Friday, April 17, 2015

عندى مشكلة فى التعبير





مش قصدى التعبير اللى فى امتحان اللغة العربية (دة كان من الأجزاء المفضلة فى الامتحان هو والنحو) ... لكن مشكلتى فى التعبير الشفوى ! يعنى صعب علىَّ جداً الكلام عن حاجة حاسة بيها, رغم إنى بعرف أصيغ الكلام كويس "كتابةً" , لكن مش بعرف أبداً أقوله  شفوى بلسانى (حتى لو نفس الكلام لنفس الأشخاص) ... يعنى مثلا صاحباتى, مش بعرف أقول لهم إنى بحبهم شفوى , ممكن أقولها ف بوست على النت , فى كارت , فى مسدج على الموبايل , إنما عمرى أبدا ما قلتها شفوى ... مش بعرف ! حتى ماما و بابا وأخويا , عمرى ما بقول لحد منهم يا حبيبى أو يا حبيبتى , مش بعرف , مهما كنت حاسة الكلمة.

زمان (مش زمان أوى يعنى , لحد عهد قريب جداً) كنت معتقدة إن ماحدّش فى الدنيا فاهمنى , وكنت بتضايق لما أحس إنى فى عز الزعل والضغط ماحدّش بيقول لى "مالِك" ولا بيطبطب علىَّ أو يحضُنّى مثلاً ... كنت بعتبر دة عدم اهتمام من المحيطين , والمشكلة المؤلمة لو الناس دى قريبة منى ... بس مؤخراً بدأت أبص للموضوع  بنظرة مختلفة , ما يمكن أنا اللى مش بعبّر عن مشاعرى , ما يمكن مش باين علىَّ إنى متضايقة (بحكم إنى شخصيتى قوية ) .. لما بدأت أقرأ عبقرية عُمَر للعقاد , كانت اللغة فيه صعبة جداً, وقتها قلت "العقاد دة أسلوبه مُعَقَّد جداً" ... ماقلتش إن أنا اللى ضعيفة فى اللغة العربية, لأ, هو اللى أسلوبه مش مفهوم .. بنفس الطريقة , لو الآخرين مش فاهمينّى ممكن تكون دى مشكلتى أنا.

وما يزيد المشكلة عُمقاً إنى حتى بعدما عرفتها, مش هاقدر أحلها ! مش بس لأنى مش هاقدر أتغلب على طبيعتى كإنسانة لا تميل للكلام بقدر ما تميل للكتابة , إنما كمان لأنى لما بنطق الكلام بيتحول الموقف لدراما تركية ! ممكن أعيط مثلاً لما أتكلم مع واحدة صاحبتى وإحنا قافشين على بعض, مش هاقدر أتحكم فى مشاعرى ... وبالتالى , حتى لما بقرر أتكلم فى حاجة مهمة معنوياً, بينتهى الموضوع لأنى ساكتة وبسمع الطرف الآخر وخلاص ... كمان صعب جداً الإنسان يطلب التعاطف من الآخرين, فا أكيد مش هاعبّر عن مكنونات صدرى فى سبيل كلمة حلوة حد هايتبرع بيها لما يسمعنى من باب التعاطُف , يكفينى إرهاقاً كتمانى لما أحتاج قوله

كمان أحياناً ممكن أبتسم بعد سماع كلمة عابرة من حد وتكون جارحة ... غالباً هاعمل نفسى ما خدتش بالى , هافوّت , ومش هاتوقف عندها كثيراً (أمام قائلها) مهما كانت مؤلمة ... كتير بضحك على حاجات مزعجة لمجرد إنى مايبانش علىَ التأثُّر .. وكتير بسمع كلام مش عاجبنى ومش بعلّق عليه , وكتير بكون عارفة إن فيه ناس واخدة عنى فكرة خاطئة بس مش بتعب نفسى فى تصحيحها , مش مهتمة أغير وجهات نظر الناس عنى , ليست عندى هذه الطاقة , وهم ليس عندهم القدرة على التمييز .. وفى الحالتين , لا يهمنى إلا أن أكون سائرة فى الطريق الصحيح وليحتفظوا هم بأفكارهم السلبية السيئة لأنفسهم 

عموماً , يمكن اكتشاف إنى أنا اللى عندى مشكلة فى التعبير عن مشاعرى دة يخلينى أتصالح أكثر مع المحيطين بى , ولا ألومهم على غموضى ولا مشاكلى التى لا يعلموها .. لعل هذا الاكتشاف يُسَهّل حياتى ويقلل من عقدة الاضطهاد عندى .. ولعل الله يهدى سيئى الظن وينير بصائرهم كى يميزوا الخبيث من الطيب .. ومين عارف, ما يمكن ربنا يرزقنى بحد يفهم صمتى ويكون بيوزّع كلام حلو وتصرفات أحلى طول الوقت سواء عندى مشكلة أو لأ ... ولكل الناس اللى مش بكلمهم , أنا مش بحب ومش بافضّل ولا برتاح فى الكلام , ومش ببعت رسائل أو بوستس على النت كنوع من الاستسهال أو توفير الوقت , لأ, لكن دى (الكتابة) هى وسيلتى الأكثر تعبيراً وأُلفة للتواصُل

فدوى نزار