Friday, December 17, 2010

الفصل الخامس والعشرون


كم هي مُعقَّدةٌ تلك الرغبة في تلخيصِ حياةٍ بأكملها في بضعة سطور .., وكم هي متناقضةٌ تلك الأحاسيس التي تغزوني أثناء تفكيري في سنين عمري واستعادة ذكرياتي السعيدة منها , والمؤلمة

لا أشعر أن خمسة وعشرين عاماً بالفعل قد مضت !! كانت مثل بُرهة يقضيها المرءُ في تصَفُّحِ فصولَ كتابٍ مجهول .. ممتع , مثير , مريب , مُبهِج , قاسي .., لكنه يعلِّمُنا الكثير بلا شك ... نحبه ونتعلَّقُ به , ليس لجماله ولكن لعلمنا أنه كتاب لا يمكننا الابتعاد عنه أو استبداله بآخر يُحقِّق رغباتنا التي لا نتمكن من تحقيقها في كتابنا الحالي ... كما لا يمكننا اتخاذ القرار بغلقه وقتما نشاء , لأن غلقه أمر حتميّ لا نعرف موعده ولا كيفيّته ., فإما نرضَى بكتابنا ونحاول قدر الإمكان الاستمتاع بكل حرفٍ فيه , وخَطّ ما يحلو لنا من ملاحظات أو تعليقات أو تنبيهات في هوامشه البيضاء .., وإما نرفُضه ونقضي وقتَنا بين فصولهِ عابسين غاضبين وكأنه لعنة أُصِبنا بها ولانعلم لها من مُنقِذ ... بل إن البعض يحاولون وضعَ كلمة النهاية بأيديهم لعدم قدرتهم علي الاستمرار في تصفُّحِ ذلك الكتاب العميق.

الآن ... وبعد انتهائي من مطالعة الفصل الخامس والعشرين من كتاب أيّامى ., وشروعى بإذن الله في تصفُّحِ أُولَى سطور الفصل السادس والعشرين ., رأيتُ أنْ أُدَوِّنَ بعض الملاحظات التي أسفرت عنها قِراءَتى :

· بصفة عامة .. قابلت العديدَ من المُفردات الصعبة , وبعضها لم أتمكَّن من فهمه حتى الآن .

· قرأت سطوراً تتحدَّثُ عن أشياءَ لم أُجرّبها ... أشياء يدّعي الكتاب أنها رائعة وتستحق العيشَ من أجلها .. من أجلها فقط .. لا أدرى إن كنت سأعرفها وأُجرِّبها في الفصول اللّاحقة .. أم ستظل مجرد سطور أقرأها ولا أعلم مدى صدقها .

· بالطبع تمنَّيتُ تمزيق بعض الصفحات أو محو بعض الأجزاء من الكتاب ولكن لم أستطع لأن الصفحة منه لايمكن تغييرها بمجرّد أن نقلبها .. بل إنها تُحفَرُ في ذاكرتنا للأبد .

· توقّفت عند بعض الصفحات وقرأتها أكثر من مرة , لعلّي أعيها جيّداً أو أتّخذُ قراراً بشأنها .. واكتشفت إنها لم تكن تستحق كلَّ ذلك الوقت .. وأنها كانت أسهل وأوضح كثيرا مما تخيَّلت .

· حين أعبثُ بالصفحات الماضية من فصول كتابي .. وأنظرُ في صورها أو أفكِّرُ فيما كان سيحدث لو أنني تصرَّفتُ بطريقةٍ مغايرة , أكتشفُ مدى محدودية رؤيتى للأمور في حينها , وأُدرِك أن ما حدث كان هو بالفعل الأفضل لي .

· أُدرِكُ تماماً أن كتابي أكثر إمتاعاً وإبهاجاً _بكل مساوئه_ من كُتُب الآخرين (ولله الحمد) .. كما أُدرِك أنه بالفعل الكتاب المُناسب لي تماماً , وأنني لم أكن لأرغب في تغييره مهما كانت الظروف .

أثناء رحلتي مع كتابي .. قابلت العديدَ من الشخصيات .. أعجبني بعضُها , واحتقرت البعضَ الآخر .. ورغبت في تمزيقهم حتي لا يُعَكِّروا نقاءَ كتابي .. وآخرين زاد اعتزازي وفخري وتعلُّقي بالكتاب لمجرّد وجود أسمائهم عل صفحاته ... أدركت أنني في كل الأحوال تعلَّمت منهم وتأثرت بهم .. أحببتهم وسعدت بهم .. أتمنّى دائماً ألّا أفقدهم لأى سببٍ كان .. أما من أرفضهم .. فلا مكان في ذاكرتي يتّسع لهم .. وقد رحلوا كما جاءوا , شخصيّات ثانوية هامشيّة نفضتُها مع قَلبي لصفحة الكتاب التي تحويهم مثل الغبار الذي لايُرَى بالعين المُجرّدة .

مازلت حتى الآن أبحث عن الشخصية الرئيسية في كتابي .. بطل الأحداث الذي سيغيّرُ جزءاً من نظرتي للحياة .. أو يُثبِته !! .. ذلك الإنسان الذي قد لا يذكُرهُ كتابي قط .. أو قد تكون معظم الصفحات التالية تتحدّثُ عنه .... عنه فقط .

هذا الشخص الذي قد لا يتعدّى كونه عدة سطور في ملاحظاتي هذه , وقد لا يتجاوز كونه مجرّد خيال أو فكرة عابرة لاتلبث أن تذهب وتحلّ محلها أفكار أخرى لا علاقة لها بدور البطولة .

الإنسان الذي يُحيِّرُني مبدأ وجوده بقدر ما أتمنى لقاءه .. الإنسان الذي لم أقابله ولم أعرفه , ولاأدرى كيف سيكون أو يبدو أو يفعل .. هذا الذي لابد وأن يستحق احتلال كتابي وتفكيري .. هذا الشخص الذي سأعرف حين أنظرُ في عينيه لِمَ أحيا .

وبصفة عامة وشاملة ... أُحبُّ جميعَ الشخصيات التي ساهمت في إخراج ذلك الكتاب للضوء .. ولم يكن ليصبحَ بهذا التشويق والبهجة بدونهم .. مَن أحمدُ الله كل يوم لأني سأفتح عيناى غداً ... لأراهُم .

الآن ...

أتحرَّقُ شوقاً لمعرفة المزيدِ من كتاب حياتى ... وأتمنّى أن تأتي الفصول القادمة بما أرغب فيه .., وما لم أجده في الفصول السابقة .. وأدعو الله أن يعيننى علي استكمال كتابي ويلهمني الرضا بما تحمله صفحاته القادمة التي تكاد تلمسها أناملي ....

الآن فقط ... أبدأ الفصل السادس والعشرين من كتاب عُمرى


فدوى نزار


Thursday, November 4, 2010

دا أنا حتي مش بجرى خالص !!!


مش عارفة ليه فجأة قررت أكتب عن السواقة ... أو تحديدا عن سواقتي أنا لعربيتي !! .. يمكن لأني ضقت ذرعاً بالسواقة في البلد دى بما فيها من تصرفات رعناء مستفزة من الناس اللي سايقة ... سواقين مش معترفين بالإشارات وتلاقي الواحد منهم بيحود أو بيقف فجأة ودون سابق إنذار , مش فارقة بقي مين ممكن يخبط فيه ولا إيه النتائج اللي هاتترتب علي تصرفه الساذج
وسواقين تانيين لسة مش عارفين إن المرايات اللي في العربية معمولة عشان يبصوا فيها قبل ما أنفسهم تسوّل لهم تغيير مكانهم (حارتهم المرورية) أو ما إلي ذلك من قرارات ... تبقي ماشي في أمان الله تلاقي كائن كاسر عليك ولا كأنه شايفك ولا معترف بوجودك جنبه ... وانت وشطارتك بقي يا تفاديه وربنا يستر , يا تلبس فيه وتستعوض ربنا في عقول الناس اللي تقريبا تاهت في معترك البحث عن لقمة العيش

زمان كنت بسمع عن "سواقة الحريم" وكنت لحد وقت قريب فاكرة إنها قاصرة علي الستات اللي قلبها خفيف وبتبقي السواقة بالنسبة لهن تجربة مرعبة من أول ما يركبن العربية لحد ما يوصلن لوجهتهن (في ظل سباب ودعوات السائقين جميعا عليهن وعلي اللي ركبهن العربيات أصلا) .. لكن الجديد بقي , واللي اكتشفته بنفسي إن "سواقة الحريم" دي فيه رجالة كتييييييييير بارعين فيها جداً (أنيل من الستات) ... وتلاقي الراجل من دول ماشي علي قشر بيض وكأن مفيش حد غيره في الطريق , وماشي في النص لا سايبك تعدى من يمينه ولا من شماله , ولا فارق معاه كلاكسات ولا أنوار ولا أي حاجة ... بيبقي نفسي ساعات أنزل أديله قلمين يمكن يصحى ويركز ويفتكر إنه راكب عربية مش نايم في سريره !!

واللي بيستفزني جدا .. الناس اللي عايزة تلف من "يو تيرن" وسبحان الله بيلفّوا صف تالت ورابع ومن أقصي اليمين لأقصي اليسار وكأن مفيش بني آدمين غلابة حظهم العاثر إنهم مش هايلفوا مع الناس دي ... يعني يقفلوا الطريق كله عشان حضراتهم يلفوا !!

وحدّث ولا حرج بقي عن الناس اللي بتعدّي الطريق علي سبيل الانتحار (يا اتخبطوا وماتوا شهداء , يا ربّنا سترها معاهم وعبروا للجانب الآخر) .. وياسلام بقي علي الناس اللذيذة اللي مابتعرفش تعدّي إلّا لما الإشارة تفتح !! يبقي الواحد واقف في الإشارة نص ساعة وأول ما تفتح ويبقي نفسه ينطلق بقي يلاقي ناس ماشية تتدلّع علي اقل من مهلها ... طب ليه بقي عاملين إشارات أصلا ؟!! دة فيه يوم واحدة رمت نفسها قدّامي عشان تعدّي وأفاجأ بإنها ماسكة الموبايل وبتكتب مسج !!!! ولا باصة علي العربيات ولا علي الطريق اللي بتعدّيه ولا ف دماغها الموضوع أساساً !!

من كل ما سبق (وغيره كتيييييير) بتكون النتيجة إني ما بصدّق ألاقي فرصة للجري , و رادار بقي والا عفريت أزرق ما ليش دعوة ... (أنا عارفة رادار إيه دة !! ويقولك السرعة علي الدائري 90 !!! يعني لو مشيت 90 علي الدائرى أمشي كام في وسط البلد ؟!) ... المهم إني (كشخصية بحب أعمل كل حاجة بسرعة , أمشي بسرعة , أتكلم بسرعة , آكل حتي بسرعة .. ) يبقي لازم أسوق بسرعة (في حدود إمكانيات الطريق الغبي طبعا) ... يعني عمري ما مشيت (حتي الآن) في طريق أكتر من 130 !! ... رغم إن عربيتي صغنطوطة ومفروض إنها تفوت في الأماكن الضيقة !!

