Sunday, February 17, 2008

المرحوم لاكي الثالث عشر

زمااااان .. مش زمان قوي يعني .. من 5 سنين كدة .. دخل علينا أخي بكائن صغير جدا وجميل جدا وخائف جدا !!

هذا الكائن كان وقتها يسمي مجازا كلب حراسة "مجازا دي لأنه ساعتها كان خائف و مرعوب وهذا لا يتفق مع طبيعة كونه كلب حراسة"

وكان عمره يتجاوز الشهر بعدة أيام .. طبعا كنت في قمة السعادة لأني طالما تمنيت اقتناء كلب من الأنواع الشرسة المخيفة .. وطبعا حينها لم أقتنع أبدا أن هذا الشيء الضئيل الماثل أمامي سيتحول إلي كلب حراسة في يوم من الأيام , المهم أننا أطلقنا عليه اسم لاكي الثالث عشر .

ومر اليوم تلو الآخر .. وتوطدت العلاقة بيننا وبين هذا الصديق الوفي حتي أصبح مكونا أساسيا من مكونات المنزل , فلم يستطع أحد منا الدخول أو الخروج دون المرور عليه أو إعطائه الطعام أو حتي اللعب معه ... كما أنه تحول فجأة إلي أسد غضنفر "طول بعرض بارتفاع"

ولم يكن يدع أي شخص غريب يقترب من بيتنا أو حتي من شارعنا .. وكان يشكل تهديدا مرعبا للجيران .

وكان مصدر ضحك لي أحيانا "مش عشان أنا شريرة بس عشان المواقف كانت مضحكة" زي مثلا أكون علي وشك الخروج مع لاكي وأمام المنزل وأثناء إمساكي بسلسلة لاكي .. يأتي أحد الجيران ويحاول الدخول إلي منزله المقابل لمنزلنا , وهنا تحدث الكارثة , حيث يظل لاكي ينبح و يجذب السلسلة في محاولة منه لمهاجمة الدخيل الذي هو جارنا الغلبان .. وبالطبع لأن لاكي ضخم الجثة "ولأنني ساعتها بكون غرقانة في الضحك" فقد كان يجذبني أنا أيضا مع السلسة في اتجاه الجار المسكين الذي لا يملك سوي الوقوف ساكنا مستسلما في مواجهة هذا الوحش الكاسر .. ولكن ولله الحمد يتم تدارك الموقف وينجو الرجل المرعوب من براثن لاكي .. "وطبعا يدخل الجار بيته وهو يلعن لاكي واليوم الكحلي اللي سكن فيه جنبنا .. وأكيد بيدعي علينا كمان" .

المهم .. أكمل لاكي في منزلنا عامين .. وفجأة .. أصابته حالة من الإعياء وعدم الرغبة في تناول الطعام .. تبعها حالة من الهزال .. وطبعا رفض الأطباء البيطريون علاجه أو حتي استقباله في عياداتهم خوفا منه لأنه كلب حراسة شرس "ويمكن ياكل حد فيهم" وبالتالي لم يكن أمامنا سوي سماع النصائح الشفوية من الأطباء "اللي بيشخصوا المرض شفهيا برضه" وتطبيق تلك النصائح علي المسكين لاكي , وهكذا من شربة إلي دواء للتسمم إلي .. إلي .. إلي أن مات لاكي ... مات وهو يقوم بواجبه الحراسي علي أكمل وجه وبآخر طاقة متوفرة لديه , وعرفنا أنه راح ضحية غدر أحد الجيران الذي أعطاه السم بدم بارد .. هذا الكائن نادر الوفاء , الذي يستحق منا كل الحب والتعلق .. ويستحق أن أذكره وأتمني لو توجد مثل صفاته في بني البشر .. هذا الكائن الذي علمني ألا أفتح بيتي مرة أخري لأي كلب آخر حتي لا أشعر بمثل هذا الحزن علي فراقه مرة أخري .
هذا الشقي العزيز .. المرحوم لاكي الثالث عشر.

فدوى نزار


5 comments:

علا أبوهاشم said...

