة وسأنظر منها لكل من حاول إعاقتي وأذكّرهم
بقوله تعالي" إن ينصركم الله فلا غالب لكم " وبعد وصولي لنهاية ذلك الطريق ونجاحي فيه _بإذن الله_ سأدرك مرة أخري أن الخيرة فيما اختاره الله , وأن الله عز وجل يسّر لي نِعمَ الطريق , وساندني وأعانني ونصرني علي كل العقبات وإلي أن يتحقق هذا , فإني أحمد الله علي كل شيء , وأتمني أن يعينني علي شكره علي نعمه التي لا تُحصي ... ويغفر لي رؤيتي البشرية المحدودة , وضيق صدري بما يحدث لي حاليا .. وأسأله أن يلهمني الصبر علي صغائر الأمور ويقوّيني علي احتمال ضعاف النفوس وفاقدى الضمير من بني البشر اللهم لك الحمدكما ينبغي لجلال وجهك وواسع قدرتك وعظيم سلطانك


فدوى نزار

كلٌ مُيَسّرٌ لما خُلِقَ له


للمرة الأولي أتوقف عند تلك المقولة , وأفكر فيها

بالطبع سمعتها بل ورددتها أكثر من مرة وفي عدة مواقف , لكني لم أفكر من قبل في معناها أو تأثيرها أو حتي في كونها حقيقة أم مجرد جملة نهوّن بها علي أنفسنا ونبرر بها تضارب الطرقات التي نسير فيها.

اليوم فقط أدركت سبب حدوث بعض الأمور المنافية لأحلامي أو أهدافي ... أحيانا يفكّر المرء

في اتجاه معين يرغب في سلكه , لكنه يفاجأ باضطراره رغما عنه للسير في اتجاه آخر معاكس

تماما لآماله .... وأحيانا , أو بالأحري غالبا ما يُفاجأ هذا الشخص بأن الطريق غير المُتَوَقّع

بالنسبة له , هو الأفضل والأكثر ملاءمة بل والأفيد ... وأن الله عز وجل يسر له مافيه الخير

وقد لا يدرك هذا الشخص أن الخيرة فيما اختاره الله له بسبب كون نظرة الإنسان محدودة

وقاصرة علي قدر معرفته الضئيلة ... بينما يعلم الله عز وجل كل خفايا وتفاصيل الكون حاضره

وماضيه ومستقبله ... وبالتالي , ولأن الله تعالى هو المُتحَكِّم فيما خلق , فقد خلق الله كل فرد

لكي يقوم بوظيفة محددة ويساهم بدورٍ معين في هذا العالم , ولذلك فهو _سبحانه_ يمهّد لكل

شخص الطريق الذي يُفتَرَض له أن يبرع فيه بما يعود بالنفع عليه وعلي غيره.

بالنسبة لتجربتي الشخصية ... كثيرا ما يسَّر الله لي بعض الأمور التي اعتقدت حينها أنها تحطيم

لأحلامي و نهاية لسعيي الدءوب , لكني أدركت بعدها أن هذا في الواقع هو ماكنت أتمني عمله ,

وأشكر الله علي وضعي في ذلك الطريق وانتشالي من الطرق الأخري التي كنت أفكر فيها

والآن ... بينما أسير في أحد هذه الطرق التي مازلت أرفضها ولا أتصور أني أسير فيها ... بل

وأرغب بكل جوارحي أن أتركها وأعود من حيث أتيت لكي أسلك الطريق الذي خططت له

ورغبت فيه وتمنيت الوصول لنهايته ... الآن ... أثناء سيري في طريق أكره كل تفاصيله ولا

أري سوي عثراته ومساوئه , ولا اقابل فيه سوي أعداء النجاح والراغبين في تحطيمي وتثبيط

عزيمتي .... الآن وكل أنفاسي تدعوني للنجاة بما بقي لي من إرادة والخروج بأي شكل من تلك

الهوّة التي دفعتني إليها بعض الظروف الظالمة .... الآن ورؤيتي المحدودة لعالمي تدفعني

للغضب علي كل شيء من حولي , والتساؤل عن سبب تحطيم كل آمالي الواحد تلو الآخر بكل

قسوة وعنف رغم محاولاتي المستميتة للصمود والاستمرار والسعي دفاعا عن تلك الآمال ...

