Monday, December 26, 2011

كم أحبُّكَ يا ديسمبر


ليت الشتاءُ يستمر للأبد ... بأجوائه وأمطاره وضبابه وغيومه وعواصفه ... بإحساس الاختلاف الذي يُضفيه علي كل شيء , فالانطلاق في الشتاء يختلف عن الانطلاق في غيره , حتي كوب الشاي الدافئ في الشتاء له مذاق وتأثير رائع يختلف عن باقي فصول السنة ... ديسمبر ... يجعلني أشعر بقيمة كل شيء , أتوق لتَحَسُّس قطرات المطر المنهمرة التي تغمُرُ قلبي تفاؤلاً واستبشاراً ... أدخُلُ في سحابةٍ ضبابية لا أري فيها سوى الغموض وأجدُني فجأةً وقد دخلت من عالم الصَخَب إلي عالمٍ آخر لا يسكنه سواي , ولا أري فيه أبعد من موطئ قدمي , عالم من السكينة والتأمُّل والصفاء النفسيّ ... أنظر للسماء بغيومها الداكنة , أستطيعُ حقاً أن أري تفاصيلَ تلكَ الصفحةِ البيضاء الشاسعة , التي تغطي كَونَنا المحدود , والتي لا نقدِرُ معظم الوقت علي اختراقِ خصوصيتها لشراسة حارسها الدائم "الشمس" والتي تمنع أعيننا من استراق النظر إلي السماء إلا في أوقاتٍ مُحددة فقط كالغروب والشروق ... أستمعُ إلي سيمفونيةٍ طبيعيةٍ تعزفها الرياح علي أوتار النوافذ الصامدة , فأعلمُ أن هناكَ أنغامٌ لايصنعُها البَشر , أنغامٌ تعبَثُ بقلبي وتثيرُ وَحشَتَه ... أستيقظُ في الصباحِ الباكِر , أشعُرُ بتلك القشعريرة المُنعِشة للجو البارد , تُزيدُ نشاطي ورغبتي في الإسراع لَمُلاقاتها ومُداعَبَتِها بقَلبٍ مفتوح , وأوصالٍ يدُبُّ فيها النشاط.

حتي السريرُ الوَثيرُ في الشتاء يختلفُ عن غيره ... فهو لم يَعُد مكاناً روتينياً نقصده فقط لأداء وظيفة بشريّة طبيعية لابد منها , بل هو ملجأٌ من البرد القارس نشتاقُ إليه ونركُضُ من أجل الغَوصِ في دفئه والاحتماء به ... حتي المشروب الساخن التقليدي اليومي لم يعُد يملأُ فقط بطونَنا , بل يغمُرُنا بالسكينة مع كُلِّ رشفةٍ تتسلَّلُ إلي أعماق أجسادنا المُرتعشة , فتُهَدِّئُها وتُعيدُ إليها مُرونَتَها وإيقاعَها الطبيعيّ.

كُلُّ شيءٍ يتحَسَّنُ في الشتاء ... كُلُّ شيءٍ يَتَبَدَّلُ في ديسمبر.



فدوى نزار

Tuesday, December 13, 2011

على صهوةِ جَوادٍ بَرّيّ


لا أدري لِمَ تنتابُني رغبةٌ عارمة في الانطلاق ... التحليقُ بعيداً عن كلِّ شيء ... المرور عبر كلِّ الحواجز , وعدم التقيُّدِ بأيِّ حدود ... تصبح السماءُ البعيدةُ صفحةً أرسُمُ عليها كيفَ أشاء , والليلُ الضبابيُّ يُضفي السكينةَ علي قلبي الثائر ... تمُرُّ نسائم الشتاء الباردة المُنعشة فتتخلَّلُ أعماقي المُنهَكة وتملؤها سعادةً وأمل ... يظهرُ القَمرُ بَدراً خلف السُحُبِ العشوائيةِ المتناثرة , فيعكِسُ أضواء الشمسِ الغائبة دونَ المساسِ بتلك الأجواءِ الهادئة المُطَمئِنة ... أُنصِتُ جيداً لأتحققَ من ذلك الصوت العابث بالحشائش من حولي , فأرى من قرر مشاركتي تلك اللحظة المُمَيَّزة , وإضافة نكهة من البهجة والتحرر عليها ... هذا الجواد البريّ الأسود اللامع الذي لم يطأه فارسٌ من قبل .. يقترِبُ مني بحذر .. وأنا أتَرَقَّبه في صمت حتي لا أُثير رهبته .. وحتي لا يهرب من إطارِ لوحتي .. يأتيني حثيثاً .. بالطبع يشعُرُ بسعادتي واشتياقي لصُحبَته .. يُبادِلُني نفس الإحساس بالأُلفة .. أمُدُّ يدي لأتحَسَّسَ رقبته الشامخة .. يختالُ في زَهوٍ وودّ .. أُحاوِلُ تسلُّق ظهره .. يُماطِلُ في البداية , ثم يترُكني أخيراً أمتطي صهوتَه ... وينطلق


فدوى نزار

Thursday, September 8, 2011

See You


I always hated saying goodbye, feeling that I have to be apart from people or places that I love. The idea that tomorrow I will be in a different place with different people from those I used to seeing everyday is just so depressing

I know that in the world of Internet, Mobiles, and Facebook .. we now live in a small village, a small cold digital virtual non-emotional world.

Regardless of how good the new step might be, and how useful achievements it could result in, still I can't imagine how days will pass without my dear precious friends who did make my life a better place to stay

I will miss you my friends because you draw the smile on my face, and you give me hope and strength to go on

I love you


Sunday, August 28, 2011

خير بَلَدنا نطّ من شبّاك العربية ف حُضني


حاجات كتير بتحصل في مصر بتخلّي عندي يقين راسخ إن الدنيا لسة بخير ... وإن مصر هاتفضل للأبد فيها نفس الدفء والحُب طالما أهلها محتفظين بالروح دي ....

لما أشوف متسوّلين مثلاً , كنت بلاحظ إن فيه ناس بتتصدّق عليهم رغم إن شكل الناس دي نفسها فقراء جداً ... وكأن الواحد من دول لو معاه جنيه في جيبه هايقسمه مع المتسوّل ..

تلاقي أم أو أب بيطلّعوا الفلوس من جيوبهم ويدّوها لابنهم أو بنتهم الصغيرين عشان يدّوها للمتسوّلين ... بيزرعزا جوّا أطفالهم مبدأ التصدُّق وإن ممكن بالقرش اللي معاهم يحِلّوا مشكلة إنسان محتاج ويسعِدوه.

تلاقي طفل أهله مربيّينه علي إنه لو بياكل الصاندويتش في المدرسة يعزم علي زميله ويقتسم معاه الأكل ... مشاركة ومودّة بين ناس عايشين في شعب بيحترم قيمة إن يكون بينه وبين غيره عيش وملح !! .. وكأن العيش والملح دول خط أحمر ليه مسئوليات والتزامات وقوانين لا يجوز اختراقها.

إن شخص يكون معاه حاجة ويفَضَّل إن يدّيها لصاحبه أو أخوه , ويحس كأنه هو اللي أخدها واستمتع بيها ... إيثار وحُب

إن إنسان يقع في الشارع فا يلاقي عشرة شايلينه ومسنّدينه وجايبينله عصير ويقفوا جنبه لحد ما يقدر يقوم علي رجليه ... جَدعنة ورجولة من شعب أصيل كله ولاد بلد.

