Wednesday, February 27, 2008

هل واجهتم الموت ؟!!

أعلم أن لا أحد يمكنه مواجهة الموت .. فإذا جاء لايمكن لأحد إيقافه أو الهرب منه
ولكن ما أقصده بسؤالي .. هل تعرضتم لموقف معين أدركتم فيه أن هذه هي لحظاتكم الأخيرة .. وأنكم علي وشك دخول العالم الآخر ؟؟
المواقف التي أقصدها عديدة .. فقد يكون حادث , أو كارثة طبيعية , أو مرض ..أو.. أو.. أو
وكيف كان شعوركم حينها ؟ , هل سيطر عليكم الخوف ؟
أعتقد أن الشعور يكون حسب الموقف .. فبالتأكيد سيجزع المرء في مواجهة الحوادث والكوارث .. وقد يتألم في المرض .. أو يبحث عن ملاذ من كارثة .. وهكذا .
بالنسبة لي .. تعرضت لنفس الحادث مرتين وبنفس الطريقة مع اختلاف الشكل .. أولاهما كانت في أول سنة لي في الكلية , حيث كنت أستقل مَركبة (ميكرو باص) في طريق العودة , وحدث أن مالت علي عجلتيها الجانبيتين وظلت تسير هكذا للحظات طويلة تمر كأنها عمر بأكمله .. وشاء السميع العليم أن تتوازن المركبة في آخر لحظة قبل أن تنقلب بمن فيها ....
والمرة الثانية .. حدثت اليوم .. ولكن الاختلاف هو نوع المَركبة .. فاليوم كانت (ميني باص) , ويبدو أنه كان يعاني من مشكلة في الاتزان ظهرت حين امتلأت المركبة بالبشر . وبدأت تميل تدريجيا حتي كادت أن تسقط علي جانبها ... ولكن للمرة الثانية ينجينا الخالق من الحادث.
في المرة الأولي .. لم أشعر بالخوف أو القلق .. بل إنني أصابتني حالة غريبة من الثبات وكأن شيء ما أخبرني أنها ليست النهاية .. وبالتالي لم يتحرك داخلي أي شعور مريب , بل إنني كنت أبتسم وأتعجب من باقي الناس من حولنا في السيارات المجاورة حيث كانوا يرددون الشهادة بدلا منّا من رهبة الموقف .
ولكن اليوم .. لا أعرف لماذا شعرت بالخوف .. لماذا لم أفكر سوي في الموت .. ظللت أتخيل أنه قد حان الوقت لأرحل عن هذا العالم ..أرحل في صمت كباقي ضحايا حوادث الطُرُق .. أرحل وحدي .. أرحل دون أن أودع والديّ وأخي .. أرحل قبل أن أري أولي ملامح مستقبلي المجهول .. قبل أن أعرف معني مرحلة الشباب وربيع العمر .. أرحل حاملة معي كل ذنوبي وأخطائي في حق نفسي وفي حق الآخرين .. أرحل تاركةً خلفي لعنات من أسأت لهم , ومستقبٍِلة أمامي غضب ربي عليّ .. أرحل من جحيم لآخر .. أرحل راجية أن يذكرني أحد في يوم ما ويطلب لي الرحمة والعفو .. أرحل وآخر ما يتردد في ذهني بعد الشهادة , هو : لماذا لم أحضِّر نفسي لمثل هذا اليوم ؟ .. لماذا لم أدرك أن الموت يأتي بغتة ؟ .. لماذا ظننت أنه يمكنني التكفير عن ذنوبي فيما بعد ؟ .. لماذا أخشي لقاء ربي رغم إعطائه لي الفرصة تلو الأخري للتوبة .. وفتح لي الباب للمغفرة , وظللت أنا أغلقه بنفسي ...
لماذا لا نفكر في الصلاح إلا بعد إدراك الأجل ؟؟..