الآن وكل ما أفكر فيه هو أني أقوى من كل تلك الظروف وهؤلاء الأشخاص , وأني لن استسلم

لمحاولاتهم الفاشلة في منعي من النجاح ... الآن فقط أقف لأقول لنفسي أن الله دائما ما أعانني

في كل مراحل حياتي ... ودائما ما جعل لي الخير في كل طريق أسلكه حتي لو خالف هذا

الطريق توقعاتي .... الآن , وبالأمس , وغدا ... أعلم أن الله أعطاني القوة والقدرة علي

المواجهة ... وأنني بمشيئة الله قادرة علي التميُّز في كل مجال أخوضه ... وأنه مهما طال الوقت

ومهما صعب الوصول فإني حتما سأصل للقمة وسأنظر منها لكل من حاول إعاقتي وأذكّرهم

بقوله تعالي
" إن ينصركم الله فلا غالب لكم "

وبعد وصولي لنهاية ذلك الطريق ونجاحي فيه _بإذن الله_ سأدرك مرة أخري أن الخيرة فيما

اختاره الله , وأن الله عز وجل يسّر لي نِعمَ الطريق , وساندني وأعانني ونصرني علي كل

العقبات

وإلي أن يتحقق هذا , فإني أحمد الله علي كل شيء , وأتمني أن يعينني علي شكره علي نعمه

التي لا تُحصي ... ويغفر لي رؤيتي البشرية المحدودة , وضيق صدري بما يحدث لي حاليا ..

وأسأله أن يلهمني الصبر علي صغائر الأمور ويقوّيني علي احتمال ضعاف النفوس وفاقدى

الضمير من بني البشر

اللهم لك الحمدكما ينبغي لجلال وجهك وواسع قدرتك وعظيم سلطانك


Sunday, November 8, 2009

لِمَ لا نَحيا ؟؟

تذكرني هذه الدنيا المتغيرة , بالمتاهة !! يسير الإنسان في طرقاتها , لا يعلم هل يسلك الطريق الصحيح أم لا , وهل سيصل في النهاية إلي الكَنز المنشود أم يضيع سعيه هباءًا ... وهل تلك الطريق هي الأقصر ؟؟ أم أن هناك طريق أخري توفّر عليه بعض لحظات عمره ... وماذا لو اتضح له أنه يسير في الاتجاه الخطأ هل سيتمكن من تدارك الأمر واللحاق بما فاته من أيام ؟؟

وإلي متي هذه الحيرة ؟؟ إلي متي يظل المرء يدور في متاهة الحياة غير المتناهية ؟؟ .. وهل حقا هناك كَنز في نهايتها , أم أن ذلك الكنز وهمٌ من نسج خيال الإنسان المسكين ؟؟ ... أم يكون الكنز هو ما تعلّمه المرء خلال رحلته العبثية من حكمة وصبر وتجارب .

وما أتعجب منه حقاً هو استحالة أن يأخذ شخص ما القرار بالتوقف عن السير في تلك المتاهة ويعلن رفضه واعتراضه علي الدوران في دوامة الحياة معصوب العينين .... ليس لأنه لا يملك الإرادة الكافية , ولا لعجزه عن قول "لا" لكن بكل بساطة لأن المرء لو توقف عن رحلته يكون بالأحري قد وضع بنفسه نهاية حياته ... فالحياة لا تصبح "حياة" بلا سعي أو نضال أو حتي معاناة !! كما أنها تفقد روحها إذا خلت من النجاح والسعادة والتفاؤل.

الحياة ليست فقط متاهة ... بل إنها أيضا كالمحيط ... هائجة تارة , وهادئة تارةً أخرى !!! ... قد تقتلك أثناء عبورك إيّاها , وقد تأسرك بسحرها وروعتها أثناء استرخائك علي صفحتها الساكنة.

لكن السؤال الحقيقي هو .. "لماذا لا نتوقف عن التفكير في الحياة ؟؟ لماذا نقضي أعمارنا في محاولة فهمها وإدراك تفاصيلها دون جدوى ؟؟ لِمَ تَشغَل كل هذا القدر من بالنا ؟؟ وماذا لو تركناها لنكمل سيرنا دون عناء سبر غورها ؟؟ ماذا لو اعتبرناها كأي رحلة يومية نقوم بها غير عابئين بالطريق الذي سيسلكه قائد السيارة , فقط نهتم بوجهتنا وهدفنا بغض النظر عن طريقة الوصول ؟؟ ماذا لو لم نعطها كل هذا الحجم من تفكيرنا ؟؟ ماذا لو توقفنا عن اعتبارها لغزا يجب علينا حلّه ؟؟ ... ماذا لو قررنا أن " نحيا " بدلا من أن " نطارد الحياة " ؟؟


فدوى نزار


Wednesday, November 4, 2009

شهادة حق

منذ أيام يُلِحّ عليّ
كثيراً ما

Sunday, October 4, 2009

البنت "مش" زي الولد !!

