Friday, December 17, 2010

الفصل الخامس والعشرون


كم هي مُعقَّدةٌ تلك الرغبة في تلخيصِ حياةٍ بأكملها في بضعة سطور .., وكم هي متناقضةٌ تلك الأحاسيس التي تغزوني أثناء تفكيري في سنين عمري واستعادة ذكرياتي السعيدة منها , والمؤلمة

لا أشعر أن خمسة وعشرين عاماً بالفعل قد مضت !! كانت مثل بُرهة يقضيها المرءُ في تصَفُّحِ فصولَ كتابٍ مجهول .. ممتع , مثير , مريب , مُبهِج , قاسي .., لكنه يعلِّمُنا الكثير بلا شك ... نحبه ونتعلَّقُ به , ليس لجماله ولكن لعلمنا أنه كتاب لا يمكننا الابتعاد عنه أو استبداله بآخر يُحقِّق رغباتنا التي لا نتمكن من تحقيقها في كتابنا الحالي ... كما لا يمكننا اتخاذ القرار بغلقه وقتما نشاء , لأن غلقه أمر حتميّ لا نعرف موعده ولا كيفيّته ., فإما نرضَى بكتابنا ونحاول قدر الإمكان الاستمتاع بكل حرفٍ فيه , وخَطّ ما يحلو لنا من ملاحظات أو تعليقات أو تنبيهات في هوامشه البيضاء .., وإما نرفُضه ونقضي وقتَنا بين فصولهِ عابسين غاضبين وكأنه لعنة أُصِبنا بها ولانعلم لها من مُنقِذ ... بل إن البعض يحاولون وضعَ كلمة النهاية بأيديهم لعدم قدرتهم علي الاستمرار في تصفُّحِ ذلك الكتاب العميق.

الآن ... وبعد انتهائي من مطالعة الفصل الخامس والعشرين من كتاب أيّامى ., وشروعى بإذن الله في تصفُّحِ أُولَى سطور الفصل السادس والعشرين ., رأيتُ أنْ أُدَوِّنَ بعض الملاحظات التي أسفرت عنها قِراءَتى :

· بصفة عامة .. قابلت العديدَ من المُفردات الصعبة , وبعضها لم أتمكَّن من فهمه حتى الآن .

· قرأت سطوراً تتحدَّثُ عن أشياءَ لم أُجرّبها ... أشياء يدّعي الكتاب أنها رائعة وتستحق العيشَ من أجلها .. من أجلها فقط .. لا أدرى إن كنت سأعرفها وأُجرِّبها في الفصول اللّاحقة .. أم ستظل مجرد سطور أقرأها ولا أعلم مدى صدقها .

· بالطبع تمنَّيتُ تمزيق بعض الصفحات أو محو بعض الأجزاء من الكتاب ولكن لم أستطع لأن الصفحة منه لايمكن تغييرها بمجرّد أن نقلبها .. بل إنها تُحفَرُ في ذاكرتنا للأبد .

· توقّفت عند بعض الصفحات وقرأتها أكثر من مرة , لعلّي أعيها جيّداً أو أتّخذُ قراراً بشأنها .. واكتشفت إنها لم تكن تستحق كلَّ ذلك الوقت .. وأنها كانت أسهل وأوضح كثيرا مما تخيَّلت .

· حين أعبثُ بالصفحات الماضية من فصول كتابي .. وأنظرُ في صورها أو أفكِّرُ فيما كان سيحدث لو أنني تصرَّفتُ بطريقةٍ مغايرة , أكتشفُ مدى محدودية رؤيتى للأمور في حينها , وأُدرِك أن ما حدث كان هو بالفعل الأفضل لي .

· أُدرِكُ تماماً أن كتابي أكثر إمتاعاً وإبهاجاً _بكل مساوئه_ من كُتُب الآخرين (ولله الحمد) .. كما أُدرِك أنه بالفعل الكتاب المُناسب لي تماماً , وأنني لم أكن لأرغب في تغييره مهما كانت الظروف .