مشاعر وقِيَم وتفاصيل رائعة موجودة بين أفراد شعب مصر وكأنها تصرُّفات بالفطرة بيقوموا بيها بشكل يومي دون أن يجبرهم عليها أحد.

من ضمن المظاهر الجميلة دي , إن الواحد يمشي في طريق في رمضان قبل المغرب بدقائق , ويلاقي الناس واقفين صفوف علي الطريق بيوَزَّعوا عصائر وتمر (بلح) وأكل علي المسافرين ... ثواب وخير ومراعاة للآخرين اللي ممكن يكون لسة بدري أوي علي ما يوصلوا لوجهتهم ...

امبارح وأنا مسافرة طنطا , وشايفة طول الطريق ناس واقفين بأكل وشُرب عشان يفطَّروا اخواتهم المسافرين , كنت بفكر بس في إن مصر جميلة أوي , وأهلها حنيِّنين ومتحابّين , وإن الدنيا لسة بخير طول ما إحنا كدة ... كنت ماشية علي الطريق أتأمل الناس دي وأبص لهم بكل احترام وتقدير واعتزاز ... سَرَحت في فكرة خير بلدنا المتجدد بفضل الله ... وأثناء سرحاني , إذا بخير بلَدنا "يتحِدِف" من شباك العربية ويستقر في حُضني علي هيئة أكياس من التمر الهندي الساقع , اللي رغم ما أسفر عنه من بُقَع في هدومي , وانفصالي عن عالم التأمُّل إلي أرض الواقع "المبلول" ... ورغم دُشّ التمر اللي غرقت فيه بدل ما أشربه ... إنما بجد كنت سعيدة جداً وفخورة بإني مصرية عايشة وسط أهل مصر الطيبين ... إنسان عايش في بلد زي دي مش ممكن أبداً يخاف من أي حاجة ولا يشيل أي هَمّ.


إن شاء الله أكيد بكرة بتاع مصر أحلي , وأكيد فيه أمل .... بحبك يا مصر .


فدوى نزار

Tuesday, July 12, 2011

رسالة لكل من مرّوا في حياتي .. وسيعيشوا بقلبي للأبد



أبشع حاجة في كلمة "الحُب" دي , إن تقريباً ماحدّش خاااااالص فاهمها !! مش بس كدة دة كمان الناس بتُسيء استخدامها وبتحطها في غير مواضعها , لدرجة إنها بقت كلمة مُستَهلَكة فاقدة الإحساس الحقيقي ... بقت كلمة كدة زي صباح الخير , عادية جوفاء وكل الناس بتقولها لبعض بغض النظر عن كونهم بيحبوا بعض فعلا واللا بيمثّلوا واللا بيتكلموا وخلاص.

ويمكن يكونوا فاهمين إن هما كدة صح .. وإن اللي بيقولوه دة هو الحُب فعلاً !!

ما علينا ... من ضمن سوء الاستخدام للكلمة ... إن مثلاً حد يقول للتاني "أنا بحبك زي أخويا" !!!! ماهو لو زي أخوه, يبقي إيه لزمة إنه يحبه أصلا ؟؟ ما يكتفي بأخوه !! إيه الداعي إنه يحب حد "زي" أخوه .... كمان أنا لو قلت لصاحبتي "انتي زي أختي" ... مبدئياً هابقي بكذب لأن ماليش اخوات بنات , وبالتالي ماعرفش إيه إحساس الأخت ناحية أختها !! .. كمان هوة إيه مقياس الحُب ؟؟ يعني أنا لما أحب حد زي التاني بقيس الموضوع دة علي أي أساس ؟؟ يعني هل الحُب ليه وزن مثلاً فا يبقي الاتنين متعادلين في الميزان !! ..

بحس إن ماينفعش أبداً نحب حد زي التاني ... يعني أنا بحب "هبة" ك "هبة" مش بحبها زي علا أو مروة ... وبحب علا ومروة لأنهم علا ومروة ... كلهم بحبهم , بس غير بعض ... يعني مافيش واحدة فيهم تغنيني عن الباقيين , ومش بحب واحدة فيهم أكتر لأن الحُب حاجة معنوية مش بتتحسب ولا بتتقارن بأي حاجة.

مابحبش حد زي أخويا "لأن ماليش غير أخ واحد بس" , ويمكن أحكي حاجات لناس مقدرش أحكيها لأخويا والعكس , وبالتالي يمكن لو واحد من الناس كان زي أخويا , كان يمكن ماقدرش أكلمه أو أتعامل معاه زي ما بكلمه وأتعامل معاه دلوقتي ....

كل حُب مختلف عن التاني , وكل شخص بيتحب لنفسه بس مش عشان يشبه حد تاني ... والحب مش كلمة سهلة كل الناس بتقولها منغير وعي ولا إحساس ولا تقدير لمعناها ... الحب شعور راقي جدا ماينفعش الناس توصل له إلا لو مرّوا بمراحل كتير أعلاها الحُب نفسه ... إنما كل بنت تشوف أي ولد وتقول له "بحبك" , وبعد يومين مايتفقوش , فا تشوف ولد تاني وبرضه تقول له "بحبك" ... أكيد كذب ... أكيد كل دة مش حُب أبداً ... حقيقي مش مصدقة .. ومش متخيّلة ابداً إن ممكن حد يحب أكتر من مرة أو أكتر من شخص ... الحب "لو حقيقي" هايبقي مرة واحدة ولشخص واحد بس , وأي حاجة هاتحصل بعد كدة مع ناس تانية غير الشخص دة عمرها ما هاتكون حب ... إحنا بس اللي بنتعمد "إهانة" قلوبنا بإننا نوهم أنفسنا إن كل تجربة بنمر بيها هي "حب" .

الغريب جداً جداً إن الناس بتخجل من الحُب !!! يعني ممكن إنسان يحب إنسان تاني بكل براءة (زي أخوه بقي واللا زي ابن خالته) بس يتكسف يقول له !! ماعرفش دة كسوف أصلاً واللا شعور خاطئ بإن الحُب ضعف !! واللا يمكن خوف من إنه يتفهم غلط من الشخص اللي بيحبه أو حتي من الناس المحيطين بيهم , ويمكن كمان لأنه مش واثق الشخص دة بيبادله نفس الشعور النقي واللا لأ... بس النتيجة واحدة ... كلنا بنحب ناس كتير , ومش بنقول لهم , ويمكن نعيش ونموت ومايعرفوش إننا بنحبهم.