بفرح جدا لما آخد "غُرز" وأفوت وسط عربيتين نقل "ع القِفل" ... ولما أكون "بنت" راكبة عربية صغيرة , وماشية وسط الميكروباصات والأوتوبيسات وعربات النقل كأني سفّاح سايق (بحس إني بلعب مع الكبار والحمد لله أنا لعّيبة لا يستهان بها ) ... هههههههه بجد إحساس لذيذ جدا ... والغريب بقي إن ماما دايما بيجيلها هلع مني لما بعمل إي "أكشن" مثير في الطريق !! ... وتقوللي يا فدوى هاتموّتيني ناقصة عمر ... وأنا بكل استفزاز وهدوء أعصاب .. أرد عليها "يا ماما ماحدش بيموت ناقص عمر"

بجد الحمد لله علي نعمة الجرأة والقلب الجامد ... عقبال يا رب ما أزداد خبرة كدة وماحدّش يعرف يحصّلني D:

فدوى نزار

Friday, August 13, 2010

يوم قررت الرحيل



... بالأمس القريب , كان كل شيء كما هو , هادئ , ثابت , وكأن الحياة وصلت لمنتهاها.
نفس التفاصيل الدقيقة التي لا تتغير ... نفس الخطوات الرتيبة للزمن المستكين .
الصفات الظاهرية الخادعة للحياة الآمنة الخالية من المخاطر أو الطرق المؤدية للمجهول . الحياة التي يتمناها ويسعد بها كل من توقف عن الحلم ... كل من توقف عن الحياة !!

ولكن ... ماهذا الصوت الخافت ؟؟ ما هذه الأنفاس المتقطعة ؟ ما كل تلك الدماء التي تكافح من أجل الاستمرار في الاندفاع ... عجباً ... أمازالت الحياة تدب في أوصالى الهزيلة ؟ أمازال عقلي يأبى الاستسلام لقيود الطمأنينة الزائفة ؟ ... أمازلت أرغب في الرحيل ؟

ولم لا ؟! ... ما الضير في التجربة ؟؟ ما أقصي ما يمكن حدوثه ؟! ... لا , لقد قررت ... لن أنتظر أو أتردد ... سأرحل ... نعم , سأرحل إلي ذلك العالم الذي طالما تخيّلته , العالم ذو السماء الواسعة اللامتناهية ... العالم الذي لا تخشي الطيور أن تحلق في أفقه ... العالم الذي لاتنقطع أشجاره وأزهاره عن عزف تلك الموسيقي الساحرة ... العالم الذي تدب الأنهار في أوصاله لتمده بالطاقات المتجددة ... العالم الذي لا يعرف الحزن ... العالم النقي الشفاف الصادق ... العالم الذي لاتدرك أبعاده حتي أكثر الأحلام تطرفاً.

عالمي الخاص ... حيث أصل إلي أقصى الحدود ... وأرى أبعد من الرؤية العينية ... عالمي الساحر الذي أقرر متي وكيف أعيش فيه ... عالمي الذي أهرب إليه من كل شيء ... عالمي الذي أحيا فيه ... وحدى.

فدوى نزار

Sunday, July 18, 2010

العُمر واحد .... واحد فقط



لا أدرى إن كانت تلك نعمة يتمتع بها البشر أم هي كارثة محققة ... هل من رحمة الله علينا أن جعل لكل منا حياة واحدة فقط ؟ أم من أصعب اختباراته سبحانه وتعالى لنا ؟ ... هل يمكن للمرء أن يرغب في حياة جديدة أم يسعد بانتهاء عمره الحالي ؟
بالطبع سيرغب معظمنا في فرصة ثانية لعله يصلح ما اقترفه من أخطاء وذنوب وكوارث , وبالطبع أيضا سنكتفي بفرصتنا الأولي لأن المؤمن لا يُلدغ من جحر مرتين , ولأننا لا نعلم شيئا عن المستقبل المبهم وبالتالي قد نُفسِد ونضيع الفرصة الثانية مثلما بدّدنا فرصتنا الأولي.

لا يوجد في هذا العالم شيء مؤكد ... لا توجد إجابات واضحة للتساؤلات ... ولا يوجد ماهو صحيح وما هو خطأ , لأنها مسألة نسبية تختلف باختلاف وجهات النظر ... كما لاتوجد معرفة كاملة لأي شيء

الحقيقة الواحدة في حياتنا ... هي نهاية تلك الحياه !! .. فكلنا علي يقين أن حياتنا ليست سرمدية , وأننا حين انقضاء آجالنا ... سنموت (أو بالأحري ستصعد أرواحنا وتترك العالم الذي نعرفه , لعالم آخر نكاد لا نعلم عنه شيئا)

لم أفكّر من قبل في كون العُمر واحد !! ... نعم نردد تلك المقولة , ولكن دون وعي لمعناها , بل إننا نقولها أحيانا علي سبيل الاستهتار حين نقبل علي مخاطرة ما

والغريب في الأمر أن تفكيري في هذه الحقيقة (أن العمر واحد) سيجعلني أُغيِّر ما بَقِيَ من حياتي !! ... فإذا كنت سأحيا مرة واحدة فقط , فلم أضع لنفسي قائمة بالممنوعات ؟؟ لم لا أعبّر عمّا أريد وقتما أشاء ؟؟ لم أضيع فرصة لن تأتي مرة أخري ؟ ... لِمَ لا أجرّب كل ما أرغب فيه (طالما لا يتعدّى حدود الدين) ؟ ... لم لا أصارح من أحبهم بمشاعري , وأواجه من أرفضهم بما يحتويه صدري من غضب تجاههم ؟ ... لم لا أزور الأماكن المختلفة وأخوض التجارب وأتقبّل المخاطر وأقاوم المتاعب مهما قست ؟ ... لِمَ أُضيع لحظة من عمري في حزنٍ أو ندم ؟؟ لِمَ أختفي خلف قناع كاذب من الهدوء حين يكون بداخلي بركان من الانطلاق ؟؟ لم أُقيّد حريّةً لم يمنعني عنها سوى أفكار من صنعي ؟؟ ... لِمَ أترك هذا العالم وأتمني لو كنت قلت و فعلت ورأيت وقبلت ورفضت وضحكت وبكيت وصرخت وساعدت وتعلّمت ... لِمَ لا أستغل حياتي حاليا وأفعل كل هذا وأستمتع به ؟؟

قررت .. أني لن أنتظر , لن أقول غداً .. لن أضيع المزيد من الفرص ... من الآن سأصبح إنسانة جديدة تقول وتفعل ما تريد وقتما تشعر به , إنسانة تدرك أن الحياة ستنتهي في يوم ما , لكني سأكون قد عشتها بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ , وإنني لن أكون إلا نفسي ولن أختفي من جديد خلف أقنعة مُصطَنَعة , فالعمر واحد ... واحد فقط


فدوى نزار

Wednesday, June 9, 2010

الدنيا : مسرحية هزلية طويلة !!

ليست محاولة لإيجاد تعريف مناسب للحياة , وإنما مجرد مرحلة من التقلُّب الزَمَني نجد فيها الحياة تتّصف بنعوتٍ متباينة لا نملك إلا الإحساس بها و التعبير عنها , بغض النظر عن مدى فهمنا واستيعابنا لتلك المرحلة أو حتي قبولنا لتطوراتها ورضانا بنتائجها.

لا أدرى تحديداً لِمَ يأخذ عالمنا هذا الشكل غير المنتظم من التحوُّلات الشبيهة برسمٍ لقلبٍ واهن ... بعض النبضات المتباعدة , يتخللها فترات من الصمت والثبات ... ويزيد علي نبض الأيام كونه يحتوي علي مساحات شاسعة من الانحدار الواضح (وكأنه ينبض لأعلي وأسفل) مما يجعلنا نميِّز بكل وضوح فترات السعادة من فترات الأسي من مراحل الثبات والملل واستقرار الأحداث.

كثيراً ما أتساءل عن مفهوم "الرضا" ... وتحدّثني نفسي بضرورة قبول "أمر الله وقضائه " .. وأتخيّل اعتراضي أو رفضي لوضعٍ ما وكأنني إنسانة ساخطة تتناسَى نعم الله عليها التي لا تُعَدّ ولا تُحصَى ... وأتحوّل من مجرد "رافضة" إلي "مُذنِبة ضعيفة الإيمان" ... ولكن بعد لحظات , أجد كل جوارحي تؤكد لي حتمية الرفض والاعتراض وعدم قبول الأمرالواقع , كما تؤكد أن هناك فارقٌ ضخم بين الرضا والاستسلام ... وأني بالفعل اقبل قضاء الله عزّ وجلّ وقدره , ولكني بكل صلابة أرفض الخلل في موازين الحياة , وأرفض الاستمرار في الأوضاع الخاطئة التي تسبب فيها جهل العنصر البشري وانعدام ضميره.

وحين أرى الحقوق المُهدَرة والحقائق المُنكرة والأخلاق شبه المعدومة , أُدرك يقيناً أن لا علاقة لهذا العالم بالدين ولا بالرضا ولا بالقدر , بل إنه الآن عالم الابتلاء الذي يختبر فيه الله عباده ليرى هل نرضخ ونستسلم وننصاع وننساق ونغرق في دوّامات الفساد بكل صوره , أم أننا سنصمد ونرفض ونقاوم ونناضل من أجل تحقيق أحلامنا مهما صغرت

حين أتجرّد من هذا العالم , وأنظر من بعيدٍ لحياتنا الدنيا ... تنتابني حالة من الضحك الهستيري الناتج عن مشاهدة إحدى المسرحيات الهزلية مع فارق كون المسرحية تمتد لعدة ساعات بينما الدنيا يستمر وقت عرضها لقرونٍ وقروء .

وأحب أن أُذَكِّر كل من يخلط الرضا بالاستسلام , بأن رسول الله صلي الله عليه وسلم حين ضاقت به السبل , هاجر , ولم يرض بالتعذيب والكفر والعداء , ولم يدّعي أن هذا هو قضاء الله وقدره ....

وإلي المسرحية الهزلية المسمّاه مجازاً بالدنيا .... "ههههههههههههههههههههههههه"

فدوى نزار


Sunday, May 23, 2010

"مش" هاتروق وتحلا



بطبيعة كوني شخصية متفائلة , طالما رددت لنفسي وغيري مقولة "مسيرها تروق وتحلا" بل ورددتها بكل ثقة وإيمان ... ففي قرارة نفسي أعلم أن الأيام القادمة أسعد وأجمل وأوضح.

ولكن ... منذ فترة بسيطة , وجدت نفسي أفكر رغما عني بطُرُقٍ غريبة ... فأثناء ترديدي لنفس العبارة , توقفت لحظة , وتساءلت عن معني تلك المقولة "مسيرها تروق وتحلا" ... فوجدت إن معناها فيه اعتراف صريح بكون الحياة حاليا مؤلمة وضاغطة وقبيحة , وأن المستقبل هو ما أأمل أن يأتي بالخير الوفير , وأتمني أن تعتدل دفّته !! ... نعم مؤمنة بالغد المشرق الواعد , ولكني مؤمنة أيضا بكون الإنسان وحده هو المتحكِّم في انفعالاته ومشاعره ونظرته العامة للحياة ... بمعني , لو أن المرء يري الحاضر بنظرة تشاؤمية فإنه بذلك يضع نفسه موضع الضحية البائسة الحزينة التي لا تملك من أمرها شيئا , وحتي مع رغبته أو تمنّيه أن تأتي رياح الغد بما تشتهي سفن أحلامه , سيظل في الوقت الحالي _ إلي أن يأتي المستقبل _ حزيناً مبتئساً.

ولأن لكلِّ يومٍ جديدٍ غدٌ لا يعلمه إلا الله , سيظل الإنسان المسكين يُمنّي نفسه بالمستقبل , أو بمعني أصح "يُعزّي" نفسه من خلال ادعائه بأن "مسيرها تروق وتحلا" ...

