Sunday, November 8, 2009

لِمَ لا نَحيا ؟؟

تذكرني هذه الدنيا المتغيرة , بالمتاهة !! يسير الإنسان في طرقاتها , لا يعلم هل يسلك الطريق الصحيح أم لا , وهل سيصل في النهاية إلي الكَنز المنشود أم يضيع سعيه هباءًا ... وهل تلك الطريق هي الأقصر ؟؟ أم أن هناك طريق أخري توفّر عليه بعض لحظات عمره ... وماذا لو اتضح له أنه يسير في الاتجاه الخطأ هل سيتمكن من تدارك الأمر واللحاق بما فاته من أيام ؟؟

وإلي متي هذه الحيرة ؟؟ إلي متي يظل المرء يدور في متاهة الحياة غير المتناهية ؟؟ .. وهل حقا هناك كَنز في نهايتها , أم أن ذلك الكنز وهمٌ من نسج خيال الإنسان المسكين ؟؟ ... أم يكون الكنز هو ما تعلّمه المرء خلال رحلته العبثية من حكمة وصبر وتجارب .

وما أتعجب منه حقاً هو استحالة أن يأخذ شخص ما القرار بالتوقف عن السير في تلك المتاهة ويعلن رفضه واعتراضه علي الدوران في دوامة الحياة معصوب العينين .... ليس لأنه لا يملك الإرادة الكافية , ولا لعجزه عن قول "لا" لكن بكل بساطة لأن المرء لو توقف عن رحلته يكون بالأحري قد وضع بنفسه نهاية حياته ... فالحياة لا تصبح "حياة" بلا سعي أو نضال أو حتي معاناة !! كما أنها تفقد روحها إذا خلت من النجاح والسعادة والتفاؤل.

الحياة ليست فقط متاهة ... بل إنها أيضا كالمحيط ... هائجة تارة , وهادئة تارةً أخرى !!! ... قد تقتلك أثناء عبورك إيّاها , وقد تأسرك بسحرها وروعتها أثناء استرخائك علي صفحتها الساكنة.

لكن السؤال الحقيقي هو .. "لماذا لا نتوقف عن التفكير في الحياة ؟؟ لماذا نقضي أعمارنا في محاولة فهمها وإدراك تفاصيلها دون جدوى ؟؟ لِمَ تَشغَل كل هذا القدر من بالنا ؟؟ وماذا لو تركناها لنكمل سيرنا دون عناء سبر غورها ؟؟ ماذا لو اعتبرناها كأي رحلة يومية نقوم بها غير عابئين بالطريق الذي سيسلكه قائد السيارة , فقط نهتم بوجهتنا وهدفنا بغض النظر عن طريقة الوصول ؟؟ ماذا لو لم نعطها كل هذا الحجم من تفكيرنا ؟؟ ماذا لو توقفنا عن اعتبارها لغزا يجب علينا حلّه ؟؟ ... ماذا لو قررنا أن " نحيا " بدلا من أن " نطارد الحياة " ؟؟


فدوى نزار