أنا بحب معظم الناس اللي مرّوا ف حياتي ( لأني ببساطة مش بجبر نفسي, ولا فيه حاجة تجبرني أبداً إني أتعامل مع ناس رافضاهم ) .. بس بحب كل واحد أو واحدة زي ما همّا , لنفسهم بس , ومش ممكن كنت أتخيل حياتي منغير حد فيهم , كل إنسان في حياتي تَرَك علامة بلا شك ... ناس كتير أتمني أقول لهم "بحبكوا من كل قلبي" , وأعترف إني مش هاقدر أقول لهم كدة صراحةً أو شفاهةً ... رغم إيماني الكامل بإن الحُب مش عيب ومش حاجة تكسف ومش ضَعف , بالعكس , حاجة مُريحة جداً (نعمة من عند ربنا) إن الإنسان يحس إن فيه ناس حواليه بتحبه دون قيد أو شرط أو مصالح ... ناس ممكن لو "مات" مثلاً أو غاب عنهم لأي سبب , يفتقدوه , ويقولواْ (كان إنسان كويس) ولما يقعدوا مع نفسهم , لو خطر علي بالهم يقولوا له (وَحَشتنا, ياريتك كنت معانا) ... أنا أتمني أعَرَّف كل الناس اللي بحبهم إني فعلا بحبهم بكل صدق , ودايما بفتكرهم وبيوحشوني لما يبعدوا عني, نفسي أقدر أوَصَّل لكل حد ف حياتي إحساسي ناحيته ... نفسي أقول لصاحباتي إني مش بس بقضي وقت لذيذ معاهم لأ أنا بحب كل واحدة منهم فعلاً ونفسي نفضل أصحاب طول العُمر ...

نفسي ما نَخجَلش من الحُب الصافي النقي البريء .. نفسي كل الناس اللي أعرفهم يُدرِكوا إني بجد بحبهم



فدوى نزار


Thursday, July 7, 2011

The Magical Pause Button


نفسي يكون ف إيدي زرار أدوس عليه و أوقّف كل الناس وكل الحاجات اللي حواليّا .. وأتحرك أنا وسطهم بكل حرية منغير مايكون حد مركز معايا أو حتي شايفني ... أستمتع ولو بلحظات معدودة من السكون , لحظات ماحدّش يتدخل فيها ولا يعلّق عليها ... أتصرف براحتي وماقلقش من إن الناس تفهم غلط أو صح أو حتي ماتفهمش خالص.. لحظات يبقي العالم فيها بتاعي أنا وبس , أنطلق وأُحَلِّق وأتنطط , أضحك بصوت عالي , أقول للناس دي كل اللي عايزة أقوله واللي مش قادرة أقوله ... أروح وآجي في كل حتة , أتنفس هواء مختلف, هواء نضيف .... أسكت و ماسمعش ضوضاء ولا زعيق ... أحس ولو مرة واحدة إني فعلا حرة بكل ماتحمله الكلمة من معاني ...


نفسي حتي ألخبط شكل كل حاجة وأقلب الحاجات المعدولة, أخلّي فيه روح في الأشياء , أغير طبعها التقليدي الممل , أحس ب "أكشن" في تفاصيل الحاجات دي , ليه لازم كل حاجة تمشي زي ما الكتاب بيقول ... ليه الناس كلها بتقعد علي كراسي قصاد المكاتب , ليه مايقعدوش فوقها مثلا , ليه بيمشوا في الشوارع كل يوم بنفس الخطوات علي نفس الوتيرة , ليه مايجروش ويتنططوا ويتحنجلوا كمان ... ليه الورد بيتحط ف "فازات" علي الترابيزة بدل ما يتنطور علي الأرض ويترمي علي الناس , ليه أشياءنا لازم تكون مترتبة ومرصوصة بدعوى النظام رغم إنها لو اتبعزقت بشكل عشوائي هاتدّي شكل مختلف ولذيذ ... ليه إحنا بنمشي مكشرين وسرحانين بدل ما نضحك ف وشوش بعض ونتأمل اللي حوالينا ... ليه مش بنفكر غير في حلول المشاكل بدل مانفكر نعمل حاجة جديدة حلوة ما فيهاش مشكلة أصلاً ... ليه بنهتم باللي فلان قاله واللي فلانة عملته بدل ما نهتم بإصلاح نفسنا وتكبير دماغنا ... ليه بقالنا سنييييييييين طويلة بنعمل كل حاجة زي ما اللي قبلنا كانوا بيعملوها ؟؟ مين قال إنهم كانوا صح ؟؟ ومين قال إن مافيش طريقة تانية غير اللي عملوها همّا ... ليه مانبتكرش ونجدد ونغيَّر

لمّا هاوقّف الدنيا بالزرار اللي معايا هاشقلب حال كل حاجة وألخبطها وأطمس معالمها , عشان الناس لما تفوق وتلاقي الدنيا اتقلبت يبدأوا يفكّروا كدة أحسن واللا زمان , التغيير حلو واللا وحش , يا تري كدة الحاجات مقلوبة فعلا واللا هيّا كانت مقلوبة ودلوقتي اتعدلت ... , و ياسلام بقي لو قدرت أمسح جزء "التقليد الأعمى" من ذاكرة الناس ... عشان يبدأوا من جديد , يستكشفوا العالم اللي محرومين منه ... يعيشوا

ولما أخلّص لعب , أدوس تاني علي الزرار , ويرجع العالم المزعج للصخب


فدوى نزار

Monday, June 27, 2011

إدراكٌ متأخّرٌ للحقيقة


تعوّدت أن أمُرَّ_ علي فتراتٍ متباعدة _ بمرحلةٍ من الاكتئاب أو الإحباط , تجعلني أفقُد كلَّ أشكالِ الرغبةِ في الاستمرار , ولا أري ما يمكنُ أن تحملَه الحياة من بريقٍ أو أمل ... تستمر تلك الحالة بعض الوقت ثم تنقشعُ كغيرها من الغيوم الحزينة ... وحين أتذكرها , أعتبرها عثرةً عادية تُكوِّنُ هي ومثيلاتها سُلَماً أصعد عليه كي أصلَ إلي أهدافي.

للمرة الأولي علي مدار عمري , أدخلُ بعدَ مقاومةٍ عنيفة في واحدةٍ من أشرس مراحل الاكتئاب التي شَهِدَتْها صفحةُ حياتي ... وللمرةِ الأولي أقفُ عندها , أو بالأحرى أقفُ خلالَها وأفكر ... أسألُ نفسي "كيف تصلُ شخصيةٌ سعيدةٌ متفائلةٌ مثلي لهذه الدرجة من الحزن واليأس والاكتئاب ... كيف أفقدُ ثقتي العالية بنفسي وبما حولي وأفقد معها الأمل والشعور ... أرفض كلَّ شيء وأرغب في الابتعاد عن كلِّ شيء وعن كلِّ البشر ... يسيطر عليَّ الأسي بحيث لا أستطيع الخلاص ... كيف تستسلم إنسانةٌ قويةٌ مناضِلة مثلي إلي رياح الإحباط العاصفة ؟؟" ... فكَّرتُ وتساءَلت ... وتوصَّلتُ للحقيقةِ "المؤسفة" التي لم أترُك لنفسي من قبل فرصةَ اكتشافها ... أدركتُ أن كلَّ ما مررتُ به من مراحلِ اليأس ما هو إلا نِتاج وسوسةِ شيطاني لي , مما جعلهُ يُخفي عنّي كلَّ نِعَم الله وأفضاله عليّ ويجعلني أركِّزُ فقط علي الأحداثِ السيّئة وأُغرِقُ نفسي في الحُزن الذي لو توقفتُ لحظةً واحدةً لأدركتُ أنه غير مُبَرَّر من الاساس , وأنني لو نظرتُ لحياتي لرأيتُ مدي السعادةِ التي يُنعم اللهُ بها عليّ في كلِّ وقت , ومدي كرمه وأفضاله التي لا يكفي ما بقيَ لي من عمرٍ لإحصائها أو سردِها