ولهذا ... وبعد تفكيرٍ عميق , ومواجهة مع نفسي لأري إذا كنت حقا مؤمنة بأنها "هاتروق وتحلا" فعلا أم أنني أيضا أدّعي مثل الآخرين .. اكتشفت أني إلي الآن سعيدة _ ولله الحمد _ بما أنعم الله به عليّ , حتي تلك العثرات الكثيرة والتي أراها في حينها ضخمة وخانقة , ماهي إلا دروس أتعلّم منها بقدر معاناتي .. وبالتالي فإن كل ما يحدث في هذا العالم ماهو إلا خبرات مكتسبة .. وبالتالي أيضا فإنه لا معني لكون الحياة "هاتروق وتحلا" لأنها بالفعل رايقة وحلوة بغض النظر عما يحدث من حين لآخر من بعض صغائر الأمور.

ولهذا ... أحب أن أغيّر موقفي , وأعدل عن أقوالي , وأبدأ في ترديد "مش" هاتروق وتحلا , وإنما "الحياة حلوة"

فدوى نزار

Sunday, April 25, 2010

I am blessed


After spending a lot of time thinking, I can proudly say that I bear the consequences of my own freewill decisions and choices, and that I was never pushed or forced by anyone to take a certain path.

By thinking of it like this, I could always enjoy living my present, and look forward to experiencing all the details of my future because I'll appreciate the blessing of being able to choose my next step, and afford the responsibility of making vital decisions

Every day would turn to be a victory, a challenge, and an investment, and whenever life turns it's ugly face to me, I would know that I created that devil and only "I" could dismiss it.

From now on Life has a new perspective. Yes, it needs time to train myself to accept and deal with that perspective, but I am totally satisfied, convinced, and happy with it.

Right now, I could go through my life with no fear, no regrets, and no looking back.


Fadwa Nezar

Monday, April 5, 2010

س: علل .. الحياة لونها بمبى !! ... ج: لأنه لون "مايع" هلامي الشكل ليس له موقع من الإعراب.



فلو أن الحياة لونها "أسود" مثلاً لَتميَّز الجميع بالجدية والالتزام , أو "أبيض" فيكونوا صُرَحاء أنقياء أتقياء ... وهكذا
لكن في عالم ملىء بكل صور التناقضات , وكل أنواع الفساد , وبعض أشكال الضمير (الحىّ أو الميّت) .. لابد أن يصبح لون الحياة "بمبى"!! لا يدل علي شيء!!

وأحياناً أحمد الله علي كونه "بمبى" وليس "Mauve" مثلاً وإلا أُضيف لغموض الموقف كون العديد من البشر لا يعرفون تحديداً ماهية ال"Mauve"

أيضا ما يثير تساؤلاتي .. ماذا لو كَرِه بعض الأشخاص اللون ال"بمبى" ... بمعني .. هل كون الحياة "لونها بمبى" سيجعلها تختلف باختلاف "الذوق" البشري ؟! ... (يعني لو أنا بكره البمبي يبقي الحياة بالنسبة لي سيئة وقبيحة ولو بحبه تبقي قمة السعادة والرخاء ؟!) أم أننا مُجبَرين علي ربط السعادة والتفاؤل باللون البمبي بغض النظر عن "مشاعرنا" تجاه هذا اللون شخصياَ!!

عن نفسي .. أضطهد كثيراً هذا اللون "فاقد الهُوية" , وأعتقد إن الحياة "سواء بمبي أو حتي كُحلي" ستظل خاضعة لآراء وأفكار وتصرُّفات البشر , وسعادة الأُمة لن تتحقق بارتدائها الألوان المختلفة , وإنما بالسعى الدءوب من أجل الإصلاح والتقدُّم ... بالتمَسُّك بكل القيم والمبادئ والتعاليم الدينية والأخلاقية ... بترك العَبَث والدوران في حلقات مفرغة ... بالكَفّ عن خِداع أنفسنا ومَن حَولنا ... بمعرفة إن هذا الكَون مُقَدَّرٌ له الفَناء , ولن يبقى وقتها غير أعمالنا نُحاسَبُ عليها ونُجزَى بها.

فيا أيّتها الحياة الضبابية ... عفواً ... "لونك البمبى مش هوّ الحل"


فدوى نزار


Monday, March 29, 2010

إرهاصات الحياة في "بلّاعة" 1- لا أحب عَمَلي ... وتلك بداية الكارثة


الأيام دي عرفت ليه الزجاج هش وقابل للكسر ..., لأنه نقي ... شفاف بحيث إنك لو بصيتله بعينك المُجَرَّدة تقدر تشوف اللي وراه بكل وضوح ... ولهذا ... كانت النتيجة الحتمية إني "أتكسر" مع أول اصطدام بالواقع الحقيقي ... واقع لا مجال فيه للعلم ولا الاجتهاد ولا التّمّيُّز ولا الضمير ولا الأحلام ولا الكفاءة ولا حتي الإرادة أو الصبر.
واقع أُقابل فيه كل أنواع الأحداث المؤسفة التي ترسم جميعاً صورة قاتمة تفسّر لي ما آل إليه حال وطنٍ بأكمله ... وطنٌ لم يَعُد فيه من يُقدّر قيمة العمل أو يميّز الطيب من الخبيث, الراقي من الرَّث..., واقع انعدمت فيه الضمائر والخلائق والعقول .. فافتقر لكل خصائص الحياة المقبولة.

كنت من قبل أعتقد وأؤمن بأن لكل مجتهدٍ نصيب , وعليَّ أن أسعي , وذاكر تنجح , "ولابد عن يوم محتوم تترد فيه المظالم!!" .. لكن فوجئت إن دة كله كلام كتب قديمة ... وإن مفيش أي معني ولا لزمة ولا فايدة من كل اللي بنيته طول عمري , وإن زيّي زي أي حد مابيفهمش أي حاجة في أي اتجاه ... لأ كمان اللي مابيفهمش أحسن لأنه عكسي مش بيقول "لأ" ولا بيسأل ولا بيناقش ... يعني زي أي جَمَاد يذهب إلي حيثُ تضعه أيدى الآخرين ... أو حتي أقدامهم.

قد يري البعض أني أشكو من صغائر الأمور _ علي أساس إن العديد من القرّاء هايقولوا "أين ذهب الرضا" و " حب ما تعمل حتي تعمل مش عارف إيه " أو حتي "انتي ف نعمة هوة حد لاقي " .. وكل جُرعات الاستسلام اللي اتعوّدوا عليها ... لكن أقول ... إن كانت مطالبي "لعب عيال وقلة خبرة" فنعم "أنا عيّلة" _لحداثة سنّي_ وقليلة الخبرة _ بحُكم إني لسة سنة أولي شُغل _ , لكني مازلت في ريعان شبابي وكامل طاقتي , ومن حقّي أن أحلُم وأن أحقق حُلمي .. وأن أعترض علي تلويث صفحة حياتي الناصعة بلحظات استسلام أو حِياد عن المبدأ الرافض للاندماج في مستنقع الفساد الوظيفي.
وطالما أحيا وأتنفس , سأظل أحلُم وأكافح من أجل حُلمي , وأرفض المقايضة أو التنازل عنه "عشان المركب تمشي"

نعم ... أنا من بدأت بالتنازل .. بعت حلمي بأبخس الأثمان بعد رُكوده علي أرفف البطالة لعدة شهور ... ولم أخسر في هذه الصفقة حلمي فقط , بل خسرت نفسي , ومبادئي , وثقتي ... فقدتني ولا أعلم أين ومتي سأجدني ... تحوّلت من قمة التفاؤل والسعادة والطموح إلي قاع الإحباط والألم واليأس ... بدَأَت حياتي تتسرب سريعاً من بين أناملي ... فقدت حتي إمكانية تحديد الطريق الذي أرغب السير فيه ... هل أُنهي هذه المهزلة وأنجو بما تبقي لي من أنفاس متقطّعة و"أستقيل" , أم أستمر في إهانة علمي وعملي وأحلامي مقابل الهروب من "قعدة البيت" (البطالة) ... لا أدري ماذا أفعل ولا أي طريق أسلك.

اللهم ألهمني الصواب ... اللهم أعِنّي ... اللهم أغِثني ... اللهم ثبّتني


فدوى نزار

Sunday, December 27, 2009

عام آخر يمضي

2009

ذلك العام الذي نقترب حثيثا من نهايته ... العام الذي لم يبقي منه سوى بعض الأيام القليلة والتي أشعر أنها من أطول أيام حياتي .

بالأمس فقط كنت أعزف عن الكتابة لأسباب نفسية , لم أكن أرغب حتي في الإمساك بقلمي , رغم علي بل إدراكي أن الكتابة هي الملاذ الوحيد الآمن من ملل تفاصيل حياتي الحالية ... لكني لم أشأ أن أكتب .. ابتعدت عن سطوري رفضا مني لأن أذرف مشاعري علي صفحاتها.

لكن ... لم أستطع منع يدي من الامتداد للقلم ... لم أستطع منع رأسي من التفكير في الكتابة ... ولم أستطع ترك هذا العام _تحديدا_ يمضي هكذا دون أن أُعلّق عليه.

2009

لا أنكر أن هذا العام من أكثر سنين عمري ثراءً ... فيه اكتشفت الكثير عن هذا العالم المتقلّب ... قابلت أشخاصا لم أعرف مثلهم من قبل , فلو كانت معرفة الناس كنوز كما يقال , فقد لا يقوى جسدى علي حمل هذا الكم الرائع من الكنوز الحقيقية التي أستطيع بمجرد النظر لظاهرها إدراك باطنها من شدة نقائها , تعلّمت الكثير _جدا_ سواء أكاديمياً أو عن الحياة بصفة عامة ... تحمّلت أنواعا جديدة من المسئولية , خضت تجارب مختلفة عن سابقاتها , زرت أماكن لم تطأها قدماي من قبل , وفعلت أشياء لم أُقدم عليها سابقا.

_ وبالطبع لن أنسي ذكر أني " اتقلبت بالبيتش باجى مع علا " _ لأن الموضوع دة علي غير المُتوَقَّع بيشعرني بالسعادة الغامرة معرفش ليه_

..... عام غريب !!! وسط أجمل لحظات حياتي بدأت أدرك بعض المعاني الجديدة التي لم أعيها من قبل .... مثل فقدان شخص عزيز وتعاملي لأول مرة مع فكرة الموت وتجربة صداها وتأثيرها _بوفاة جدتي رحمها الله_ , ولأن الحياة متقلّبة بطبعها فقد مررت أيضا بتجربة زواج أخي الوحيد وابتعاده نسبيا عن حياتنا .