طول عمري أسمع عن الصراع الدائم من جهة المرأة للوصول لما يسمي بالمساواة !!
شخصياً .. لا أعتبر "المساواة" قمة الطموح , ولا أعلم تحديدا سر التمسك بها أو حتي السعي من أجلها !!

دائما ما سعدت " جداً " بكوني فتاة .. لما يعنيه ذلك من تميُّز في كل المناحي والأصعدة بلا استثناء .., وكثيراً ما سمعت مقولة " عشان تقدري تعملي كذا وكذا لازم تنسي إنك بنت" , وأنا أقول "ليه أنسي إني بنت ؟! ليه ماعملش كل اللي عايزة أعمله وأنجح فيه بجدارة واستحقاق وأنا لازلت بنوتة رقيقة تكافئ في حماسها ونجاحها واجتهادها ومثابرتها " أتخن راجل " وتزيد عليه إنها "بنت" يعني كل أنواع الحاجات الحلوة اللي في الدنيا , بالإضافة لأن البنت ساعتها هاتبقي أجدع من الولد لكونها خاضت تحديات عنصرية عديدة من بعض أنصاف البشر ذوى أعشار العقول .
والغريب في الأمر .. " بل المُفجِع " أن معظم التحديات والعقبات التي تواجه الفتاة تكون " وياللعار " من فتاة مثلها !! .. مثل ما واجهته شخصياً من تجارب أن ترفضني إحدي السيدات بحجة كوني "بنت" , مما دفعني أحياناً للظن بأني لكي أعمل في هذا البلد المكلوم فلابد أن أُجري عملية "تغيير نوع" حتي يتوافق " شكلي " مع المعايير "الجنسية" للوظيفة !! التي أصبحت معايير الكفاءة لشَغلها تقاس بنسبة الهرمونات الذكورية في جسد المتقدمين بطلبات الالتحاق , بغض النظر عن إمكانياتهم العقلية أو قدراتهم علي العطاء!!!

ولكن ... بعد تلك الفترات من الذبذبة بين إيماني بجدارة الفتيات وبين محاولات أعداء النجاح في إشعاري بالأسي لكوني أحمل في شهادة ميلادى "النوع : أنثى" .., أدركت بكل جوارحي أن الفتاة لكي تنجح وتثبت تفوقها في أي مجال فإنها لا تحتاج لأن "تتساوى" بالرجل , ولا يجب عليها أن تصارع أو تُقيم المعارك من أجل إثبات اقتراب "جيناتها" الوراثية من الذكورة ...., فقط , كل ما يجب عليها فعله .. أن تسعي وتجتهد لتصل إلي أهدافها , وألا تنسي إطلاقا كونها فتاة بل إن ذلك في صالحها من كل الجوانب ... هوّ فيه أحلي ولا أجمل من إن الإنسان يكون بنت ؟؟!!

لما بحاول أعدد ميزات البنات .. بقول "ياااااااه ... البنات دول فيهم حاجات جميلة أوي ... الحمد لله علي نعمة إني بنت "

وأخيرا .. لكل الفتيات .. ماتسمحيش لحد إنه يقلل من شأنك , وماتضيعيش وقتك في حكاية "المساواة" دي لأنها بقت قديمة وبايخة , وتأكدي إنك هاتنجحي ... أصلا ماشفتش بنت مش ناجحة في مجالها .. حد فيكوا شاف ؟؟

وبكل بساطة , وفخر , واعتزاز , وثقة ... البنت "مش" زي الولد ... البنت بنت .., والولد ولد

فدوى نزار

Friday, July 24, 2009

Light Music



تَجلس وقت الغروب , تُدير إحدى اسطوانات الموسيقي الهادئة , تُخفض صوتَها كثيرا بحيث تتحول إلي همس خافت ...... همس يأخذك معه إلي عالمٍ آخر ...عالم تتحقق فيه كل أحلامك , عالم لا يعكر نقاءه أيُّ شرّ , ولا يوصم ثوبه الناصع أيٌّ من الأفكار الرثة البالية , عالم تحلق فيه مثل طيرٍمغرّدٍ يزيِّنُ صفحة السماء بألوانه الزاهية ...