لو أنني فقط قارنتُ حجمَ المشكلةِ التي تُحبطُني , بحجم السعادةِ التي مرَّت عليّ في يومٍ ما , أو بإنجازٍ حققتُه , أو هدفٍ وصلت له ... لأدركتُ تماما مدي حماقتي وضعفَ بصيرتي ... فكيف أحزن ولي ربٌّ أعلمُ أنْ لو اجتمع الناسُ علي أن يضُرّوني بشيء لن يضُرّوني به إلا أن يشاء الله .... كيف أيأسُ ورحمةُ اللهِ وسِعت كلَّ شيء ... كيف أفقدُ الأملَ رغم إيماني بخالِقٍ يَقدِرُ ليَ الخيرَ حيثُ كان ... كيف أستسلمُ لشيطانٍ يمكنني أن أستعيذَ باللهِ جلَّ وعَلَي عليه .... كيف أخشي من ظُلمٍ وبإمكاني الاستعانة بنِعْمَ المَولَى ونِعْمَ النَصير ... كيف ألجأُ إلي الكآبة ولا ألجأُ إلي المُجير ... كيف أعجزُ عن اتخاذِ قرارٍ قبلَ أن أستخيرَ بالعليم الحكيم ...

حقاً كم أنا ساذجة !! ... شخصٌ يعلمُ ويدركُ ويؤمنُ بقدرةِ اللهِ تعالَي وعزَّتِهِ وجلالِهِ ورحمتِهِ وعِلمِهِ ونصرِهِ وعدلِهِ وكرمِهِ ... شخصٌ مثلَ هذا لا يمكنُ أبداً لأي يأسٍ أو إحباطٍ أو حزنٍ أن يسيطرَ عليه ... ولا يجوزُ أن يستسلمَ لشيطانٍ يُنسيه ما هو فيه من نِعَمْ ... ولا يجبُ أن يَرضَى بضيقِ أُفقِهِ وضعفَ بصيرَته.

اللهم اغفر لي ضعفَ بصيرتي , وأعنّي علي شيطانيَ الرجيم ... اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلالِ وجهِك وواسعِ قدرتك وعظيمِ سلطانك


فدوى نزار

Wednesday, June 15, 2011

وتبقي الوحدة القاتلة بين صَخَب الحياة .., وصمت المشاعر


تعجز عقولنا أحياناً عن إيجاد تفسير منطقي أو مبرر لما يحدثُ في عالمِنا المحدود ... فكثيراً ما نجدُ أنفسنا أمامَ موقفٍ أو تجربةٍ لانعرفُ بالضبط لِمَ نواجهها ولِمَ ينبغي علينا الاستمرارُ بها , وكيفَ بدأَت من الأساس . جَلَّ ما نعرفه هو أننا في خِضَمّ المواجهة وليس أمامنا سوى الاستمرار حتي النهاية بغضّ النظر عن ماهيّة تلك النهاية.
لا نعلم هل الطريق الذي نسير به خُضناهُ باختيارنا , أم لأننا لم نجد طريقاً غيرَه .. أم لأنه فُرِضَ علينا من بدايته ... هل سنصلُ لما نريد ؟! وما الذي سنبذله ونضحّي به من أجل الوصول لنهاية هذا الطريق ؟! وهل تكفي أعمارنا لتحمُّل هذه المسيرة أم يُرهِقُنا السعي ونرحل دون أن ندري ماكان ينتظرنا في نهاية طريقنا ؟!

كم هي مُعَقَّدةٌ تلك الحسابات التي ينبغي علينا التفكيرُ فيها قبل كلِّ خطوة نشرُع بها ... وما أطوَل ما يضيعُ من أعمارنا قبل أن ننطِقُ بما يدورُ في قلوبنا وعقولنا ... لِمَ يجبُ أن نُزَيِّفَ كلَّ مشاعرِنا ونقتُلُ أصدَقَ أحاسيسنا ... كيف لنا أن نحيا في عالَمٍ مُفعَمٍ بالحركة , بينما نُبقِي ثَوراتنا حبيسةَ صدورنا ... ولِمَ يتعارض الواقعُ دائما مع أحلامِنا وأمانينا ؟!

ليتَ تحريك خيوطِ اللُّعبة كلها بأيدينا .. ليت ذلك العدوّ الفتّاك المُسمّى بالوحدة يتحوَّل إلي مسرَحٍ ساكنٍ تعزِفُ فيه الحياة الصاخبة أروع ألحانِ الصِّدقِ والنقاء والحُب , علي أوتارِ أعذب المشاعر الساميةِ الصامتة ... وليتني أرتفعُ مع تلك السيمفونية المُلهِمة إلي آفاقِ السماء ... وأختَفي.



فدوى نزار

Sunday, May 29, 2011

وطني وصِباىَ وأحلامي


الوطن ...

كنت دوما اتساءل عن مفهوم الوطن ... وما الذي يجعل مكانا أو بلداً معيناً "وطناً" للمرء دون باقي الأماكن .... ولِمَ ينبغي علي الإنسان (أو يكون متَوَقعاً منه) أن يحب وطنه ؟؟ ... ما الذي يمكن أن يدفعنا لحب وطننا

لم اتخيل أبداً أن تأتيني إجابة تساؤلاتي "دُفعةً" واحدة , وعلي طبقٍ ذهبيٍّ مُزَركش فحواه تتلخص في جملة تحمل بين طيّاتها كل معاني الخبرات والتجارب الحياتية ... جملة تُشعِرُ من يمرُّ بها بكل أنواع المشاعر المختلطة والأحاسيس المتباينة ... "الانتقال للعَيش في مكانٍ آخر"

بالفعل مررت بتجربة الانتقال تلك ثلاث مرات سابقة ... ولكني لم أشعر بقوة وتأثير هذا الحَدَث سوي هذه الأيام ... في المرة الرابعة !! .. ليس فقط لكوني سأنتقل من منزل لآخر , تاركةً ماتحمله حوائط وأركان وأبواب ومنافذ المنزل من ذكرياتٍ ولحظات ... بل لأني أيضا سأترك بلدةً بكل ما تُمثله لي من دفءٍ وأمانٍ وحميمية ... سأغادرُ جيراني وأماكن دراستي ولعبي ... سأبتعد عن أصدقاء عمري ... عن نفسي التي عرفتها طيلة السنوات الماضية .... سأترك جزءا كبيراً من نفسي مع كلِّ موقعٍ شهِدَ كلمةً أو حركةً أو لحظةً من حياتي ... لا أعلم حتى ما إذا كان سيبقي لي من نفسي شيء أم أنني سأتركها بأكملها خلفي .. وأعبر فوق جسدِ ذكرياتي الخالدة إلي المستقبل المجهول.

نعم أعلم يقيناً أن ذكرياتي ستبقي معي إلي الأبد .. وسأحملها في قلبي وعقلي حيثما أكون , ولن يستطيعَ أحدٌ أن يسلبني تلك اللحظات مهما طال الزمن
وأعلم كذلك أن ما أنعم الله به عليّ من صداقات تمتد جذورها لأولي أيام طفولتي .. أعلم أنها ستبقي وتدوم ولن تتمكن يد الأيام من طمس معالمها أو إضعافِ صمودها

لكن ذلك اليقين الراسخ لن ينفي أبداً إحساسي بالغُربة والذي لا أعلم كم سيطول



الصداقة ...

