Thursday, September 27, 2012

تلك الموجاتُ العابثة

ما الذي يجعلنا نتأرجح هكذا بين حالةٍ شعورية وأخري تناقضها تماماً ؟!! كيف ننتقل مثلاً في لحظات من قاع الحزن إلي قمة السعادة ؟!! ... كيف يتحول الحلم إلي خيبة أمل , وترقب شيء ما بشغف إلي الدعاء لعدم حدوثه ؟!! ... كيف يتيغير الاستغناء إلي الرغبة العارمة في التواصل والاحتواء ... كيف يصبح البكاء بين ذراعيّ شخص ما (أيّاً كان) طموحاً يشبه المستحيل

كم هو مؤلمٌ ذلك الحنين لكل شيء ... أن تفكّر في كل من تعرفهم , تفتقدهم , وترغب في لقائهم والتحدُّث معهم في أيّ شيء وكل شيء ... كم هو قاسٍ ذلك الشعور العارم بالوحدة بغضّ النظر عمّن حولك ... الاعتقاد بأن لا أحد يُدرك ما تعانيه , والأبشع أنك تعلم يقيناً أنهم أبداً لن يُدركوا ... فإما أن تخبرهم صراحةً بحزنك وحاجتك لاحتوائهم , أو تتركهم علي تصديقهم أنك دائماً أبداً بخير , وأنه لا يوجد في العالم ما يمكن أن يضايقك أو يؤلمك أو يجعلك تحتاج لأحد 


حين تصل لمرحلة "تعِبتُ من السَفَر" , وفي نفس الوقت لا تستطيع احتمال التوقف ولن تلجأ إليه حتماً مهما كان مُريحاً أو مُغرياً

تتضارب أفكارك كموجاتِ بحرٍ هائج في يومٍ عاصف

وحثيثاً قد تكتشف أنك نفسك لم تعد تعلم من أنت ... وتنضم إلي قائمة من تفتقدهم ... تشتاق للجميع بما فيهم أنت

والآن , أمامك حل من اثنين ... إما الاستسلام للجو الحزين والتوغل فيه وعَيشه بكل تفاصيله والغوص بكل طاقتك في أعماقه السحيقة والتعرف الكامل عليه وحفر معالمه للأبد في روحك المعذبة

وإما نفضه عنك لتخرج من شرنقته (أو مشنقته) بأي طريقة تناسبك , أو بكل الطرق المتاحة والممكنة

والله الموفق والمستعان


فدوى نزار