أثناء رحلتي مع كتابي .. قابلت العديدَ من الشخصيات .. أعجبني بعضُها , واحتقرت البعضَ الآخر .. ورغبت في تمزيقهم حتي لا يُعَكِّروا نقاءَ كتابي .. وآخرين زاد اعتزازي وفخري وتعلُّقي بالكتاب لمجرّد وجود أسمائهم عل صفحاته ... أدركت أنني في كل الأحوال تعلَّمت منهم وتأثرت بهم .. أحببتهم وسعدت بهم .. أتمنّى دائماً ألّا أفقدهم لأى سببٍ كان .. أما من أرفضهم .. فلا مكان في ذاكرتي يتّسع لهم .. وقد رحلوا كما جاءوا , شخصيّات ثانوية هامشيّة نفضتُها مع قَلبي لصفحة الكتاب التي تحويهم مثل الغبار الذي لايُرَى بالعين المُجرّدة .

مازلت حتى الآن أبحث عن الشخصية الرئيسية في كتابي .. بطل الأحداث الذي سيغيّرُ جزءاً من نظرتي للحياة .. أو يُثبِته !! .. ذلك الإنسان الذي قد لا يذكُرهُ كتابي قط .. أو قد تكون معظم الصفحات التالية تتحدّثُ عنه .... عنه فقط .

هذا الشخص الذي قد لا يتعدّى كونه عدة سطور في ملاحظاتي هذه , وقد لا يتجاوز كونه مجرّد خيال أو فكرة عابرة لاتلبث أن تذهب وتحلّ محلها أفكار أخرى لا علاقة لها بدور البطولة .

الإنسان الذي يُحيِّرُني مبدأ وجوده بقدر ما أتمنى لقاءه .. الإنسان الذي لم أقابله ولم أعرفه , ولاأدرى كيف سيكون أو يبدو أو يفعل .. هذا الذي لابد وأن يستحق احتلال كتابي وتفكيري .. هذا الشخص الذي سأعرف حين أنظرُ في عينيه لِمَ أحيا .

وبصفة عامة وشاملة ... أُحبُّ جميعَ الشخصيات التي ساهمت في إخراج ذلك الكتاب للضوء .. ولم يكن ليصبحَ بهذا التشويق والبهجة بدونهم .. مَن أحمدُ الله كل يوم لأني سأفتح عيناى غداً ... لأراهُم .

الآن ...

أتحرَّقُ شوقاً لمعرفة المزيدِ من كتاب حياتى ... وأتمنّى أن تأتي الفصول القادمة بما أرغب فيه .., وما لم أجده في الفصول السابقة .. وأدعو الله أن يعيننى علي استكمال كتابي ويلهمني الرضا بما تحمله صفحاته القادمة التي تكاد تلمسها أناملي ....

الآن فقط ... أبدأ الفصل السادس والعشرين من كتاب عُمرى


فدوى نزار


Thursday, November 4, 2010

دا أنا حتي مش بجرى خالص !!!


مش عارفة ليه فجأة قررت أكتب عن السواقة ... أو تحديدا عن سواقتي أنا لعربيتي !! .. يمكن لأني ضقت ذرعاً بالسواقة في البلد دى بما فيها من تصرفات رعناء مستفزة من الناس اللي سايقة ... سواقين مش معترفين بالإشارات وتلاقي الواحد منهم بيحود أو بيقف فجأة ودون سابق إنذار , مش فارقة بقي مين ممكن يخبط فيه ولا إيه النتائج اللي هاتترتب علي تصرفه الساذج
وسواقين تانيين لسة مش عارفين إن المرايات اللي في العربية معمولة عشان يبصوا فيها قبل ما أنفسهم تسوّل لهم تغيير مكانهم (حارتهم المرورية) أو ما إلي ذلك من قرارات ... تبقي ماشي في أمان الله تلاقي كائن كاسر عليك ولا كأنه شايفك ولا معترف بوجودك جنبه ... وانت وشطارتك بقي يا تفاديه وربنا يستر , يا تلبس فيه وتستعوض ربنا في عقول الناس اللي تقريبا تاهت في معترك البحث عن لقمة العيش