ليست كلمة بقدر ما هي بحرٌ واسعٌ من المعاني الراقية ... لا يمكن لِلُغَةٍ وصفها أو التعبير الحقيقي عنها ... هي واحدةٌ من أسباب صمودنا في مواجهة تقلُّبات الحياة .. وسلاحٌ يعينُنا علي التغلُّبِ علي الكثيرِ من الصِعاب ... هي بلا شك إحدى نِعم الله علينا

وقد وهبني الله خلال أيامي بعضَ الصداقات التي لا أتخيل (ولا أرغب في أن أتخيل ) كيف كنت سأحيا وكيف كنت سأُكمل طريقي في هذا العالم الموحش بدونها.

فهناك تلك الصداقات التي بدأت واستمرت لعدة سنوات أكاد _من طولها_ لا أتذكر عددها ... وهناك الصداقات التي نشأت بين ليلة وضحاها ولكنها بفضل الله صامدة قوية لا جِدالَ علي بقائها .

حين أحاول تذكُّر موقفٍ ما لأصدقائي أجدهم معي في كل الذكريات وكل اللحظات .. فهم من يحبّوني, يقفوا بجانبي , يواجهوني, يصارحوني, يعاتبوني, يشاركوني أحزاني وأفراحي, يسعَدون من أجلي بكل صدق, يتمنون ليَ الخيرَ من قلوبهم, يبادلوني كل المشاعر البريئة السامية الصادقة .

حقيقةٌ واحدةٌ أثق بها في هذا الصدد ... وهي أن تلك الصداقات ستبقي أبد الدهر , ومهما انتزعتنا مشاغل حياتنا من أنفسنا ... ومهما زادت المسافات الفاصلة بين أماكن تواجُدنا.


الاغتراب ...

ذلك الشعور البغيض بأنك لا تعرف أي شيء مما حولك .. لا تجد نفسك في أي موطئ تطاله أقدامك .. تفتقد الأماكن والأصوات والأشخاص وحتي الهواء "المُختلف" الذي اعتدت استنشاقه .. تتمني الهروب من المجهول المحيط بك إلي الأمن والطمأنينة والهدوء الذين تركتهم خلفك حين رحلت

ذلك الغموض الذي يغلّفُ كلَّ شيء ... وتلك الوحشة القاتلة


فدوى نزار

Monday, May 16, 2011

هل حقا نعرف الآخر ؟! ... إليك أعني واسمعي يا جارة

بطبيعة نشأتي وحياتي في الريف المصري الأصيل , أصبحت أشعر أن مصر لا تنقسم فقط بالحدود السياسية المسماة "محافظات" ... بل إنها تنقسم إنسانياً إلي سكان القاهرة وسكان المحافظات (والقاهرة هنا تشمل مجازا محافظات القاهرة والجيزة وما يجاورهما .. بينما المحافظات تحمل في طيّاتها الدلالة علي الريف المصري ... أطراف القارة المصرية مترامية الأطراف)

فسكان القاهرة يعتبرون أنهم أهل الحَضَر بينما يعتبرون سكان الريف هم أهل القُرى (وما يتبع ذلك المفهوم من اعتقاد راسخ بأن القاهرة هي فقط موقع العلم والمعرفة والصناعة وكل أشكال ومؤهلات التقدم , وأن الريف المصري يعيش في قرية معزولة عن العالم الخارجي منهمكين في الزراعة وتربية الحيوانات ولايملكون ما يدفعهم للسعي للعلم أو المعرفة ... مما يضع أهل القاهرة في مكانة العالم الأول , وأهل القرى في موقع العالم الثالث)

هذا المفهوم (الخاطئ) جعلني أُدرك سبب اعتقاد سكان قارة أوروبا (حين كنت هناك عام 2004) بأن سكان مصر ماهم إلا رعاة أغنام يركبون الجمال ويرتدون العباءات السوداء ويعيشون في الخيام .... كنت من قبل أتخيل أن سكان القاهرة لا يعبأون بالتعرف علي الريف المصري , وأنهم يحكمون علينا (سكان الريف) حكما خاطئا دون أدنى محاولة للفهم أو تحرّي الموضوعية في البحث ... وكنت أري سكان القاهرة في موقف العاجز ... الذي يتحدث عما لا يعرفه , ويتمادى في المجاهرة بجهله .... وكنت أسخر منهم لمعرفتي (اليقينية كإحدى سكان القرى) بأننا مثلهم تماما في التقدم بل إننا نزيد عليهم في احتفاظنا بالأصالة والمودة التي تخلوا منها شوارع وميادين القاهرة.

حين فوجئت بالمفهوم الأوروبي عن مصر وشعبها (وحين فوجئوا هم بأننا _سبحان الله_ بشر مثلهم نرتدي ملابسهم ونتحدث لغتهم وندرس نفس علومهم ) حينها فقط أدركت أن المشكلة تكمن فينا نحن (شعب مصر) لأننا لا نستطيع الترويج لأنفسنا , ولم نحاول تغيير مفاهيمهم عملياً ... وأن مكانتنا التاريخية جعلتنا نُعلن للغرب فقط عن الأهرام والآثار والخيول والجِمال , ما جعل أهل الغرب يتصوَّرونا فراعيناً نحيا في زمن ما قبل التاريخ

نفس خطئنا (أهل الريف) حين تركنا سكان القاهرة يعتبرونا زُرّاعاً نحيا في الحقول ونركب السيارات التي تجرُّها الدواب (أو نركب الدواب نفسها إذا لزم الأمر) , ولم نحاول أن نعلن عن تقدمنا ووعينا وتحضُّرنا , فأصبحنا نعيش حياةً مزدوجة رغم كوننا نلتحف نفس السماء ونفترش نفس الأرض

أعتقد أن معظم مشاكل حياتنا كمصريين تكمن في فشلنا في فهم الآخر (سواء نتيجة تقصيرنا نحن أو تقصير الآخر في حق نفسه) ... النتيجة أننا نعيش في عالم واحد دون أن ندرك أبعاده وتفاصيله الدقيقة , ورغم هذا نريد تحقيق الاستفادة الكاملة من عناصره ... فكيف لنا هذا ؟!
كيف أتعامل مع شخص لا أعرف عنه شيئا , كيف أحكم علي إنسان لم أتعامل معه من قبل , كيف أقفز لنتائج معادلة لا أملك معطياتها.

فدوى نزار


Thursday, April 14, 2011

قُصاصاتُ عُمرى


صفحةٌ بيضاء ... أنظُرُ إليها طويلاً , لا أعرفُ ماذا سأكتُب ... أرغبُ فقط في البَوحِ بكُلِّ شيءٍ في قلبي ورأسي وخاطرى ... أتوقُ كثيراً للحظةِ الصفاءِ التي تتبعُ مُصارحَةَ المرءِ _لنفسهِ أو غيرهِ_ بمكنوناتِ صدره التي تتحوَّلُ مع الزمن لعبءٍ لا قِبَلَ له بحملِه. لحظةُ التحرُّرِ من قيدِ الكِتمان.

