Sunday, August 28, 2011

خير بَلَدنا نطّ من شبّاك العربية ف حُضني


حاجات كتير بتحصل في مصر بتخلّي عندي يقين راسخ إن الدنيا لسة بخير ... وإن مصر هاتفضل للأبد فيها نفس الدفء والحُب طالما أهلها محتفظين بالروح دي ....

لما أشوف متسوّلين مثلاً , كنت بلاحظ إن فيه ناس بتتصدّق عليهم رغم إن شكل الناس دي نفسها فقراء جداً ... وكأن الواحد من دول لو معاه جنيه في جيبه هايقسمه مع المتسوّل ..

تلاقي أم أو أب بيطلّعوا الفلوس من جيوبهم ويدّوها لابنهم أو بنتهم الصغيرين عشان يدّوها للمتسوّلين ... بيزرعزا جوّا أطفالهم مبدأ التصدُّق وإن ممكن بالقرش اللي معاهم يحِلّوا مشكلة إنسان محتاج ويسعِدوه.

تلاقي طفل أهله مربيّينه علي إنه لو بياكل الصاندويتش في المدرسة يعزم علي زميله ويقتسم معاه الأكل ... مشاركة ومودّة بين ناس عايشين في شعب بيحترم قيمة إن يكون بينه وبين غيره عيش وملح !! .. وكأن العيش والملح دول خط أحمر ليه مسئوليات والتزامات وقوانين لا يجوز اختراقها.

إن شخص يكون معاه حاجة ويفَضَّل إن يدّيها لصاحبه أو أخوه , ويحس كأنه هو اللي أخدها واستمتع بيها ... إيثار وحُب

إن إنسان يقع في الشارع فا يلاقي عشرة شايلينه ومسنّدينه وجايبينله عصير ويقفوا جنبه لحد ما يقدر يقوم علي رجليه ... جَدعنة ورجولة من شعب أصيل كله ولاد بلد.

مشاعر وقِيَم وتفاصيل رائعة موجودة بين أفراد شعب مصر وكأنها تصرُّفات بالفطرة بيقوموا بيها بشكل يومي دون أن يجبرهم عليها أحد.

من ضمن المظاهر الجميلة دي , إن الواحد يمشي في طريق في رمضان قبل المغرب بدقائق , ويلاقي الناس واقفين صفوف علي الطريق بيوَزَّعوا عصائر وتمر (بلح) وأكل علي المسافرين ... ثواب وخير ومراعاة للآخرين اللي ممكن يكون لسة بدري أوي علي ما يوصلوا لوجهتهم ...

امبارح وأنا مسافرة طنطا , وشايفة طول الطريق ناس واقفين بأكل وشُرب عشان يفطَّروا اخواتهم المسافرين , كنت بفكر بس في إن مصر جميلة أوي , وأهلها حنيِّنين ومتحابّين , وإن الدنيا لسة بخير طول ما إحنا كدة ... كنت ماشية علي الطريق أتأمل الناس دي وأبص لهم بكل احترام وتقدير واعتزاز ... سَرَحت في فكرة خير بلدنا المتجدد بفضل الله ... وأثناء سرحاني , إذا بخير بلَدنا "يتحِدِف" من شباك العربية ويستقر في حُضني علي هيئة أكياس من التمر الهندي الساقع , اللي رغم ما أسفر عنه من بُقَع في هدومي , وانفصالي عن عالم التأمُّل إلي أرض الواقع "المبلول" ... ورغم دُشّ التمر اللي غرقت فيه بدل ما أشربه ... إنما بجد كنت سعيدة جداً وفخورة بإني مصرية عايشة وسط أهل مصر الطيبين ... إنسان عايش في بلد زي دي مش ممكن أبداً يخاف من أي حاجة ولا يشيل أي هَمّ.


إن شاء الله أكيد بكرة بتاع مصر أحلي , وأكيد فيه أمل .... بحبك يا مصر .


فدوى نزار