Sunday, May 23, 2010

"مش" هاتروق وتحلا



بطبيعة كوني شخصية متفائلة , طالما رددت لنفسي وغيري مقولة "مسيرها تروق وتحلا" بل ورددتها بكل ثقة وإيمان ... ففي قرارة نفسي أعلم أن الأيام القادمة أسعد وأجمل وأوضح.

ولكن ... منذ فترة بسيطة , وجدت نفسي أفكر رغما عني بطُرُقٍ غريبة ... فأثناء ترديدي لنفس العبارة , توقفت لحظة , وتساءلت عن معني تلك المقولة "مسيرها تروق وتحلا" ... فوجدت إن معناها فيه اعتراف صريح بكون الحياة حاليا مؤلمة وضاغطة وقبيحة , وأن المستقبل هو ما أأمل أن يأتي بالخير الوفير , وأتمني أن تعتدل دفّته !! ... نعم مؤمنة بالغد المشرق الواعد , ولكني مؤمنة أيضا بكون الإنسان وحده هو المتحكِّم في انفعالاته ومشاعره ونظرته العامة للحياة ... بمعني , لو أن المرء يري الحاضر بنظرة تشاؤمية فإنه بذلك يضع نفسه موضع الضحية البائسة الحزينة التي لا تملك من أمرها شيئا , وحتي مع رغبته أو تمنّيه أن تأتي رياح الغد بما تشتهي سفن أحلامه , سيظل في الوقت الحالي _ إلي أن يأتي المستقبل _ حزيناً مبتئساً.

ولأن لكلِّ يومٍ جديدٍ غدٌ لا يعلمه إلا الله , سيظل الإنسان المسكين يُمنّي نفسه بالمستقبل , أو بمعني أصح "يُعزّي" نفسه من خلال ادعائه بأن "مسيرها تروق وتحلا" ...

ولهذا ... وبعد تفكيرٍ عميق , ومواجهة مع نفسي لأري إذا كنت حقا مؤمنة بأنها "هاتروق وتحلا" فعلا أم أنني أيضا أدّعي مثل الآخرين .. اكتشفت أني إلي الآن سعيدة _ ولله الحمد _ بما أنعم الله به عليّ , حتي تلك العثرات الكثيرة والتي أراها في حينها ضخمة وخانقة , ماهي إلا دروس أتعلّم منها بقدر معاناتي .. وبالتالي فإن كل ما يحدث في هذا العالم ماهو إلا خبرات مكتسبة .. وبالتالي أيضا فإنه لا معني لكون الحياة "هاتروق وتحلا" لأنها بالفعل رايقة وحلوة بغض النظر عما يحدث من حين لآخر من بعض صغائر الأمور.

ولهذا ... أحب أن أغيّر موقفي , وأعدل عن أقوالي , وأبدأ في ترديد "مش" هاتروق وتحلا , وإنما "الحياة حلوة"

فدوى نزار