واجهت العديد من العثرات .... صُدمت في أحلامي , وتغيرت وجهة نظري المتعلقة بالأهداف والطموح ... علمت أن الاجتهاد والعمل والسعي لن يوصلني بالضرورة لما أحلم به , بل علي العكس قد يفاجئني الواقع القاسي بتحطيم كل أحلامي وإجهاض محاولاتي العابثة للوصول لهدفي , بل والأكثر .. قد تسحبني دوّامته إلي طريق أرفض تماما السير فيه لأجد نفسي مُكرهة علي الاستسلام لأمواجه التي لا أملك إزاءها سوي الرضوخ للأمر الواقع وتجرُّع مرارة انهيار مبادئي حتي الثمالة في عالمٍ لا مجال فيه للأحلام ولا سبيل إلي تحقيقها .... عرفت عملياً معني الدوران في حلقة مفرغة , والشعور باللاجدوى ... واقتربت من أسباب أظنها أدّت إلي انهيارنا وتخلفنا .... رأيت أُناساً تسمح لهم جثث ضمائرهم بتخريب كل الأشياء المُبتَكَرة ومعاداة أي أمل في التغيير للأفضل ... شاهدت بعيني جهودي وهي تُسحَقُ تحت آلات الهدم البشرية المسيطرة علي معظم مواقع صنع القرار في عالمي المحدود .... مررت بفترة البطالة الإجبارية غير المبرَّرة والتي اعتقدت أن علاقتي بها ستكون فقط من خلال وسائل الإعلام التي ترصد أحوال الجيل, واعتقدت أن وصولي لتلك المرحلة من الإنجاز كفيلة بتحصيني ضد تلك البطالة , لكن هيهات !!! ... عرفت أن المسألة لا علاقة لها بالإنجازات ولا الاجتهاد ولا الشهادات ولا العقل ولا المعرفة ... لكنها فقط إحدى مظاهر التخلف الذي نمر به في كل المجالات ... مما يجعل المؤهلين من الشباب يفترشون مقاعد البطالة في انتظار من يستطيع فهم قدراتهم وتقبُّلها .... وخرجت من تلك الفترة المملة إلي ميدان العمل الذي قبلته علي مضد هرباً من معتقل البطالة الإجباري ,.... العمل الذي طالما حلمت أن أحبه وأعطي فيه بقدر رغبتي في تغيير العالم ... العمل الذي قذفني إليه إعصار الواقع رغما عني , والذي حاولت تقبُّله بكل ما أوتيت من قدرة علي الاحتمال ... لكني فشلت حتي الآن في أن أحبه , وتحوّلت إلي شخصية روتينية تؤدى عملها دون إحساس به أو رغبة فيه .. أصبحت "موظّفة" عادية تستيقظ كل يوم رغما عنها لتذهب إلي مكان لا تحبه وتقوم بعمل لاترغب في أدائه وبالتالي لا تحقق أياً من طموحاتها ولا تتعلّم ما تستطيع تعلّمه ولا تقتنع بجدوى وجودها في تلك المقبرة التي تواري كل قدراتها تحت ثرى الروتين والسلبية القاتلة

2009

عام آخر يمضي ... لا أستطيع أن أدّعي أنه عام حزين كما لا تسمح حالتي النفسية أن أعتبره عاما سعيداً.... لكنني بكل ثقة أستطيع أن أقول أني تعلّمت فيه أكثر من أي عامٍ سابق , فرحت بأجزائه السعيدة واستفدت من صدماته المؤلمة .... وساهم كثيرا _ومازال_ في تكويني وتشكيل نظرتي للحياة.

فدوى نزار


Sunday, December 6, 2009

ألم السعادة الزائفة

كثيرة تلك اللحظات التي نُجبر فيها شفاهنا علي رسم ابتسامة كاذبة نُخفي بها حُزناً داخلياً يأبَى التحرر من أَسر قلوبنا المُرهَفة.

كثيرةٌ تلك المشاعر التي نقتلها داخلنا مراعاةً منا لإحدى القواعد العامة المُجحِفة التي يفرضها علينا مجتمعنا دون إدراكٍ لحقيقتها أو براءة دوافعها أو حتى الأثر الناجم عن وأدها مع قريناتها من الأحاسيس التي لم يشأ العالَم أن يهبها الحياة.

وكثيرةٌ هي أوقات ندمنا علي ما فاتنا أوما أضعناه من فُرَص لن تتكرر, فقدناها إثر اتخاذ قرار خاطئ أو عملٍ لم نُتِمّه علي أكمل وجه.

وغالباً ما تتعاقب علينا تلك المواقف القاسية بحيث تغتال ما بقي لدينا من قدرة علي الشعور بالسعادة الحقيقية أو حتي تمييز والتمسك بما قد يُفرحنا في غمار تلك الأحداث المُرهِقة , وبالتالي يغيب عن حواسّنا التقاط بعض الأنفاس المُنعِشة التي كان بإمكانها أن توقِظَ قلوبَنا من موتها وتُضفي بعض الإيقاع علي نبضاتها الروتينية الباردة ,.. فنجد أنفسنا نُساهم _بغفلتنا_ في غمس أرواحنا يوما تلو الآخر في أحزانها ... إلي أن يُكتب لنا الخروج من تلك الدوامة عن طريق موت الجَسَد "الذي غالباً ما يتأخر عن موت القلب آجالاً عديدة"

وخلال تلك الفترة من الحياة بقلب أعاقته الآلام عن الاستمرار في النبض ,.. نجد شفاهنا ترفض الإفصاح عن الحقيقة , وتستمر في رسم تلك الابتسامة الخادعة لندخل في صراع جديد مع الألم ........ ألم السعادة الزائفة.


فدوى نزار

Saturday, December 5, 2009

كلٌ مُيَسّرٌ لما خُلِقَ له

للمرة الأولي أتوقف عند تلك المقولة , وأفكر فيها بالطبع سمعتها بل ورددتها أكثر من مرة وفي عدة مواقف , لكني لم أفكر من قبل في معناها أو تأثيرها أو حتي في كونها حقيقة أم مجرد جملة نهوّن بها علي أنفسنا ونبرر بها تضارب الطرقات التي نسير فيها.
اليوم فقط أدركت سبب حدوث بعض الأمور المنافية لأحلامي أو أهدافي ... أحيانا يفكّر المرء في اتجاه معين يرغب في سلكه , لكنه يفاجأ باضطراره رغما عنه للسير في اتجاه آخر معاكس تماما لآماله .... وأحيانا , أو بالأحري غالبا ما يُفاجأ هذا الشخص بأن الطريق غير المُتَوَقّع بالنسبة له , هو الأفضل والأكثر ملاءمة بل والأفيد ... وأن الله عز وجل يسر له مافيه الخير
وقد لا يدرك هذا الشخص أن الخيرة فيما اختاره الله له بسبب كون نظرة الإنسان محدودة وقاصرة علي قدر معرفته الضئيلة ... بينما يعلم الله عز وجل كل خفايا وتفاصيل الكون حاضره وماضيه ومستقبله ... وبالتالي , ولأن الله تعالى هو المُتحَكِّم فيما خلق , فقد خلق الله كل فرد لكي يقوم بوظيفة محددة ويساهم بدورٍ معين في هذا العالم , ولذلك فهو _سبحانه_ يمهّد لكل شخص الطريق الذي يُفتَرَض له أن يبرع فيه بما يعود بالنفع عليه وعلي غيره.
بالنسبة لتجربتي الشخصية ... كثيرا ما يسَّر الله لي بعض الأمور التي اعتقدت حينها أنها تحطيم لأحلامي و نهاية لسعيي الدءوب , لكني أدركت بعدها أن هذا في الواقع هو ماكنت أتمني عمله , وأشكر الله علي وضعي في ذلك الطريق وانتشالي من الطرق الأخري التي كنت أفكر فيها
والآن ... بينما أسير في أحد هذه الطرق التي مازلت أرفضها ولا أتصور أني أسير فيها ... بل وأرغب بكل جوارحي أن أتركها وأعود من حيث أتيت لكي أسلك الطريق الذي خططت له ورغبت فيه وتمنيت الوصول لنهايته ... الآن ... أثناء سيري في طريق أكره كل تفاصيله ولا أري سوي عثراته ومساوئه , ولا اقابل فيه سوي أعداء النجاح والراغبين في تحطيمي وتثبيط عزيمتي ....
الآن وكل أنفاسي تدعوني للنجاة بما بقي لي من إرادة والخروج بأي شكل من تلك الهوّة التي دفعتني إليها بعض الظروف الظالمة .... الآن ورؤيتي المحدودة لعالمي تدفعني
للغضب علي كل شيء من حولي , والتساؤل عن سبب تحطيم كل آمالي الواحد تلو الآخر بكل قسوة وعنف رغم محاولاتي المستميتة للصمود والاستمرار والسعي دفاعا عن تلك الآمال ... الآن وكل ما أفكر فيه هو أني أقوى من كل تلك الظروف وهؤلاء الأشخاص , وأني لن استسلم لمحاولاتهم الفاشلة في منعي من النجاح ... الآن فقط أقف لأقول لنفسي أن الله دائما ما أعانني في كل مراحل حياتي ... ودائما ما جعل لي الخير في كل طريق أسلكه حتي لو خالف هذا الطريق توقعاتي ....
الآن , وبالأمس , وغدا ... أعلم أن الله أعطاني القوة والقدرة علي المواجهة ... وأنني بمشيئة الله قادرة علي التميُّز في كل مجال أخوضه ... وأنه مهما طال الوقت ومهما صعب الوصول فإني حتما سأصل للقمة وسأنظر منها لكل من حاول إعاقتي وأذكّرهم
بقوله تعالي" إن ينصركم الله فلا غالب لكم " وبعد وصولي لنهاية ذلك الطريق ونجاحي فيه _بإذن الله_ سأدرك مرة أخري أن الخيرة فيما اختاره الله , وأن الله عز وجل يسّر لي نِعمَ الطريق , وساندني وأعانني ونصرني علي كل العقبات وإلي أن يتحقق هذا , فإني أحمد الله علي كل شيء , وأتمني أن يعينني علي شكره علي نعمه التي لا تُحصي ... ويغفر لي رؤيتي البشرية المحدودة , وضيق صدري بما يحدث لي حاليا .. وأسأله أن يلهمني الصبر علي صغائر الأمور ويقوّيني علي احتمال ضعاف النفوس وفاقدى الضمير من بني البشر اللهم لك الحمدكما ينبغي لجلال وجهك وواسع قدرتك وعظيم سلطانك


فدوى نزار

كلٌ مُيَسّرٌ لما خُلِقَ له


للمرة الأولي أتوقف عند تلك المقولة , وأفكر فيها

بالطبع سمعتها بل ورددتها أكثر من مرة وفي عدة مواقف , لكني لم أفكر من قبل في معناها أو تأثيرها أو حتي في كونها حقيقة أم مجرد جملة نهوّن بها علي أنفسنا ونبرر بها تضارب الطرقات التي نسير فيها.

اليوم فقط أدركت سبب حدوث بعض الأمور المنافية لأحلامي أو أهدافي ... أحيانا يفكّر المرء

في اتجاه معين يرغب في سلكه , لكنه يفاجأ باضطراره رغما عنه للسير في اتجاه آخر معاكس

تماما لآماله .... وأحيانا , أو بالأحري غالبا ما يُفاجأ هذا الشخص بأن الطريق غير المُتَوَقّع

بالنسبة له , هو الأفضل والأكثر ملاءمة بل والأفيد ... وأن الله عز وجل يسر له مافيه الخير

وقد لا يدرك هذا الشخص أن الخيرة فيما اختاره الله له بسبب كون نظرة الإنسان محدودة

وقاصرة علي قدر معرفته الضئيلة ... بينما يعلم الله عز وجل كل خفايا وتفاصيل الكون حاضره

وماضيه ومستقبله ... وبالتالي , ولأن الله تعالى هو المُتحَكِّم فيما خلق , فقد خلق الله كل فرد

لكي يقوم بوظيفة محددة ويساهم بدورٍ معين في هذا العالم , ولذلك فهو _سبحانه_ يمهّد لكل

شخص الطريق الذي يُفتَرَض له أن يبرع فيه بما يعود بالنفع عليه وعلي غيره.