ولِمَ لا ... لِمَ لا نَحلُم .... لِمَ نعتقد أن الحُلم لا بد وأن يكون مستحيلا ... لِمَ لا نملك تلك العصا السحرية التي تحول أحلامَنا لحقائقَ ملموسة ؟؟
ولِمَ لا نحلُم إلا أثناء نومنا ؟؟ هل لعجزنا عن مواجهة ثورات أحلامنا في يقظتنا ؟؟ أم لخوفنا من عدم قدرتنا علي تحقيقها ؟؟

يالها من سمفونية رائعة .... تحملك بكل رفق كأم تداعب رضيعها

تستمر روحك في الصعود إلي ذلك العالم الخيالي ... حيث تري كل ما ترغب به مُجسّداً نصب عينيك ... تجد فيه الأدلة الواضحة علي أن عملك وسعيك ومجهودك كُلِّلَّ جميعهم بالنجاح ... تري نفسك تسير فوق بساط ممدود تفترشه الزهور ترحيبا بقدومك إلي هذا العالم الجديد .... العالم الخيالي

عالم تحيط به هالةٌ من الحب ... كلٌ يحب الآخر ... كلٌ يتمني الخير والنجاح والراحة لأخيه ... عالم لا يخش فيه أحد غَدر صاحبه, ولا يُسِرُّ فيه شخص مكروها أو ضُرّاً لزميله أو جاره أو أي كائن محيط به, عالم تحول من جماله إلي حديقةٍ غنّاء تمتلئ بكل أنواع الثمار والأشجار ... حديقة لانهائية تشتم في كل أنحائها الهواء النقي الذي يحمل قطرات الندى المنعشة التي تصطدم بوجهك فترسم فوقه ابتسامة إعجاب بقدرة الخالق وإبداعه ونعمه التي لاحصر لها

تتسارع الموسيقي ... وتتسارع معها نبضات قلبك وأنفاسك المتلاحقة ... كمن يعتلي سطح موجَةٍ عاتية في يومٍ عاصف ... ترتطم بالأمواج المجاورة , وأحيانا تعجز عن التنفس , لكن تظل السعادة تغمرك من فرط النشاط والانطلاق .... والحرية

تعود الموسيقي لهدوئها وانسيابها في شرايينك بكل نعومة وشغف ... تغوص إلي أعماق روحك , تتجاذب الحديث مع افكارك المتناثرة ... تعبث في مخيلتك ... أو بالأحري , تعيد ترتيبَها .... تغسل بلحنها العذب كل ذرات نفسك الحائرة .. تُطهّرُ دماءَكَ المسمومة ... تُحي داخلك تلك الأحاسيس التي فقدتها أثناء معترك الحياة القاسية , تبُثُّه من جديد .. ذلك الأمل الشهيد ... الذي طالما قاتل من أجل البقاء إلي آخر قطرة في دم أحلامك المهدرة

تلك السمفونية الساحرة .... تقترب من النهاية .... تُعزَفُ آخر مقطوعاتها .... تنتهي بهدوء شديد مثلما بدأت .... تفتح عينيك , لتعود إلي واقعك وإدراكك ... وتغادر ذلك العالم المثالي ... العالم الخيالي

فدوى نزار

Saturday, May 23, 2009

أمنية


كم أتمني السير فوق كوبري قصر النيل أثناء استقبال أولي لحظات اليوم الجديد ووداع بقايا اليوم الحالي ...
أسير فوقه , وأرشف من إحساس الحرية والانطلاق المتماشيان مع المنظر اللا محدود للنهر الصامد , أظل هناك إلي أن تأتي خيوط الفجر لتُكمِلَ رونقَ الصورة البديعة التي تجمع بين الجمال الطبيعي والمُستَحدَث
نعم .. فها هو النهر الأسطوري الخالد إحدي معجزات الطبيعة التي خلقها الله تعالي واستأثَرَنا بها .. وها أنا ذا أنظر إليه من أعلى لحقيقة كوني أقف فوق رمزٍ للتطور في علم البناء الحديث يسمي "كوبري"
أري السفن الضخمة والمراكب وقوارب الصيد تقطع صفحة النهر الهادئ , مثلما أري السيارات الفارهة والشباب الحالم والفقراء المساكين كلٌ يسير فوق "الكوبري" في اتجاهه المنشود يفكر في حياته وعالمه.
يزدحم المكان وتتسارع خُطى البشر وتتفرّع اتجاهاتهم كالدماء يضخها القلب لتسري في كل أنحاء الجسد.

