Sunday, February 27, 2011

في الطريق



حين تضيق كل القيود .. وتتقاطع الأنفاس المختنقة عبثاً في محاولة يائسة للبقاء .... حين يرغب القلب في التوقف فورا عن النبض , والاستسلام طوعاً لسيطرة الإحباط القاتل ... حين لا تحمل العينُ سوى الأسى , ويأبى الدمع أن يُطهّر اللآلام الدفينة ... حين يفقد المرء كل أسباب التمسك بالحياة و يتسرب الشعور باللاجدوى إلي كل ذرةٍ في كيانه المُنهَك ... حين تتحول الحماسة فقط إلي كلمة جوفاء لا معنىً لها في قاموس أيامه المتشابهة ... حين يفقد كلُّ شيء جماله ورونقه , وتتحول الطبيعة إلي لوحةٍ جدارية صمّاء يعبر الفرد أمامها ولا يلتفت إليها أو حتي يعبأ بتأمُّلها ... حين تتجسَّدُ كل المخاوف وتطاردنا كالأشباح في يقظتنا وأحلامنا ... حين ننسى المفهوم الحقيقي للأحلام ونشعر كأن الطموح في غدٍ أفضل أمنية ليس من حقّنا نَيلها أو مجرد التفكير فيها ... حين تسري الدماء الحزينة في أوردتنا حثيثاً وكأنها تستمتع بإيلامنا وافتراس ما بقي لنا من صمود .. حين تعجز كلمات الكون جميعها عن وصف ذلك الإحساس الهادر بفقدان السيطرة .. فنصمت

... بين تلك الشحنات السلبية الخانقة ... أجدنى أتوق للتحرر من همومي والانطلاق بعيييييدا عن اليأس والرتابة , وتحطيم ما فُرض عليَّ من قيود ... أنجو بما تبقي لي من أملٍ في أن الغد حتماً سيأتي بالخير ... أهرب إلي ما أعتقد أنه بارقة أملٍ لا يزال بصيصها يحارب كلَّ الإحباطات والفرص الضائعة ... أدير ظهرى للأمس بكل ما حمله لي من أحزان وأنظر للأمام علِّي أجد الأفضل ... أنطلقُ إلي أقصى حدود الكون ولا أعبأُ بالعثرات الكثيرة التي تركت نفسي من قبل فريسة لها ... أتخيَّلُ أنّي سهم لا يمكن لأحد إيقاف اندفاعه , وإذا حاول شيء ما التصدي له سيخترقه السهم ويقضي عليه ... أحاول استخلاص الجمال من كل ما حولي ورؤية الإبداع والحكمة في عالمي الواسع .... أُدرك أن المصاعبَ خُلقت لكي نتغلب عليها ونصعد علي رفاتها لعنان السماء ... أعلم أني بلاشك سأنتصر بإذن الله , وسأنظر يوما ما خلفي لأجد المتاعب الضئيلة ثابتة في مكانها لا تقوى علي اللحاق بي بعد فشلها في إعاقة تقدُّمي ... وحينها سأبتسم كعادتي دائما وأدير رأسي مُرَحِّبةً بالمستقل المشرق.

فدوى نزار