بالنسبة لتجربتي الشخصية ... كثيرا ما يسَّر الله لي بعض الأمور التي اعتقدت حينها أنها تحطيم

لأحلامي و نهاية لسعيي الدءوب , لكني أدركت بعدها أن هذا في الواقع هو ماكنت أتمني عمله ,

وأشكر الله علي وضعي في ذلك الطريق وانتشالي من الطرق الأخري التي كنت أفكر فيها

والآن ... بينما أسير في أحد هذه الطرق التي مازلت أرفضها ولا أتصور أني أسير فيها ... بل

وأرغب بكل جوارحي أن أتركها وأعود من حيث أتيت لكي أسلك الطريق الذي خططت له

ورغبت فيه وتمنيت الوصول لنهايته ... الآن ... أثناء سيري في طريق أكره كل تفاصيله ولا

أري سوي عثراته ومساوئه , ولا اقابل فيه سوي أعداء النجاح والراغبين في تحطيمي وتثبيط

عزيمتي .... الآن وكل أنفاسي تدعوني للنجاة بما بقي لي من إرادة والخروج بأي شكل من تلك

الهوّة التي دفعتني إليها بعض الظروف الظالمة .... الآن ورؤيتي المحدودة لعالمي تدفعني

للغضب علي كل شيء من حولي , والتساؤل عن سبب تحطيم كل آمالي الواحد تلو الآخر بكل

قسوة وعنف رغم محاولاتي المستميتة للصمود والاستمرار والسعي دفاعا عن تلك الآمال ...

الآن وكل ما أفكر فيه هو أني أقوى من كل تلك الظروف وهؤلاء الأشخاص , وأني لن استسلم

لمحاولاتهم الفاشلة في منعي من النجاح ... الآن فقط أقف لأقول لنفسي أن الله دائما ما أعانني

في كل مراحل حياتي ... ودائما ما جعل لي الخير في كل طريق أسلكه حتي لو خالف هذا

الطريق توقعاتي .... الآن , وبالأمس , وغدا ... أعلم أن الله أعطاني القوة والقدرة علي

المواجهة ... وأنني بمشيئة الله قادرة علي التميُّز في كل مجال أخوضه ... وأنه مهما طال الوقت

ومهما صعب الوصول فإني حتما سأصل للقمة وسأنظر منها لكل من حاول إعاقتي وأذكّرهم

بقوله تعالي
" إن ينصركم الله فلا غالب لكم "

وبعد وصولي لنهاية ذلك الطريق ونجاحي فيه _بإذن الله_ سأدرك مرة أخري أن الخيرة فيما

اختاره الله , وأن الله عز وجل يسّر لي نِعمَ الطريق , وساندني وأعانني ونصرني علي كل

العقبات

وإلي أن يتحقق هذا , فإني أحمد الله علي كل شيء , وأتمني أن يعينني علي شكره علي نعمه

التي لا تُحصي ... ويغفر لي رؤيتي البشرية المحدودة , وضيق صدري بما يحدث لي حاليا ..

وأسأله أن يلهمني الصبر علي صغائر الأمور ويقوّيني علي احتمال ضعاف النفوس وفاقدى

الضمير من بني البشر

اللهم لك الحمدكما ينبغي لجلال وجهك وواسع قدرتك وعظيم سلطانك


Sunday, November 8, 2009

لِمَ لا نَحيا ؟؟

تذكرني هذه الدنيا المتغيرة , بالمتاهة !! يسير الإنسان في طرقاتها , لا يعلم هل يسلك الطريق الصحيح أم لا , وهل سيصل في النهاية إلي الكَنز المنشود أم يضيع سعيه هباءًا ... وهل تلك الطريق هي الأقصر ؟؟ أم أن هناك طريق أخري توفّر عليه بعض لحظات عمره ... وماذا لو اتضح له أنه يسير في الاتجاه الخطأ هل سيتمكن من تدارك الأمر واللحاق بما فاته من أيام ؟؟

وإلي متي هذه الحيرة ؟؟ إلي متي يظل المرء يدور في متاهة الحياة غير المتناهية ؟؟ .. وهل حقا هناك كَنز في نهايتها , أم أن ذلك الكنز وهمٌ من نسج خيال الإنسان المسكين ؟؟ ... أم يكون الكنز هو ما تعلّمه المرء خلال رحلته العبثية من حكمة وصبر وتجارب .

وما أتعجب منه حقاً هو استحالة أن يأخذ شخص ما القرار بالتوقف عن السير في تلك المتاهة ويعلن رفضه واعتراضه علي الدوران في دوامة الحياة معصوب العينين .... ليس لأنه لا يملك الإرادة الكافية , ولا لعجزه عن قول "لا" لكن بكل بساطة لأن المرء لو توقف عن رحلته يكون بالأحري قد وضع بنفسه نهاية حياته ... فالحياة لا تصبح "حياة" بلا سعي أو نضال أو حتي معاناة !! كما أنها تفقد روحها إذا خلت من النجاح والسعادة والتفاؤل.

الحياة ليست فقط متاهة ... بل إنها أيضا كالمحيط ... هائجة تارة , وهادئة تارةً أخرى !!! ... قد تقتلك أثناء عبورك إيّاها , وقد تأسرك بسحرها وروعتها أثناء استرخائك علي صفحتها الساكنة.

لكن السؤال الحقيقي هو .. "لماذا لا نتوقف عن التفكير في الحياة ؟؟ لماذا نقضي أعمارنا في محاولة فهمها وإدراك تفاصيلها دون جدوى ؟؟ لِمَ تَشغَل كل هذا القدر من بالنا ؟؟ وماذا لو تركناها لنكمل سيرنا دون عناء سبر غورها ؟؟ ماذا لو اعتبرناها كأي رحلة يومية نقوم بها غير عابئين بالطريق الذي سيسلكه قائد السيارة , فقط نهتم بوجهتنا وهدفنا بغض النظر عن طريقة الوصول ؟؟ ماذا لو لم نعطها كل هذا الحجم من تفكيرنا ؟؟ ماذا لو توقفنا عن اعتبارها لغزا يجب علينا حلّه ؟؟ ... ماذا لو قررنا أن " نحيا " بدلا من أن " نطارد الحياة " ؟؟


فدوى نزار


Wednesday, November 4, 2009

شهادة حق

منذ أيام يُلِحّ عليّ
كثيراً ما

Sunday, October 4, 2009

البنت "مش" زي الولد !!

طول عمري أسمع عن الصراع الدائم من جهة المرأة للوصول لما يسمي بالمساواة !!
شخصياً .. لا أعتبر "المساواة" قمة الطموح , ولا أعلم تحديدا سر التمسك بها أو حتي السعي من أجلها !!

دائما ما سعدت " جداً " بكوني فتاة .. لما يعنيه ذلك من تميُّز في كل المناحي والأصعدة بلا استثناء .., وكثيراً ما سمعت مقولة " عشان تقدري تعملي كذا وكذا لازم تنسي إنك بنت" , وأنا أقول "ليه أنسي إني بنت ؟! ليه ماعملش كل اللي عايزة أعمله وأنجح فيه بجدارة واستحقاق وأنا لازلت بنوتة رقيقة تكافئ في حماسها ونجاحها واجتهادها ومثابرتها " أتخن راجل " وتزيد عليه إنها "بنت" يعني كل أنواع الحاجات الحلوة اللي في الدنيا , بالإضافة لأن البنت ساعتها هاتبقي أجدع من الولد لكونها خاضت تحديات عنصرية عديدة من بعض أنصاف البشر ذوى أعشار العقول .
والغريب في الأمر .. " بل المُفجِع " أن معظم التحديات والعقبات التي تواجه الفتاة تكون " وياللعار " من فتاة مثلها !! .. مثل ما واجهته شخصياً من تجارب أن ترفضني إحدي السيدات بحجة كوني "بنت" , مما دفعني أحياناً للظن بأني لكي أعمل في هذا البلد المكلوم فلابد أن أُجري عملية "تغيير نوع" حتي يتوافق " شكلي " مع المعايير "الجنسية" للوظيفة !! التي أصبحت معايير الكفاءة لشَغلها تقاس بنسبة الهرمونات الذكورية في جسد المتقدمين بطلبات الالتحاق , بغض النظر عن إمكانياتهم العقلية أو قدراتهم علي العطاء!!!

ولكن ... بعد تلك الفترات من الذبذبة بين إيماني بجدارة الفتيات وبين محاولات أعداء النجاح في إشعاري بالأسي لكوني أحمل في شهادة ميلادى "النوع : أنثى" .., أدركت بكل جوارحي أن الفتاة لكي تنجح وتثبت تفوقها في أي مجال فإنها لا تحتاج لأن "تتساوى" بالرجل , ولا يجب عليها أن تصارع أو تُقيم المعارك من أجل إثبات اقتراب "جيناتها" الوراثية من الذكورة ...., فقط , كل ما يجب عليها فعله .. أن تسعي وتجتهد لتصل إلي أهدافها , وألا تنسي إطلاقا كونها فتاة بل إن ذلك في صالحها من كل الجوانب ... هوّ فيه أحلي ولا أجمل من إن الإنسان يكون بنت ؟؟!!

لما بحاول أعدد ميزات البنات .. بقول "ياااااااه ... البنات دول فيهم حاجات جميلة أوي ... الحمد لله علي نعمة إني بنت "

وأخيرا .. لكل الفتيات .. ماتسمحيش لحد إنه يقلل من شأنك , وماتضيعيش وقتك في حكاية "المساواة" دي لأنها بقت قديمة وبايخة , وتأكدي إنك هاتنجحي ... أصلا ماشفتش بنت مش ناجحة في مجالها .. حد فيكوا شاف ؟؟

وبكل بساطة , وفخر , واعتزاز , وثقة ... البنت "مش" زي الولد ... البنت بنت .., والولد ولد

فدوى نزار

Friday, July 24, 2009

Light Music



تَجلس وقت الغروب , تُدير إحدى اسطوانات الموسيقي الهادئة , تُخفض صوتَها كثيرا بحيث تتحول إلي همس خافت ...... همس يأخذك معه إلي عالمٍ آخر ...عالم تتحقق فيه كل أحلامك , عالم لا يعكر نقاءه أيُّ شرّ , ولا يوصم ثوبه الناصع أيٌّ من الأفكار الرثة البالية , عالم تحلق فيه مثل طيرٍمغرّدٍ يزيِّنُ صفحة السماء بألوانه الزاهية ...