تبدأُ سطورُ الورْقةِ في حملِ كلماتي ... يأخُذُ قَلَمي حثيثاً في رسمِ قطارٍ من الحروفِ المُتَراصّةِ التي تصفُ وتُوَثِّقُ جُزءاً من عُمري ... مرحلةً شاءت الأقدارُ ألاّ تدعها تمُرُّ كغيرِها دون ذِكرى أو أثر ... لا أدري لو قرأتُ هذه السطور بعد فترةٍ من الزمن هل سأذكُرُ تلك الدقائق وكيف كنت أشعرُ حينَ كتبتها ؟ ... هل أستطيعُ تخليدَ تجربةٍ شعوريةٍ بكلِّ معانيها وأحاسيسها , أم أنني فقط أضعُ حروفاً جامدةً صمّاء لا تُجَسِّدُ بأي حالٍ سوى مُحتوىً جافاً يملأُ صفحةً مُهمَلةً هنا أو هناك.

تِلالُ كتاباتي التي تملأُ كلَّ ورقةٍ حولي تُذَكِّرني بالصُوَر ... عِشقي للصُوَرِ يجعَلُني أحتفظُ بمُعظمِ أحداثِ حياتي في قِطَعٍ "فوتوغرافية" صغيرة تُمَثِّلُ أيضاً أيّاماً في حياتي ... كلما اشتقتُ لأشخاصٍ أو أحداثٍ معيَّنة .. أهرعُ إلي صُوَرِهم لأكونَ معهم ... وبدلاً من استعادةِ نفس شعورى السعيد حينها , أجدُني في غايةِ الحزنِ والأسى .. ليس فقط لأن هذا الوقت المرح قد مضى , ولكن أيضاً لأني أفتقدُ هذا الشعور وهؤلاء الأشخاص ... أفتقدُ من كانت يوماً "أنا" ...... وأتمنَّى أن أعود. تماماً مثلما أقرأُ سطوراً كتبتها منذ زمن .. أجدُني فيها ... أرَاني ... ألمسُني ... لكنني لا أستطيعُ استرجاعي ولا استعادةُ نفسي من جديد !! ليسَ إقراراً مني بسوءِ ما وصلتُ إليه , ولا اعتراضاً على حاضرى ... لكنه مجرَّدُ شوقٍ لما مَضَى ... حنينٍ لأيامٍ ذَهَبَت .. ولن تعود.

امتلأت الصفحةُ البيضاءُ عن آخِرِها بنزيفِ خواطِرى ... صارت الحروفُ _من كَثرَتِها_ تتشابكُ وتتراقصُ مُكَوِّنةً صورةً جديدةً ثابتةً تُجَسِّدُ عدة دقائقٍ من حياتي ... دقائق قضيتُها في عالمى الخاص أصيغُ خاطِرةً سأعودُ بعدَها مُباشَرةً لمُمارسةِ حياتي في العالم الواقعي الصَخب ... العالم الذي لم أعُد أدرى إن كنت أنتَمى له حقاً أم أنتَمى لعالمي الخاص ... لا أستطيعُ أن أُجزمَ إن كنت ضيفةً علي هذا العالمِ أم ذاك ... لا أعلمُ هل أذهبُ أم أعود ... هل أنا الأصلُ أم الصورة ؟؟

عُذراً , انتهت ورقتي ... وجفَّ قَلَمي

فدوى نزار

Sunday, April 10, 2011

أسوأ رئيس لمصر

يوجد استفتاء علي "الفيس بوك" يسأل : في رأيك من هو أسوأ رئيس حكم مصر ؟!

وبالطبع تباينت الآراء بين جمال عبد الناصر , السادات , ومبارك ... هذا السؤال جعلني أفكر في ... التاريخ

نعم التاريخ , فكل ما أعرفه عن عهد جمال عبد الناصر والسادات وبدايات عهد مبارك هو فقط روايات بعض من عاشوا تلك الفترات , وقاموا برواية الأحداث طبقاً لوجهات نظرهم أو أهوائهم الشخصية .

فهناك من صوَّر جمال عبد الناصر علي هيئة زعيمٍ ذو شخصيةٍ قوية ورؤية ثاقبة ولو أن القدر أمهله لوصل بالوطن العربيّ للوحدة المنشودة , وهناك من وصفه بالطاغية الديكتاتور الذي كُبتت في عهده جميع الحريّات وقصفت الأقلام واعتقل المعارضين وعُذِّبوا ونُكِّل بهم وبذويهم أحياناً

هناك من ذكر أن السادات هو بطل الحرب والسلام وصاحب نصر أكتوبر المجيد وأنه الرئيس "الداهية" ذو الرأس الحديدية , وفي المقابل لم يذكر له البعض سوى كونه من فتح الباب لتجارة المخدرات والإرهاب و"الانفتاح" حيث أصبح السارق والنصّاب والمجرم أكثر نفوذاً "ونقوداً" من العالم والمهندس والطبيب , بل وانقلب الهرم الاجتماعي رأسا علي عقب بحيث فقدت كل الأشياء معانيها وأصبح حلم الطفلة أن تصبح راقصة والطفل لاعب كرة

مبارك أيضا نال نصيباً من التضارب , والفارق هنا أني ممن شهِدوا عهده (أو الجزءِ الأكبر من عهده ) بنفسي , مما جعلني أُكوّن رأياً عنه كظالِمٍ ضيَّعَ بلداً بأكمله من أجل تحقيق أطماعه الشخصية .. وصل بأبناء أم الدنيا لمرحلة البحث في سلال القمامة عن لقيمات تسد جوعهم , أصبحت مصر تحيا علي المعونات التي تتعطف بها بعض الدول ذات الأغراض الخبيثة عليها من أجل التحكم في مصيرها وتقييدها والعبث بقراراتها ... أصبح حملة المؤهلات العليا يجلسون علي المقاهي في انتظار أحد الإعلانات الباحثة عن شخص (ليس مناسباً علي الإطلاق) ليشغلها , دعت وزاراته الشباب لقبول العمل كأفراد أمن وخادمات (جامعيّين) ... بعد أن كانت دول العالم تتشدق بمنتجات مصر من القمح والقطن أصبحنا نتسوّلهم .. حتي ما منحنا الله إياه من غاز صرنا نصدّره صاغرين لأعدائنا بأبخس الأثمان .. أصبح المتحكم في مصائرنا حفنة من الكائنات المتسلقة التي يُطلق عليها (رجال الأعمال) رغم انتفاء الصفتين (سواء كونهم رجالاً أو امتلاكهم الحقيقي للأعمال)

... لو سألني أي شخص عن مبارك وعهده البائد لأقسمت له أن لا أسوأ من عهده ولا أضلّ من حكمه (بناءً علي وجهة نظري الشخصية) والتي قد لا يتفق معها البعض (من أتباع إحنا آسفين يا ريّس) ويقسموا بأغلظ الأيمان أن مبارك كان قائداً محنكاً نعِمنا في عصره بأزهى مراحل الرخاء (من وجهة نظرهم بالطبع)

ويبقي هنا كون التاريخ نفسه عبارة عن روايات من أشخاص لكل منهم وجهة نظر ورأي خاص به وحده , قد يكون حقيقياً أو مضلِّلاً .. وبالتالي لا نعلم هل نتبعه ونصدّقه أم نرفضه ونعارضه .. بل والمحيّر في الأمر هو لمن نقرأ ؟؟ هلي أقرأ لفلان الذي يكره تلك الحقبة الزمنية بأكملها أم لزميله الذي يراها عصرا ذهبياً لامعاً ... وعلي أي أساسٍ نصدّق هذا أو ذاك ولِمَ ؟؟