فدوى نزار

Sunday, February 17, 2008

المرحوم لاكي الثالث عشر

زمااااان .. مش زمان قوي يعني .. من 5 سنين كدة .. دخل علينا أخي بكائن صغير جدا وجميل جدا وخائف جدا !!

هذا الكائن كان وقتها يسمي مجازا كلب حراسة "مجازا دي لأنه ساعتها كان خائف و مرعوب وهذا لا يتفق مع طبيعة كونه كلب حراسة"

وكان عمره يتجاوز الشهر بعدة أيام .. طبعا كنت في قمة السعادة لأني طالما تمنيت اقتناء كلب من الأنواع الشرسة المخيفة .. وطبعا حينها لم أقتنع أبدا أن هذا الشيء الضئيل الماثل أمامي سيتحول إلي كلب حراسة في يوم من الأيام , المهم أننا أطلقنا عليه اسم لاكي الثالث عشر .

ومر اليوم تلو الآخر .. وتوطدت العلاقة بيننا وبين هذا الصديق الوفي حتي أصبح مكونا أساسيا من مكونات المنزل , فلم يستطع أحد منا الدخول أو الخروج دون المرور عليه أو إعطائه الطعام أو حتي اللعب معه ... كما أنه تحول فجأة إلي أسد غضنفر "طول بعرض بارتفاع"

ولم يكن يدع أي شخص غريب يقترب من بيتنا أو حتي من شارعنا .. وكان يشكل تهديدا مرعبا للجيران .

وكان مصدر ضحك لي أحيانا "مش عشان أنا شريرة بس عشان المواقف كانت مضحكة" زي مثلا أكون علي وشك الخروج مع لاكي وأمام المنزل وأثناء إمساكي بسلسلة لاكي .. يأتي أحد الجيران ويحاول الدخول إلي منزله المقابل لمنزلنا , وهنا تحدث الكارثة , حيث يظل لاكي ينبح و يجذب السلسلة في محاولة منه لمهاجمة الدخيل الذي هو جارنا الغلبان .. وبالطبع لأن لاكي ضخم الجثة "ولأنني ساعتها بكون غرقانة في الضحك" فقد كان يجذبني أنا أيضا مع السلسة في اتجاه الجار المسكين الذي لا يملك سوي الوقوف ساكنا مستسلما في مواجهة هذا الوحش الكاسر .. ولكن ولله الحمد يتم تدارك الموقف وينجو الرجل المرعوب من براثن لاكي .. "وطبعا يدخل الجار بيته وهو يلعن لاكي واليوم الكحلي اللي سكن فيه جنبنا .. وأكيد بيدعي علينا كمان" .

المهم .. أكمل لاكي في منزلنا عامين .. وفجأة .. أصابته حالة من الإعياء وعدم الرغبة في تناول الطعام .. تبعها حالة من الهزال .. وطبعا رفض الأطباء البيطريون علاجه أو حتي استقباله في عياداتهم خوفا منه لأنه كلب حراسة شرس "ويمكن ياكل حد فيهم" وبالتالي لم يكن أمامنا سوي سماع النصائح الشفوية من الأطباء "اللي بيشخصوا المرض شفهيا برضه" وتطبيق تلك النصائح علي المسكين لاكي , وهكذا من شربة إلي دواء للتسمم إلي .. إلي .. إلي أن مات لاكي ... مات وهو يقوم بواجبه الحراسي علي أكمل وجه وبآخر طاقة متوفرة لديه , وعرفنا أنه راح ضحية غدر أحد الجيران الذي أعطاه السم بدم بارد .. هذا الكائن نادر الوفاء , الذي يستحق منا كل الحب والتعلق .. ويستحق أن أذكره وأتمني لو توجد مثل صفاته في بني البشر .. هذا الكائن الذي علمني ألا أفتح بيتي مرة أخري لأي كلب آخر حتي لا أشعر بمثل هذا الحزن علي فراقه مرة أخري .
هذا الشقي العزيز .. المرحوم لاكي الثالث عشر.