ولِمَ لا ... لِمَ لا نَحلُم .... لِمَ نعتقد أن الحُلم لا بد وأن يكون مستحيلا ... لِمَ لا نملك تلك العصا السحرية التي تحول أحلامَنا لحقائقَ ملموسة ؟؟
ولِمَ لا نحلُم إلا أثناء نومنا ؟؟ هل لعجزنا عن مواجهة ثورات أحلامنا في يقظتنا ؟؟ أم لخوفنا من عدم قدرتنا علي تحقيقها ؟؟

يالها من سمفونية رائعة .... تحملك بكل رفق كأم تداعب رضيعها

تستمر روحك في الصعود إلي ذلك العالم الخيالي ... حيث تري كل ما ترغب به مُجسّداً نصب عينيك ... تجد فيه الأدلة الواضحة علي أن عملك وسعيك ومجهودك كُلِّلَّ جميعهم بالنجاح ... تري نفسك تسير فوق بساط ممدود تفترشه الزهور ترحيبا بقدومك إلي هذا العالم الجديد .... العالم الخيالي

عالم تحيط به هالةٌ من الحب ... كلٌ يحب الآخر ... كلٌ يتمني الخير والنجاح والراحة لأخيه ... عالم لا يخش فيه أحد غَدر صاحبه, ولا يُسِرُّ فيه شخص مكروها أو ضُرّاً لزميله أو جاره أو أي كائن محيط به, عالم تحول من جماله إلي حديقةٍ غنّاء تمتلئ بكل أنواع الثمار والأشجار ... حديقة لانهائية تشتم في كل أنحائها الهواء النقي الذي يحمل قطرات الندى المنعشة التي تصطدم بوجهك فترسم فوقه ابتسامة إعجاب بقدرة الخالق وإبداعه ونعمه التي لاحصر لها

تتسارع الموسيقي ... وتتسارع معها نبضات قلبك وأنفاسك المتلاحقة ... كمن يعتلي سطح موجَةٍ عاتية في يومٍ عاصف ... ترتطم بالأمواج المجاورة , وأحيانا تعجز عن التنفس , لكن تظل السعادة تغمرك من فرط النشاط والانطلاق .... والحرية

تعود الموسيقي لهدوئها وانسيابها في شرايينك بكل نعومة وشغف ... تغوص إلي أعماق روحك , تتجاذب الحديث مع افكارك المتناثرة ... تعبث في مخيلتك ... أو بالأحري , تعيد ترتيبَها .... تغسل بلحنها العذب كل ذرات نفسك الحائرة .. تُطهّرُ دماءَكَ المسمومة ... تُحي داخلك تلك الأحاسيس التي فقدتها أثناء معترك الحياة القاسية , تبُثُّه من جديد .. ذلك الأمل الشهيد ... الذي طالما قاتل من أجل البقاء إلي آخر قطرة في دم أحلامك المهدرة

تلك السمفونية الساحرة .... تقترب من النهاية .... تُعزَفُ آخر مقطوعاتها .... تنتهي بهدوء شديد مثلما بدأت .... تفتح عينيك , لتعود إلي واقعك وإدراكك ... وتغادر ذلك العالم المثالي ... العالم الخيالي

فدوى نزار

Saturday, May 23, 2009

أمنية


كم أتمني السير فوق كوبري قصر النيل أثناء استقبال أولي لحظات اليوم الجديد ووداع بقايا اليوم الحالي ...
أسير فوقه , وأرشف من إحساس الحرية والانطلاق المتماشيان مع المنظر اللا محدود للنهر الصامد , أظل هناك إلي أن تأتي خيوط الفجر لتُكمِلَ رونقَ الصورة البديعة التي تجمع بين الجمال الطبيعي والمُستَحدَث
نعم .. فها هو النهر الأسطوري الخالد إحدي معجزات الطبيعة التي خلقها الله تعالي واستأثَرَنا بها .. وها أنا ذا أنظر إليه من أعلى لحقيقة كوني أقف فوق رمزٍ للتطور في علم البناء الحديث يسمي "كوبري"
أري السفن الضخمة والمراكب وقوارب الصيد تقطع صفحة النهر الهادئ , مثلما أري السيارات الفارهة والشباب الحالم والفقراء المساكين كلٌ يسير فوق "الكوبري" في اتجاهه المنشود يفكر في حياته وعالمه.
يزدحم المكان وتتسارع خُطى البشر وتتفرّع اتجاهاتهم كالدماء يضخها القلب لتسري في كل أنحاء الجسد.

هل فكرتم يوما أن أعظم تجربة في عُمرِ الإنسان أن يقف في سكونٍ تام يتأملُ حركة البشر من حوله ... يشاهد كل التفاصيل الدقيقة التي تُكَوِّنُ الصورة الواسعة لعالمه المحدود ... ليس فقط بغرض المُشاهدة بل بغرض الإدراك والتعلُّم والاعتبار ... وقد تمر عليه ساعات التأمل تلك وكأنها مجرد لحظات استغراق يسترد وعيه بعدها ليُكملَ مسيرته بعد أن أشبعَ روحه بالسكينة والهدوء ليشعُرَ أنه ارتفع فوق كل الاعتبارات المادية ... وأنه قد امتلأ بالأمل والثقة وأصبح أكثرَإقبالا علي الحياة وأكثرِ قدرة علي فهم أسرارها
..... لهذا .... تتوق كل جوارحي لمشاهدة العالم ... من فوق كوبري قصر النيل

فدوى نزار

Sunday, May 3, 2009

أن تعشق كتابا تقرأه


حين تبتاع كتابا ..فإنك للوهلةِ الأولي تعتبرْه لغزاً مبهَماً .. لا تدري علي وجه التحديد مدى استحقاقِه للساعاتِ التي ستقضيها معه
هل ستضيعُ تلك الساعات عبًثا , أم سيأخُذْكَ الكاتبُ معه في رحلةٍ عبر عالمِهِ الخاص ومنظورِه الشخصيّ يسقيك خلالها من كأسِ تجاربه ونتائجَ بحثه في اتجاهاتٍ قد تكونُ جديدة تماما بالنسبة لك

تسبحُ معه بين أمواجِ كلماتِه المتلاطمة التي تتقاذفُك بين طيّاتها غيرُ عابئةٍ بآرائك أو أحاسيسك تجاهها في ذلك الوقت .. لا يهمها ما إذا كانت ستقتلك أم ستنعشُ رأسَك الثائر وتطهرْه وترتب أفكاره

هذا الكتاب الذي تشعر مع كل صفحة تطويها برياحٍ عاصفة تكادُ تجتاحُ مملكتك دون إذنٍ مسبق منك , تجتثُّ معها كلَّ انفعالاتِك ومشاعرك المتخبِّطة , وتنسج منها لوحةً غير منتظمةِ المعالم تنتشر علي صفحة السماء اللا نهائية

أحيانا ... تمر معه بفترات من السكينة , تنساب روحك كقاربٍ فوق سطح المياه الهادئة يحمل عاشقَيْنِ هائمَيْنِ في تلك المعزوفةِ الأسطورية من المشاعر السامية غير عابئَيْنِ بالحدودِ التقليديةِ للزمن

تقلّبُ صفحاته الواحدةَ تلو الأخري حتي تجدَ نفسك كمن يحيا في عالمٍ آخر لا يسمعُ فيه سوى كلمات المؤلف تتراقصُ أمام عينيك , وصوتُ السكونِ يخترق حواجزَ رأسك, ولوْحاته الخيالية تسيطر علي كل جوارحك

ترتبطُ بسطورِ الكتاب كعاشقٍ تتسارعُ دقاتُ قلبه وتتقطع أنفاسه عند رؤية مُلهِمته , تشتاقُ لرؤيته كمسافٍر يقطع الدروبَ عدواً من أجل رؤية من يحب

تدرك دون شك أن هذا الكتابَ قد نجح في تعليمك أثناء قراءته ما قد يأخذ عمراً بأكمله لتعلمه , فالكتاب نِتاجُ سنوات وسنوات من عمر كاتبه يقدمُها لك بين طياته ليتركَ لك فقط مسئولية إدراك رسالته وفهمها , لتجدَ روحك وقد اغتنمت بعد بضعة كتب تجارب العديد والعديد من البشر , وذهبت معها إلي أماكنَ لا حصر لها , وشاهدْت بين صفحاتها لوحات نسجَتها مخيلتُك بناءا علي وصف المؤلفين المبدعين

تغلق الكتاب ... وتعود للعالم الصاخب المزدحم , يعودُ البشرُ المحيطين بك للظهور حولَكَ من جديد , تترامَي الأصواتُ المبعثرةُ لتشقَ حاجزَ الصمت الذي بدأ ينقشعُ تدريجيا من محيطِ أذنيك , تعود من رحلتك الفكريةِ لتستقرَّ في موقعك بين باقي البشر , تهدأُ أنفاسُك ويتباطأ اندفاعُ الدماء في جسدك , تهبط من سمائك الخيالية إلي أرض الواقع ..... وتبدأ في مواصلة حياتك من جديد , حاملا معك كلَّ دروسك المستفادة , ومحتضنا إياه بين راحتيك ... معشوقك الأبدي ... الكتاب


فدوى نزار

Saturday, March 21, 2009

كلمات (فبراير 2008)

الكلمة ...
أحيانا أتخيلها لحن عذب ينساب برفق وهدوء , مكونا " سمفونية " حالمة تذهب بالعقول
وأحيانا أراها عاصفة هوجاء تحطم ما يواجهها وتنتزعه من مهجعه بكل قوة غير عابئة بما تخلفه من دمار
هي ساحر يأسر الأذهان بحيلِهِ المتجددة ويأخذ المتلقّي معه في دوامة من الذهول
وهي سلاح فتاك في أقوى أشكال الصراع .. فبه ننتصر .. وبه قد ننهار
أخالُها فراشة تُرهِقُ مُطارِدُها عدوا في غابات المعاني والقوافي والفُعُول
أو قد تَرقى لتصبح عقيدةً راسخةً في كيان المُتعَبِّدُ بالأشعار

إذا مرّت علي مسامعي .. لا أدعها تذهب دون أن أتأملها وأفكر في كل مناحيها ... فالكلمة .. حجر الأساس في بناء العالم كله ... وإذا لم تكن صلبة وقوية .. قد تسقط معها كل مجهوداتنا في بناء أنفسنا .. ويتحول عالمنا لأطلال عاجزة تدل علي ضعف البناء
فأعتبرالكلمة مُعلِّماً أنهلُ من غزير معرفته .. وأتشرّبُ كل قطرة من بلاغته .. وأتلاعب بصوره البلاغية بما يتماشى مع رؤيتي .
أحترم الكلمة وأبجِّل معانيها .. وأتعجب من قدرة البعض علي صياغتها بسلاسة واقتدار راسمين بها لوحةً تنبِضُ بالحياة في خيال قارئها , وأتساءل بشغف .. كيف أمكنهم تصوُّرها بهذا الشكل المؤثر المُفعَم بالانفعالات .. وكيف تراءت لهم تلك المعاني والصور .. وكم استغرقوا في نَحتِها بكل هذه الدقة
الكلمة سهم واضح الاتجاه يخترق قلبَ فريسته دون إنذار مسبق وقبل أن يتخذ أي إعدادات لتلقّيه
الكلمة ... معشوقة كل جوارحي .. وإكسير حياتي .


فدوى نزار
http://one--all.blogspot.com

بيان مهم

منذ مدة وأنا أفكر في لملمة سطوري ووضعها جميعا في مدونتي "سطور" ولذلك قررت نقل بعض مشاركاتي من مدونة "كلنا واحد" إلي هنا ... حتي أجد في النهاية مايشبه الأرشيف الخاص بي في مكان واحد
وبالتالي ... سأقوم من حين لآخر بنسخ أشيائي من كلنا واحد إلي سطور ....

Sunday, February 22, 2009

العقل يعشق قبل القلب أحيانا (True or False)

لا أدري لم ينشغل الكثير منا بموضوع الحب والعواطف ومواصفات فتي أو فتاة الأحلام وما إلي ذلك من تفاصيل العمليات القلبية .... ولا أعلم هل الحب من أساسيات الحياة التي يجب أن نعطيها أولوية في حياتنا أم أنه مجرد شعور فطري ننغمس فيه دون أن ندري ودون أن نهتم بكيفية حدوثه _كسائر الأفعال والمشاعر الفطرية التي نقوم بها دون معرفة مصدرها و دون أن نتوقف كثيرا للتفكير فيها_ وبالتالي فلا جدوى من إعطائه مساحة للتفكير لأنه سيتم بشكل طبيعي لا دخل لنا فيه.

لكن ما يثير تساؤل البعض هو .. هل نحب بالعقل أم بالقلب ؟؟؟

هل حقا يعمي الحب أعين العاشقين بالدرجة التي تمنع عقولهم من التفكير ؟؟ وهل لو تدخل العقل في المسائل العاطفية لفقد الحب خصائصه وتحول من عواطف و مشاعر إلي عملية حسابية ومعادلة يكون الخاسر فيها هو القلب المسكين ؟؟

بالنسبة لي .. أعتقد أنه من المستحيل الفصل بين القلب والعقل في الحب .. فليس من المنطقي أن أحب شخص ما بقلبي دون أن يتقبله عقلي , وليس من المفترض أن أرغم قلبي علي أن يحب شخصا تشبع صفاته نهم عقلي . إذاً فهي عملية عقلية قلبية مشتركة ولا يمكن معرفة المسئول عن إشعال فتيلها مهما حاولنا ومهما قلنا ومهما ادعي البعض معرفتهم بخباياها .