هل فكرتم يوما أن أعظم تجربة في عُمرِ الإنسان أن يقف في سكونٍ تام يتأملُ حركة البشر من حوله ... يشاهد كل التفاصيل الدقيقة التي تُكَوِّنُ الصورة الواسعة لعالمه المحدود ... ليس فقط بغرض المُشاهدة بل بغرض الإدراك والتعلُّم والاعتبار ... وقد تمر عليه ساعات التأمل تلك وكأنها مجرد لحظات استغراق يسترد وعيه بعدها ليُكملَ مسيرته بعد أن أشبعَ روحه بالسكينة والهدوء ليشعُرَ أنه ارتفع فوق كل الاعتبارات المادية ... وأنه قد امتلأ بالأمل والثقة وأصبح أكثرَإقبالا علي الحياة وأكثرِ قدرة علي فهم أسرارها
..... لهذا .... تتوق كل جوارحي لمشاهدة العالم ... من فوق كوبري قصر النيل

فدوى نزار

Sunday, May 3, 2009

أن تعشق كتابا تقرأه


حين تبتاع كتابا ..فإنك للوهلةِ الأولي تعتبرْه لغزاً مبهَماً .. لا تدري علي وجه التحديد مدى استحقاقِه للساعاتِ التي ستقضيها معه
هل ستضيعُ تلك الساعات عبًثا , أم سيأخُذْكَ الكاتبُ معه في رحلةٍ عبر عالمِهِ الخاص ومنظورِه الشخصيّ يسقيك خلالها من كأسِ تجاربه ونتائجَ بحثه في اتجاهاتٍ قد تكونُ جديدة تماما بالنسبة لك

تسبحُ معه بين أمواجِ كلماتِه المتلاطمة التي تتقاذفُك بين طيّاتها غيرُ عابئةٍ بآرائك أو أحاسيسك تجاهها في ذلك الوقت .. لا يهمها ما إذا كانت ستقتلك أم ستنعشُ رأسَك الثائر وتطهرْه وترتب أفكاره

هذا الكتاب الذي تشعر مع كل صفحة تطويها برياحٍ عاصفة تكادُ تجتاحُ مملكتك دون إذنٍ مسبق منك , تجتثُّ معها كلَّ انفعالاتِك ومشاعرك المتخبِّطة , وتنسج منها لوحةً غير منتظمةِ المعالم تنتشر علي صفحة السماء اللا نهائية

أحيانا ... تمر معه بفترات من السكينة , تنساب روحك كقاربٍ فوق سطح المياه الهادئة يحمل عاشقَيْنِ هائمَيْنِ في تلك المعزوفةِ الأسطورية من المشاعر السامية غير عابئَيْنِ بالحدودِ التقليديةِ للزمن

تقلّبُ صفحاته الواحدةَ تلو الأخري حتي تجدَ نفسك كمن يحيا في عالمٍ آخر لا يسمعُ فيه سوى كلمات المؤلف تتراقصُ أمام عينيك , وصوتُ السكونِ يخترق حواجزَ رأسك, ولوْحاته الخيالية تسيطر علي كل جوارحك

ترتبطُ بسطورِ الكتاب كعاشقٍ تتسارعُ دقاتُ قلبه وتتقطع أنفاسه عند رؤية مُلهِمته , تشتاقُ لرؤيته كمسافٍر يقطع الدروبَ عدواً من أجل رؤية من يحب

تدرك دون شك أن هذا الكتابَ قد نجح في تعليمك أثناء قراءته ما قد يأخذ عمراً بأكمله لتعلمه , فالكتاب نِتاجُ سنوات وسنوات من عمر كاتبه يقدمُها لك بين طياته ليتركَ لك فقط مسئولية إدراك رسالته وفهمها , لتجدَ روحك وقد اغتنمت بعد بضعة كتب تجارب العديد والعديد من البشر , وذهبت معها إلي أماكنَ لا حصر لها , وشاهدْت بين صفحاتها لوحات نسجَتها مخيلتُك بناءا علي وصف المؤلفين المبدعين

تغلق الكتاب ... وتعود للعالم الصاخب المزدحم , يعودُ البشرُ المحيطين بك للظهور حولَكَ من جديد , تترامَي الأصواتُ المبعثرةُ لتشقَ حاجزَ الصمت الذي بدأ ينقشعُ تدريجيا من محيطِ أذنيك , تعود من رحلتك الفكريةِ لتستقرَّ في موقعك بين باقي البشر , تهدأُ أنفاسُك ويتباطأ اندفاعُ الدماء في جسدك , تهبط من سمائك الخيالية إلي أرض الواقع ..... وتبدأ في مواصلة حياتك من جديد , حاملا معك كلَّ دروسك المستفادة , ومحتضنا إياه بين راحتيك ... معشوقك الأبدي ... الكتاب


فدوى نزار