حتي التاريخ الفرعوني نفسه وصلَنا من خلال المحفور علي جدران المعابد والمقابر الأثرية (والذي كُتِبَ في ظل حكم هؤلاء الملوك أنفسهم مما قد يجعلها معلومات مغلوطة أُجبِر العامل المسكين علي حفرها قسرا أو حتي تحت تهديد الرماح ولسع السياط) مثلهم في ذلك مثل (اخترناه وبايعناه , وانت الشراع في بحرنا !!) رغم أنني واحدة ممن لم يختاروه ولم يبايعوه (ولكني أعترف أنه الشراع في بحرنا ... شراع بدون مركبٍ أساساً !!) ... وبالتالي , ردّاً علي استفتاء الفيس بوك وردّاً علي كل من اختار رئيساً سابقاً ... حريٌّ بكم أن تحكموا علي من عاصرتوه وليس من سمعتم عنه , ويجدر بكل فرد ان يعترف أن هذه فقط وجهة نظره الشخصية البحتة ولا يرغب بأي حالٍ في تعميمها أو إقناع الآخرينَ بها أو حملهم علي تبنّيها.

وبالنسبة لأسوأ رئيس لمصر فهو "مبارك" (المخلوع أو المتخلّي "رغماً عنه") الذي لم أعاصر غيره بعد , والذي ألقت به أفعاله في "مزبلة التاريخ" بلا رجعة وغير مأسوف عليه .. وتلك وجهة نظري (وبالنسبة لباقي الرؤساء ممن لم أعاصر فلهم ما لهم وعليهم ما عليهم والله تعالي أعلم بهم )


فدوى نزار

Thursday, March 31, 2011

My Soulmate

I was thinking that i must be ... aging :S growing older than I'm supposed to be, .... but I realized that it's not about how many years one lives, nor how much experience they have gained, it's all about how willing they were to learn from each and every step in their lives, and how brave they are to accept the fact that they are getting wiser, and they are mentally and internally growing up.

In the way of life, I had so many thoughts ... I could see beyond the front borders of things (Thanks to Allah most gracious, most merciful)

Though I love writing, There were some areas I never tried to step in, and when I couldn't resist my need to write about them, they ended up on a piece of paper with tons of unpublished thoughts. It's just that some times, I'm unable to keep those words to my own self, and I do want to share them with everybody so I might feel that I'm not alone if people believe me, or that I'm absolutely against the entire world if they don't.

One of those areas is "Love" .... the feeling we all seek and seldom find .... the feeling that was forgotten through manipulation (everyone pretends to be in love, and keep saying "I Love You" to everyone else, and never actually felt the real meaning of it !!!) .... have you ever wondered how come we "Love" our families, our friends, our teachers, our houses, or even our pets !!! how come that the feeling towards all those kinds of beings is the same .... "Love" .... If what we feel for every surrounding being is love, then what will it be when we meet our soulmates ?!! ... You will probably say that it would be a different kind of love (we have a separate type of love for each different person, we love our parents different from loving our friends .... we love them in a different way :S !!)

As for me, Love is Love (the feeling that controls you when you find your soulmate) .... what we feel for everything is not described through the word "Love" ... it could be anything else ... something I don't know, but it can't be Love !!

I have always went through the debate of "Why don't you get married ... why don't you just say yes to any of the offers !!!" ... First of all, I cannot accept offers because it's not a job I apply for ... Second, I don't wanna get married to any man ... I wanna get married to my soulmate, ... and only my soulmate.

I once read about the Soulmate concept (That each person has a soulmate, they could be lucky enough to find each other, but yet they may never do :S, and then they will have a choice of two 1- to keep searching until the end ... or 2- to accept the fact that they will never meet, and so, move on, and get married to anyone and live any life "stable, comfortable, but with someone else other than the one who is meant to be by their side")

I think that I'm the first type of those, I want to find my soulmate ... I cannot accept the Idea that a man knocks on our door and asks to marry me only because I meet certain specifications that he has in mind, and that he comes to our home not necessarily to marry "Fadwa" but to marry any girl with the same features, and that if I have a sister he could pick her instead (makes no difference as long as we both meet the user manual's guidelines "or even less" !!!)

I can't imagine my self dealing with some "guy" whom I don't know, and having to force my self to accept him as a husband because he is the perfect man with the perfect specifications as mentioned in the Book of Life !!!! NO, I am not that kind of people !!! I will not condemn myself to the "Marriage Penalty" with someone who is totally a stranger and who is not at all my soulmate. Rather, I would wait for that soulmate no matter how long it might take, even if I will never find him at all.

I appreciate "Love" the feeling i never experienced, but the one that I can expect how it should be ... I appreciate Love in a way that I can never waste it on someone who is not meant to be .. the one.

I have reached the point where I have to make the choice, whether to take one road or the other, and in both cases, I know that there is no coming back. ... and I'm absolutely ready to take my chances in both cases. :)

فدوى نزار

March 29th 2011

Sunday, February 27, 2011

في الطريق



حين تضيق كل القيود .. وتتقاطع الأنفاس المختنقة عبثاً في محاولة يائسة للبقاء .... حين يرغب القلب في التوقف فورا عن النبض , والاستسلام طوعاً لسيطرة الإحباط القاتل ... حين لا تحمل العينُ سوى الأسى , ويأبى الدمع أن يُطهّر اللآلام الدفينة ... حين يفقد المرء كل أسباب التمسك بالحياة و يتسرب الشعور باللاجدوى إلي كل ذرةٍ في كيانه المُنهَك ... حين تتحول الحماسة فقط إلي كلمة جوفاء لا معنىً لها في قاموس أيامه المتشابهة ... حين يفقد كلُّ شيء جماله ورونقه , وتتحول الطبيعة إلي لوحةٍ جدارية صمّاء يعبر الفرد أمامها ولا يلتفت إليها أو حتي يعبأ بتأمُّلها ... حين تتجسَّدُ كل المخاوف وتطاردنا كالأشباح في يقظتنا وأحلامنا ... حين ننسى المفهوم الحقيقي للأحلام ونشعر كأن الطموح في غدٍ أفضل أمنية ليس من حقّنا نَيلها أو مجرد التفكير فيها ... حين تسري الدماء الحزينة في أوردتنا حثيثاً وكأنها تستمتع بإيلامنا وافتراس ما بقي لنا من صمود .. حين تعجز كلمات الكون جميعها عن وصف ذلك الإحساس الهادر بفقدان السيطرة .. فنصمت

... بين تلك الشحنات السلبية الخانقة ... أجدنى أتوق للتحرر من همومي والانطلاق بعيييييدا عن اليأس والرتابة , وتحطيم ما فُرض عليَّ من قيود ... أنجو بما تبقي لي من أملٍ في أن الغد حتماً سيأتي بالخير ... أهرب إلي ما أعتقد أنه بارقة أملٍ لا يزال بصيصها يحارب كلَّ الإحباطات والفرص الضائعة ... أدير ظهرى للأمس بكل ما حمله لي من أحزان وأنظر للأمام علِّي أجد الأفضل ... أنطلقُ إلي أقصى حدود الكون ولا أعبأُ بالعثرات الكثيرة التي تركت نفسي من قبل فريسة لها ... أتخيَّلُ أنّي سهم لا يمكن لأحد إيقاف اندفاعه , وإذا حاول شيء ما التصدي له سيخترقه السهم ويقضي عليه ... أحاول استخلاص الجمال من كل ما حولي ورؤية الإبداع والحكمة في عالمي الواسع .... أُدرك أن المصاعبَ خُلقت لكي نتغلب عليها ونصعد علي رفاتها لعنان السماء ... أعلم أني بلاشك سأنتصر بإذن الله , وسأنظر يوما ما خلفي لأجد المتاعب الضئيلة ثابتة في مكانها لا تقوى علي اللحاق بي بعد فشلها في إعاقة تقدُّمي ... وحينها سأبتسم كعادتي دائما وأدير رأسي مُرَحِّبةً بالمستقل المشرق.