بل والأكثر من هذا .. فلو اعتمدنا علي القلب واتحدنا مع من نحب بحيث أصبحت الحياة مستحيلة بدونه , ثم أتي وقت الانتباه والرغبة في تقنين وتشريع هذا الحب _عن طريق الزواج_ سنجد بكل بساطة أن هذا الحب الجارف قد ينهار في لحظات بعد أن تنكشف لنا الحقائق التي غابت من قبل عن عقولنا _بدعوى أن مرآة الحب عمياء وأننا لم نعمل عقولنا لأن الحب خاص بالقلب فقط_ وبالتالي نكتشف إن هذا الحب القلبي أضعف كثيرا من الصمود أمام عواصف الرفض العقلية للمبدأ .

وكذلك لو فرضنا أنه _أى الحب_ موضوع عقلي بحت ويجب أن أقتنع تماما بالشخص قبل أن أفكر في أن أحبه , فسأجد في مرحلة ما أن هذا الشخص قد يرضي عقلي ولكنه لا يستطيع إرضاء مشاعري و الوفاء باحتياجاتي العاطفية , وبالتالي لن أقبل أن أحيا بدون قلب لمجرد أن عقلي مقتنع بهذا الشخص.

إذا .. نعود من جديد لحقيقة كون الحب خاصية لا يمكن فيها إطلاقا الفصل بين القلب والعقل .. وأن كليهما لابد وأن يعملا بشكل متوازٍ لا يتجزأ .

ورغم كل هذا .. وبغض النظر عن الاحتياطات التي يمكن أن نتخذها , فلا يوجد أبدا ما يضمن لنا استمرار هذا الشعور المتناقض المعقد غير المفهوم المسمي بالحب.

فدوى نزار
http://one--all.blogspot.com


Saturday, January 24, 2009

شفيييييييييييق يا راجل

من كام يوم كدة ... بدأنا نحن طلبة الآى تي آى في التخصصات
بعد الكثير والكثيرمن الامتحانات والانترفيوهات
المهم ... طبعا كان كل منا يعتقد أن في التخصص ستكون الحياة لونها بمبي , والدنيا سهلة ولذيذة , لطبيعة كوننا سندرس تخصص واحد فقط مش زي الفاونديشن حيث كنا ندرس من كل فيلم أغنية(, برمجة وداتا بيز ويونيكس و..و..و )
ولكن ... وماااااااااااا أدراااك ما لكن ... تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن - هو طبعا السفن كانت تشتهي بس مش قوي كدة -
جاءت التخصصات , وأصبح مجرد التفكير في النوم رفاهية في حد ذاته , بل وأصبح الجدع فينا بينام 3 أو 4 ساعات في اليوم , ولم يعد هناك إجازات يوم السبت , لأ وكمان يُشاع أننا سندرس حتي أيام الجمعة _بعد الشر_
بالنسبة لي .. قد يكون الأمر ممتعا إلي حد ما .. لكنه للأسف مُرهق إلي أبعد الحدود ... وكلما تذكرت أيام الأنتخة بتاعة الكلية حيث كان النوم أهم أهم , وحيث كان الثقيل من المناهج ممكن الانتهاء منه بين طرفة عين وانتباهتها , كلما تذكرت ذلك , كلما صعبت عليا نفسي طبعا
وتذكرت قول أمي الدائم , فما أطال النوم عمرا , وما قصر في الأعمار طول السهر
بالفعل , فلو تعودت منذ زمن بعيد علي الاجتهاد والضغوط وقلة النوم _قلته أوى_ فما كانت هذه الأيام ستشكل عبئا من أي نوع ...
يعني , بيتهيألي كدة ... بس بجد مش ممكن إنسان طبيعي يحيا علي 3 ساعات نوم فقط في اليوم , مش بعيد بعد بكرة أتجنن , ومع واقع كوني مجنونة أصلا , يبقي كدة الدنيا هاتبوظ ع الآخر
صحيح أنا من الشخصيات التي تهوى ملء أوقات فراغها , بس دة معناه إن يكون عندي أوقات فراغ وأنا أملأها بمعرفتي , إنما حاليا , معنديش أوقات أصلا , لا فراغ ولا حتي دقائق معدودة أنتهي فيها من تلال المسئوليات المكركبة التي تجعلني أتمني أن يصبح اليوم 840 ساعة ويبقي كدة لووووووز
بس معلش , هاااااانت , كلها ست سبع شهور يعدّوا بالطول أو بالعرض أو حتي بالعُمق , المهم يعدّوا , ولو إني أخشي أن يفاجئني مُعترك الحياة بأن العمل أصعب كثيرا من الدراسة وأن الآى تي آى رفاهية , وأن الحياة ستستمر من ضغوط إلي ضغوط أعتي وأعنف , حتي ينسي معها المرء من هو وكيف كان في الماضي وينسي حتي أن يفكر في الحاضر والمستقبل ... ويفاجأ حين يسأله الآخرون من أنت بالرد الطبيعي المنطقي لشخص لا يأكل ولا ينام , ألا وهو "شفييييييق يا راااااااجل"

فدوى نزار
http://one--all.blogspot.com

Saturday, November 29, 2008

رحلة

  • حين ترحل مع أولي خيوط الصباح وكأنك تشهد لحظة مغيب الشمس وليس مولدها
  • حين تري الضباب منبسطا علي جانبي طريقك كالبحر مترامي الأطراف الذي لا نهاية له
  • حين تسير في الطرقات وحيدا قبل استيقاظ باقي البشر
  • حين تنتهك نسمات الشتاء دفء وجهك المُجَرّد
  • حين ترغب بشدة في إيقاف خطوات الزمان المتسارعة التي تشعر معها وكأن كل شيء يتحرّك من حولك في عجلة وبلا نظام محدد وأنت ثابت في مكانك غير قادرٍ علي بذل عناء السير
  • حين تشتاق شفتيك للبسمة التي نسيت الطريق إلي وجهك الحزين الحائر
  • حين يرفض سجن عينيك تركَ دموعك الأسيرة تنهمر في ذروة احتياجك لها
  • حين تنسحب أنفاسك لتغادرَ جسدك الخائر , وتعلم كم هي مؤلمة محاولة اجتذاب تلك الأنفاس المتقطعة وإجبارها علي اقتحام جسدٍ يأبي التنفّس

وقبل أن تستسلم لكل هذا..........

اعلم ... أن سعادتك بيدك .... وأنه لا يوجد في هذا الكون ما يستحق لحظة ألم أو يأس ... وأن الماضي بكل ما فيه قد ذهب .. ولكي يأتي الغد لابد وأن تتغلب علي ما يحيط بك من صعابٍ وعقبات

ودعك من هذا الأسي ... فغدا .. يوم جديد.

فدوى نزار

http://one--all.blogspot.com

Friday, October 31, 2008

غُربَةٌ و اغتراب

كم كانت بعيدةٌ تلك الفكرةُ عن مُخَيّلتي ... كم اعتقدت أن الإنسان هو المسيطر الوحيد علي مجريات حياته , وأن كل التفاصيل والمراحل والطرق التي يسلكها ما هي إلا نتائج اختياره الحر الذي لا يشاركه فيه ولا يُجبرْه عليه أحد.
وكم تخيّلت _نتيجة هذا الاعتقاد_ أنني وحدي القادرة علي إدارة دفة حياتي , بل وقادرة أيضا علي تحمُّل كل العقبات التي تصادفني لأنها في النهاية نتيجة قراراتي واختياراتي , فإذا قابلتني إحدى العَثْرات , سأتعامل معها بكل السهولة واليُسر لأنني بالطبع لم أختر الطريق إلا بعد معرفة كل صعوباته وعقباته وطُرُق التعامل معها وتمهيدها..و..و..
لكن ... ليس الأمر بهذه البساطة .. لَيتَها تهدأُ تلك الحياة المُعَقَّدة , لَيتَها تتوقفُ عن العبثِ بأحلامنا ومشاعرنا , لَيتها تستسلم لرغباتنا وتُعطينا مفاتيحَ حلِّ ألغازها دونَ مقاومة , أو ليتَنا نحن ندركُ كم هي مُراوِغةٌ فنتوقّفُ عن ملاحقتها.
أظل دائما أسأل "لِمَ تغيبُ عنا رؤيةُ الجانبِ السيّءِ من الأشياء ولا نرى سوى الوجهَ الرائعِ الخادعِ لها؟؟" , "لِمَ نسلُكُ الطريقَ بكل همة وسعادة لنُفاجأ في منتصفه بكَمّ الخسائر التي بذلناها في سبيل عبوره ونجد أنفسنا عالقين في وَسَطه غيرُ قادرين لا علي الرجوع من حيثُ أتينا ولا حتي علي مواصلة السير واحتمال المزيد من الآلام؟؟" , "لمَ تنتظر الحياة لتصدِمَنا بأحزانها بمجرّد ارتقائنا لقمة السعادة؟؟"

أَعترِفُ بكل صدق بأنني لم أكن لِأَتعلَّمَ قط لولا تلك المُفارقات الدُنيوية المؤلمة , وأقِرُّ كذلك بأن الدروسَ المستفادةُ من الحياة تستحقُّ كلَّ ما دفعته من أثمانٍ باهظة , وأكاد أُجزم أن المرء لا يصلُ للجيّد من الأمور إلا بعد المرور بالسيء منها , ولا يعرف طعم السعادة الحقيقية إلا بعد تجَرُّعِهِ سمومَ الحزن.

لكن ما يجعل قُوَى المرء تخور في مواجهة عالمه العاصف , هو إحساسه بوحدته وسط تلك الأمواج العاتية من صدمات الحياة , وإحساسه بالغُربةِ في أكثرِ أوقاتِهِ حاجةً للاحتواء .... والأكثر ألما , هو أن تلك الغُربة والشعور بالبُعد والشقاق نتيجة اغترابِهِ الفعلي عن وطنه المعهود وبيئته التي تعوّد عليها وأحبها وأهله وأصدقائه وحتي نفسه التي أضاعها دون أن يدري في حطام عمره المنهار.

كم هو قاسٍ هذا الشعور , وكم هي مُرعِبةٌ فكرة استمراره في وجداني لأَجَلٍ لا يعلم مداه إلا الله , وكم أتوق للشعور مرة أخرى بذلك الدفء العائلي الذي أفتقده منذ أيامٍ بعيدة , و أتمني العثور علي ماتبقي من أطلال نفسي التي أضعتها في رحلة بحثي عن العصا السحرية لتحقيق الأحلام .

وما يؤرّقني حقا هو خوفي من أن أكتشف بعد كل هذا أنني أهدرت حياتي وبعتها بثمن بخس وأنني تخلّيت عن كل شيء من أجل لاشيء
.

فدوى نزار
http://one--all.blogspot.com


Tuesday, August 26, 2008

الإرادة

جميع من يحيا علي وجه البسيطة يَعزي كل التصرفات والأفعال إلي الإرادة .. ففلان لا يمكنه الإقلاع عن التدخين لأنه لا يملك الإرادة القوية , وفلان متميز في تلك الرياضة وحقق العديد من الإنجازات لأنه يملك الإرادة , ولا تستسلم لكذا وكذا "خلّي عندك إرادة"

؟؟؟؟؟؟؟
هل حقا تلك الإرادة هي كلمة السر في كل تفاصيل حياتنا؟ هل هي الحل لمشاكلنا والمُنقِذ من عثراتنا؟ هل هي الوسيلة الأكيدة لتحقيق أحلامنا ودرء مخاوفنا ؟

هاهاهاهاهاها .... بالطبع لا , والدليل علي ذلك فشل نظرية " أنا مش قصيّر أوزعة , أنا طويل واهبل " في إضافة بعض السنتيمترات لقامة قائلها , رغم توفر الإرادة القوية والرغبة الحقيقية لديه.