يا فدوى أنا مش مقتنعة على أنك بتقولى أن لاكى أوفى الأصدقاء وأنا أتكلمت معاكى فى الموضوع دا كتير بس محدش فينا أقتنع برأي التانى وعموما مش مشكلة وأختلاف الرأى ظاهرة صحية بس بجد أنا مش هقدر أغير رأيى .
وأنتى كدا قليلتى أوى من قيمة الأصدقاء "البشر يعنى" وحسستينى أن مفيش وفاء ولا يمكن هيكون موجود ما بين البشر أو الأصحاب زى ماكان بينك وبين المرحوم لاكى .

Fadwa Nezar said...

ياعلا .. ليس تقليلا من شأن البشر ولكن دعينا نعترف بأن الكلب يحب صاحبه دون أي اعتبارات مادية ودون أي حسابات أو تفكير , فالكلب يقبل صاحبه بعيوبه ومميزاته , كما أنه يضحي من أجله بكل شيء حتي حياته
يا علا .. الكلب حين يموت صاحبه يضرب عن الطعام إلي أن يموت هو الآخر حزنا عليه .. هل يوجد ارتباط بين البشر بهذه القوة ؟؟
الإنسان يا علا أسرع كائن في النسيان , ليس لمعرفتي بباقي الكائنات ولكن لمعرفتي بحقيقة البشر اللذين ينتقلون من علاقة لأخري في لمح البصر ودون أي تفكير حتي في ذكريات العلاقات السابقة , وبالنسبة لي هذه صفة لا توجد إطلاقا في الكلاب
قد تكون فطرة البشر أنهم أوفياء ولكن للأسف فقد فرطوا في هذه الصفة السامية

Unknown said...

يا انسة فدوي تلك القصة تعبر عن مدى تفكيرك العميق للصداقة ولكن ليس بضرورة ان تكون الكائن الحيواني هذا يكون اوفى الأصدقاء فأنت أخذت الكلب كصديق ووقلت في ردك لللأخت ان الأنسان يمكن ان ينسى العلاقات السابقة حين التنقل ولكن عندي رأي آخر الأنسان لأنه انسان يمكن ان يغتفر للأخر عن أخطاءة ويستمر في الصداقة مع الآخر ويأخذة على عيبة ما دام العيب ليس خطيرا على الصداقة فلا يمكن الحكم على الأخر من دون معرفته كاملا أو على الأقل فكرة حسنة علية الصداقة أسمى شئ يمكن للأنسان أن يكونه على الأطلاق

الحلم ما هو مستحيل مادام تحقيقه مباح said...

لأ بقى دا انتى بتشتمينا كده عينى عينك!!!!!!!!
عموما يافدوى لو جربتى موقف فيه وفاء من بنى آدم هتحسى بطعم مختلف خالص وقيمته المعنويه هتكون اكبر عندك لأن الانسان بيوفى بكامل ارداته واختياره لكن الحيوان بيكون جبل على كده(لأنك بتراعيه )لكن الانسان ممكن ميكونش ليكى فضل عليه(بالعكس ممكن تأذيه كمان) وتلاقى منه مشاعر نبيله كتير.

Fadwa Nezar said...

إذا كان كلامك صحيحا يا سارة فكان الكلب سيترك صديقه لو كف عن إطعامه ولكن لو نظرت في حال الكلاب ستجدي الكلب يموت حزنا لوفاة صاحبه رغم انقطاع التواصل المادي بينهما

ملحوظة لمن يهمه الأمر .. علا وسارة صديقاتي الأنتيم في الكلية ولذلك القصة تمسهم شخصيا , يعني مش مصدقين إني أبحث عن الصداقة عند الكلب رغم وجودهما بجانبي
رغم أني لم أقصد والعياذ بالله مقارنتهما بلاكي إطلاقا .. ليس فقط لأن لاكي مات قبل أن أتعرف عليهما ولكن لأن الصداقة بين البشر لا تكيل بالبتاع

بس برضه الكلب أوفي الأصدقاء ..