فدوى نزار

Saturday, January 1, 2011

المسيحيون ... المسلمون ... والإرهابيون



اترددت كتيييييييير قبل ما أكتب عن الموضوع دة ... يمكن كل سنة بيحصل موقف مستفز يخليني عايزة أتكلم , لكن بعد شوية بقرر الصمت , مش عشان الموضوع مايستاهلش "لأنه موضوع مهم جداً وخطير جداً" ومش عشان منطقة حساسة والكلام عنها لازم يكون بحساب ... بس المهم إني ماكنتش بحب أتكلم عن الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين ... لأني كل مرة كنت بسأل نفسي سؤال عُمري ما لقيتله إجابة حتي الآن ... مين المسلمين والمسيحيين اللي بيتكلموا عنهم دول ؟!! أنا مثلاً "علي أساس إني مسلمة" ؟! و"نرمين" صاحبتي "علي أساس إنها مسيحية" ... طيب , كدة إحنا عرفنا "معطيات" المعادلة (مسلم ومسيحي) ... نحاول بقي نحلل الموضوع عشان نعرف سبب الفتنة الطائفية بيننا ...
من الأول خالص كدة ومن أبعد نقطة في تاريخنا (أنا ونرمين) ... بنتين صغيرين أول مرة يروحوا المدرسة , بالصدفة البحتة قعدوا جنب بعض علي "دكة" واحدة .... اتعرّفوا , اتصاحبوا , ومن ساعتها وهما كل سنة بيقعدوا جنب بعض لحد آخر يوم في المدرسة .... نرمين أصلها أوّل صديقة في حياتي , بالأرقام يعني نطلع أصحاب من ييجي 17 سنة !! ... زمان , كنت في العيد بتاع نرمين (ما كنتش ساعتها عارفة إن فيه كريسماس ولا عيد قيامة ولا حد السعف , كل اللي كنت أعرفه إن فيه أعياد نرمين وأعيادنا) , وكنت بروح أقف قدام الكنيسة يوم عيد نرمين بعد الصلاة (القدّاس يعني) عشان لما تخرج نقف شوية مع بعض ونلعب سوا (أنا ونرمين وماريان وماري ومينا ويعقوب ... أصحابي في المدرسة) ... كنا مع بعض في كل المواد والحصص , ماعدا حصة الدين ... أيوة فهمت إن كل واحدة مننا لها دين مختلف عن التانية ... أيوة بقينا بنتكلم عن الإسلام والمسيحية , أيوة بدأت أفهم إن فيه اختلافات .... بدأت أتقبل إن نرمين في حصة الدين بتنزل تحضر في فصل تاني , وآخر السنة بتمتحن امتحان تاني ... وبعد الحصة , وبعد الامتحان , بنستني بعض عشان نروّح سوا (أصلنا كنا ساكنين قريّب من بعض ) لما كبرنا شوية , كان أوّل تليفون يجيلي في العيد "بتاعنا" من نرمين , وكنت حافظة أعياد نرمين عشان أكون برضه أول واحدة أتصل بيها في أعيادها ... كنت في عيد ميلادى لازم يكون فيه حاجات "صيامي" عشان بتبقي نرمين صايمة , وكانت أجمل هدية جتلي ولسة فاكراها ومحتفظة بيها من نرمين (جابتلي كلب لعبة لأنها عارفة إني بحب الكلاب جداً ... وكان "أمّور أوى" وعنده فرو أبيض في بنى ناااااعم ... كان بوبى عسّول جداً ) ... مش فاكرة أبداً إن خلال ال 17 سنة اللي فاتو (مدة صداقتي بنرمين) جت مناسبة وماكناش مع بعض فيها , حتي لما دخلنا كلّيات مختلفة ... أصل العلاقات القوية دى مش ممكن تتأثر ولا تضعف مهما طال الزمن ومهما زادت المسافات بيننا نتيجة تعدد الطرق في الحياة بس كدة أنا برضه ما وصلتش لحل !!! ما عرفتش المقصود بالفتنة الطائفية !!! ولا عرفت ليه بيقولوا وحدة وطنية وكلام كبير من النوع دة !!! دة أنا أصلا مابقيتش عارفة قصدهم إيه بالمسلمين والمسيحيين !!!! أنهي مسلمين وأنهي مسيحيين ؟!! أكيد مايقصدونيش أنا ونرمين ولا ماريان وماري وليلي ومروة ... ولا محمود وماجد وريمون وأحمد ... ولا أساتذتي في المدرسة اللي كانوأ أجمد مدرسين في الدنيا مستر ماجد ميخائيل وأستاذ سمير جرجس وأستاذ عماد عريان وأستاذ بيشوى !!! ولا "طنط" إقبال اللي كانت معانا في سويسرا وهيا اللي بتقول لنا ماتاكلوش من الأكل دة عشان مش حلال (مش مذبوح علي الشريعة الإسلامية) بس كلوا من دة عشان دة حلال أو نباتي أو فول صويا ... طيب يمكن قصدهم المسلمين اللي قابلتهم في كنيسة العذراء في بني سويف لما رحت أزور الكنيسة (من معالم المدينة هناك) وأخذنا صور جميلة أوى , وكان المسيحيين أهل الكنيسة اللي مانعرفهومش بيضحكولنا ويرحّبوا بينا .... بالظبط زى المسيحيين اللي كانوا في الكنيسة يوم إكليل نرمين ... كانوا بيرحّبوا بيا وبماما ... وكان أجمل فرح حضرته (رغم إني كنت قلقانة إن الناس تتضايق من وجود محجبات في الكنيسة) بس حقيقي استقبلونا بكل حفاوة وود ... طيب أعمل إيه دلوقتي ؟!! أنا تهت !! مش عارفة مين المسلمين والمسيحيين اللي بيتكلموا عنهم ؟!! ماهو مش باقي ناس تانية !! يبقي مين اللي بينهم خلاف وفتنة ؟!! مين اللي عايزين يبقي فيه بيننا صراعات ؟!! مين اللي بيقتلواْ الأبرياء ويغتالوا فرحتهم بالعيد ؟!! مين اللي عايز يقتل كل حاجة حلوة وكل ذكرى سعيدة ؟!! مين الجاهل اللي مش عارف إنه مهما حاول ومهما عمل عمره ما هايقدر يشوّه أو يخرّب علاقتنا ببعض ؟! مين اللي مش فاهم إن العلاقات بيننا دي أقوى من قنابله واغتيالاته وإرهابه ؟! ...

أكيد مش إحنا

فدوى نزار