إذاً.. فما هي الإرادة ؟؟ وما دورها في تحريك عجلات حياتنا؟؟
بكل بساطة , لإرادة ما هي إلا "عود الكبريت" الذي يُشعل فتيل السَّعي لدينا ويدفعنا للانطلاق في مضمار السباق من أجل الوصول للهدف المرجو.
فالفارق الوحيد بين من يمتلك الإرادة ومن يفتقر إليها , أن من يمتلكها لديه دائما الدافع للاستمرار في السعي بينما من يفتقر إليها يفقد ذلك الدافع وبالتالي لا يتمكن من الاستمرار أو حتي لا يتمكن من البدء من أساسه .
وللأسف .. الإرادة ليست شيئا نتعلمه أو حتي نُجبَر عليه , بل هي صفة إما يُنعم الله بها علينا أو يحرمنا منها .. وخدعك من قال إنها صفة يمكن اكتسابها مع مرور الزمن.
وأري أنه يمكن الاستعاضة عن الإرادة _لمن لا يملكها_ بالإصرار .. نعم الإصرار علي تحقيق الهدف وعدم الاستسلام لأول كبوة بل الاستمرار في المحاولة تلو الأخري حتي إدراك النجاح

وهكذا .. طالما أن الإرادة ليست هي الحل , وطالما يمكن لمن لا يملكها إيجاد بديل لها .. إذاً يمكننا الاستغناء عنها وعدم إعطائها ما يفوق حجمها أو اتهامها بما لا تملك له تحقيقا . يعني بالعربي كدة الإرادة حاجة مالهاش أي لزمة والدليل إننا بننجح في حاجات كتير _زي الدراسة_ رغم إننا بنكون رافضينها وماعندناش ذرة إرادة لإكمالها , وكمان بنفشل في حاجات كتير رغم توفر الإرادة الفولاذية في كل خلية من كياننا.

فدوى نزار

http://one--all.blogspot.com

Wednesday, July 9, 2008

يارب رحلة



الإجازة ... حُلم كل طالب وطالبة أثناء الدراسة , ولكن للأسف غالبا ما تتحول إلي شيئ ممل حين تبدأ , لأننا نجد أنفسنا محبوسين في المنزل لا نجد ما نفعله , وتبدأ بوادر الكسل والخمول تنهش في أيامنا إلي أن تحولنا إلي وسائد ملقاه علي الأسِرّة لا تتحرك إلا لممارسة باقي أعراض الخمول "نأكل ونشرب وننام"

بالنسبة لي , أسعد لحظات حياتي هي حين أخرج من المنزل لممارسة أي نوع من أنواع النشاطات الخارجية , فالانطلاق عندي جين وراثي , مرض مزمن . لا أتخيل أبدا حياتي بين جدران المنزل . أعتبر السفر والانتقال من مكان لآخر نعمة من نعم الله علي البشر.

بمجرد أن تبدأ الإجازة , أشرع في وضع خطة محكمة وبرنامج تفصيلي يمكنني من استغلال الإجازة بشتي الطرق الممكنة ويوصلني لأقصي استفادة من تلك الأيام الطويلة.

وليس الخروج هو للفسح فقط ولكن قد أحضر ندوة هنا عرضا هناك , وهكذا , طبعا هذا إلي جانب التدريب والكورسات من أجل صقل الجانب الهندسي في شخصيتي ومن أجل تدعيم الدراسة .

المهم ألا أستسلم لشبح الملل وألا أسجن نفسي في المنزل لأن كل يوم يمر بلا فائدة هو يوم ضائع من عمري المحدود وحياتي الفانية التي سأحاسب علي كل ما فعلته فيها وعلي تضييعي أو استثماري لها.


كلمة أخيرة ... كواحدة من مواليد برج القوس الناري .. يقال إن أحسن هدية تسعدني .. تذكرة سفر, لأن مواليد برج القوس يعشقون الانتقالات والترحال .


فدوى نزار


Monday, June 16, 2008

thought

Do you know what human beings are so good at?!, what the most obvious gift they have is?!….. The ability to forget. Forget every precious thing they ever had, Turn their backs so quickly to people who loves them, unfortunately, humans can so easily let go with old love stories and start new ones right away. For me, people who do that have never really loved anyone. They could have had feelings for others but not necessarily Love.
The biggest mistake most of us do is talking and talking about love without even realizing what it really means. To love somebody means that he turns to be the oxygen you breathe, the dreams you live at night, the hope that lights your way, the guard that protects you from anything that might hurt you, you spell his name with every beat of your heart, you hear his voice with every piece of charming music you play, he becomes the blood that makes you alive and the reason why your life makes sense, you sleep peacefully because you know that he will be there for you, and you don’t fear death because you believe that someone who loves you will miss and remember you forever.
We usually confuse love with friendship, and some people consider love as a way of showing off among others, and worst of all, they consider it a game, a game that they start and end whenever they need. At these cases, it is never love, because love can never be gone, it cannot turn to history, it never dies, and its fire never fades. Love remains all life long, and grows stronger every day.
So, if the one you loved forgot about you, trust me he never loved you, and it is you the lucky one, and love is never a one side relationship, so probably what you had towards him wasn’t love too.
For me, love is the best value in the whole universe. Does it really exist?? I don’t know for sure, but I believe that when it comes, I certainly will appreciate it till the last day of my life.
For those who believe to be in love, don’t ever let go your soul mates, and no matter what happens, do yourselves a favor and forgive them, because you will regret every moment you spend without them.
Fadwa Nezar

Friday, June 6, 2008

هل هي سُنة الحياة ؟ أم السجون التي نصنعها بأيدينا ونضعها علي رءوسنا لنقيّد بها عقولنا وأفكارنا ؟؟

كثيرا ما تختلط علينا الأحداث والمواقف , فنجد أنفسنا نسلك منهجا معينا في حياتنا ليس لأنه الطريق الصحيح ولكن لأننا نشأنا فوجدنا عليه مجتمعنا , فتحول من عادة أو تقليد إلي حقيقة واقعة ننفذها دون أدني تفكير في صحتها وكأنها أصبحت عقيدة لا يمكن الجدال فيها , ولهذا نجد أفكارنا وقد وقعت في أسر التقيد بالعادات والتقاليد التي قد تكون خاطئة أو غير صالحة في ظل تطور الزمن , وتصبح عقولنا بلا جدوى لأننا منعناها من التفكير وفرضنا عليها تصرفا معينا بغض النظر عن اقتناعنا به.
من ضمن هذه العادات أو الأفكار الرثة , والتي احتككت بها منذ بداية تعاملي مع الواقع الفعلي , بمعني توسع دائرة المحيطين بي من أسرتي الصغيرة إلي العائلة والجيران والمجتمع والناس . فمثلا , اعتدت أن أخرج مع بعض صديقاتي لقيادة الدراجات في الإجازات والمناسبات , وبعد سنوات قليلة وجدت نظرة المحيطين تتغير , ويقولون إننا كبرنا علي هذا , وبالطبع أسوأ جملة في الحياة "انتوا بنات" , وحتي هذه اللحظة لا أعرف علاقة كوننا بنات بركوب الدراجات _ رغم إن الدراجة مؤنث يعني _ , وهكذا , أصبحت الدراجة بالنسبة لي مثل العيد فلا أركبها إلا إذا ذهبنا لشقتنا في القاهرة _لأنها في التجمع الذي كان وقتها مهجورا وليس به أي سكان_ وحتي هذا أصبح بعيد المنال بسبب التوسع الجغرافي للقاهرة والزيادة السكانية التي جعلت التجمع الآن كأي مكان في القاهرة وبالطبع سكان التجمع مثل غيرهم وأدوا عقولهم في معتقل الرجعية واللا منطقية , وبالتالي وجدت نفسي في موقف عصيب من الاختيار بين ما يمليه علي عقلي من جواز قيادة الفتاة للدراجة _اللي هو لا عيب ولا حرام_ وبين رؤية المجتمع ونظرته لي _النظرة الرجعية البالية_ , طبعا ركبت دماغي لبعض الوقت ونفذت ما أقتنع به إلي أن فقدت اهتمامي بعالم الدراجات وانتهي الصراع من جانبي _ولكن بالطبع لم ينته بصفة عامة لأن المجتمع لم يتغير وأعتقد أنه لا يزال غارقا في مستنقع العنصرية_ .
أيضا من المواقف المشابهة أني كنت أمارس رياضة الكونج فو منذ أن كان عمري أربع سنوات , وفجأة وجدت الناس ينصحوني بممارسة أي رياضة أخري "حاجة بناتي" _معرفش يعني إيه رياضة بناتي واللا يمكن كان قصدهم ممارسة الرياضة المنزلية من كنس ومسح وغسيل و...و...و..._ المهم , ولله الحمد , رزقني الله بأسرة لا تفرق بين الولد والبنت , ولم يحرموني من عشقي للكونج فو , إلي أن قل الوقت وأصبح السفر من أجل الكونج فو مشقة وإهدارا لوقت المذاكرة , فتوقفت آسفة عنه _ولكني عدت له مع أول فرصة للعودة_ , وبالتالي أيضا تم عقد الهدنة الثانية بيني وبين مقصلة قتل الطموح .
المستفز في الأمر , أن الدنيا جميعها تتغير , كما تتغير معها أشكال الناس ومستوياتهم , ولكن تبقي الرجعية كما هي حِكرا علي مجتمعنا المسكين . ألم يأن الوقت بعد لأن ينفض مجتمعنا غبار الجاهلية وينظر بعين أخري للعالم , ألن يأتي اليوم الذي نفكر فيه بعقولنا قبل أن نسلك الطريق بدلا من أن نتحول لدواب ننقاد مغمضين البصر والبصائر خلف العنصرية التي تركب فوق ظهورنا .
والغريب جدا , أن كل من يفكر في الأمر سيؤيد ما أقول , ولكن مع أول احتكاك حقيقي بينه وبين الرجعية سيعيد القيد إلي عقله ويتخذ الطريق الأسهل ويقول _وهو يرفع رأسه للسماء علي أساس إنالناس ما تلاحظش خجله من نفسه ومن استسلامه للرائج بغض النظر عن اقتناعه به_ يقول "إنتي بنت".
ولأني أشكر الله كل يوم علي كوني "بنت" فإني أرد عليه بقولي "ولو" يعني مش عشان الناس رجعيين وعنصريين ها فضل حبيسة المنزل ورهينة التخلف ويبقي نفسي أجري وألعب وكل اللي أقدر عليه إني أنظر للأطفال وأقول ياريتني فضلت عيلة صغيرة بضفيرة عشان أعرف أمارس حقي الطبيعي في الانطلاق ... لأ .... بكل بساطة , لن أنحني لمثل هذه التفاهات , وهافضل طول عمري أعمل اللي يدخل دماغي عن اقتناع وليس الحشو المجتمعي المبني دون أساس , هالعب وهاجري وهانطلق رغم كيد الكائدين , وكل واحد أو واحدة يعترضوا هايبقي من جواهم نفسهم يعملوا زيي بس خايفين ومش قادرين يكسروا السجون اللي عملوها بنفسهم علي عقولهم _الله يكون في عونهم_.
فدوى نزار