فدوى نزار


Thursday, February 14, 2008

سطور

الكلمة إيد* .. الكلمة رِجل* .. الكلمة باب

الكلمة نجمة كهربية في الضباب

الكلمة كُوبرِي صُلب فوق بحر العُباب

الجن يا أحباب ما يقدر يهدمه

* فاتكلموا .. اتكلموا .. اتكلموا

)أغنية اتكلموا لمحمد منير(


*
إيد = يَدّ بالعامية المصرية *رِجل = قدم / ساق بالعامية المصرية * العُباب = كثرة الماء والسيل / ارتفاع الموج واصطخابه

للأسف مشكلتك مالهاش حل .. جنونك عاقل جدا , بس عقل العاقلين من حواليك مُختل

)للرائع "خالد كساب" محرر صفحة ضربة شمس في جريدة الدستور (

the fact that no one understands you doesn't make you an artist

(a tip from ZUMA game)

ملعون يا داء الكلام لما تكون ملفوف وملعون يا داء السكوت لما تكون م الخوف

Sunday, February 10, 2008

عيش في الملعب مصر بتلعب

مبروك لمصر
ومبروك علي منتخبنا الكأس للمرة السادسة

Friday, February 8, 2008

رسالة إلي أبي

منذ أن تفتحت مداركنا تعلمنا أن هناك أشياء تسمي واجبات وأشياء أخري مترتبة عليها ومقابلة لها تسمي حقوق .. هذه الكلمة التي تقوم من أجل الحصول عليها الثورات والحروب وتُبذَلُ من أجل الدفاع عنها الأرواح , المعني الذي لو تحقق وتوفر لبني البشر سترقي هذه الدنيا لأسمي المستويات وسيتفرغ الإنسان للعطاء والإبداع والتفكير فيما يساعد علي تقدم هذا العالم.
هذه الحقوق التي تنشأ منها كل القوانين المعروفة وتندرج تحت عباءتها كل أشكال التعامل بين الأفراد والشخصيات طبيعية كانت أو اعتبارية . فمن المُفتَرَض أن يتعامل كل إنسان بما لا يتعدي علي الآخرين و بما يحافظ علي حرياتهم
وكلما مرت الأيام كلما اكتشفنا بعض الحقوق التي لم نكن نعرفها من قبل أو التي تنشأ نتيجة تطور الحياة وارتفاع مستويات المعرفة والإدراك لدي البشر .. فالآن نستطيع أن نميز بين حقوقنا وواجباتنا .. بل إننا أصبحنا نطالب بتلك الحقوق وبشراسة حين نشعر أنه قد تم سلبها أو الاعتداء عليها.
ومن هذا المُنطَلَق نشأت العديد من الحقوق المعروفة والتي ساقت بعض القوانين الجديدة , فعلي سبيل المثال نشأت قونين لحماية البيئة والتي تفرض علينا واجبات نحو بيئتنا تؤدي إلي تمتعنا والآخرين بالحق في بيئة نظيفة وصحية إلي جانب كونها جميلة , وغيرها وغيرها من القوانين والحقوق .. التي لو بحثناها لوجدنا أنها تنبع جميعها من مبدأ الإنسانية والتحضُّر الموجودين فطريا في جنسنا البشري , كما أنها قد تتشابه مع الإيثار وحب الغير.
... ما أكثر ما يمكن قوله عن الحقوق والواجبات .. ولكن أهم شيء هو أن يعيها الإنسان ويطالب بها .. ولهذا فإني أطالب أبي وكل المدخنين بالتوقف عن حرماني من حقي في تنفس الهواء الطبيعي النقي الذي خلقه الله لنا
فإذا كانت صحتهم لا تهمهم .. فإن صحتي تهمني
وإذا كانت حقوقي لا تهمهم ..فواجباتهم نحوي تلزمُهم
وإذا عجزوا عن التوقف .. فإني قادرة علي الاستمرار

وبالتالي أقول بكل عزم وثبات

أبي العزيز .. من حقي أن أتنفس هواءً نقياً


فدوى نزار