زمان كنت بسمع عن "سواقة الحريم" وكنت لحد وقت قريب فاكرة إنها قاصرة علي الستات اللي قلبها خفيف وبتبقي السواقة بالنسبة لهن تجربة مرعبة من أول ما يركبن العربية لحد ما يوصلن لوجهتهن (في ظل سباب ودعوات السائقين جميعا عليهن وعلي اللي ركبهن العربيات أصلا) .. لكن الجديد بقي , واللي اكتشفته بنفسي إن "سواقة الحريم" دي فيه رجالة كتييييييييير بارعين فيها جداً (أنيل من الستات) ... وتلاقي الراجل من دول ماشي علي قشر بيض وكأن مفيش حد غيره في الطريق , وماشي في النص لا سايبك تعدى من يمينه ولا من شماله , ولا فارق معاه كلاكسات ولا أنوار ولا أي حاجة ... بيبقي نفسي ساعات أنزل أديله قلمين يمكن يصحى ويركز ويفتكر إنه راكب عربية مش نايم في سريره !!

واللي بيستفزني جدا .. الناس اللي عايزة تلف من "يو تيرن" وسبحان الله بيلفّوا صف تالت ورابع ومن أقصي اليمين لأقصي اليسار وكأن مفيش بني آدمين غلابة حظهم العاثر إنهم مش هايلفوا مع الناس دي ... يعني يقفلوا الطريق كله عشان حضراتهم يلفوا !!

وحدّث ولا حرج بقي عن الناس اللي بتعدّي الطريق علي سبيل الانتحار (يا اتخبطوا وماتوا شهداء , يا ربّنا سترها معاهم وعبروا للجانب الآخر) .. وياسلام بقي علي الناس اللذيذة اللي مابتعرفش تعدّي إلّا لما الإشارة تفتح !! يبقي الواحد واقف في الإشارة نص ساعة وأول ما تفتح ويبقي نفسه ينطلق بقي يلاقي ناس ماشية تتدلّع علي اقل من مهلها ... طب ليه بقي عاملين إشارات أصلا ؟!! دة فيه يوم واحدة رمت نفسها قدّامي عشان تعدّي وأفاجأ بإنها ماسكة الموبايل وبتكتب مسج !!!! ولا باصة علي العربيات ولا علي الطريق اللي بتعدّيه ولا ف دماغها الموضوع أساساً !!

من كل ما سبق (وغيره كتيييييير) بتكون النتيجة إني ما بصدّق ألاقي فرصة للجري , و رادار بقي والا عفريت أزرق ما ليش دعوة ... (أنا عارفة رادار إيه دة !! ويقولك السرعة علي الدائري 90 !!! يعني لو مشيت 90 علي الدائرى أمشي كام في وسط البلد ؟!) ... المهم إني (كشخصية بحب أعمل كل حاجة بسرعة , أمشي بسرعة , أتكلم بسرعة , آكل حتي بسرعة .. ) يبقي لازم أسوق بسرعة (في حدود إمكانيات الطريق الغبي طبعا) ... يعني عمري ما مشيت (حتي الآن) في طريق أكتر من 130 !! ... رغم إن عربيتي صغنطوطة ومفروض إنها تفوت في الأماكن الضيقة !!

بفرح جدا لما آخد "غُرز" وأفوت وسط عربيتين نقل "ع القِفل" ... ولما أكون "بنت" راكبة عربية صغيرة , وماشية وسط الميكروباصات والأوتوبيسات وعربات النقل كأني سفّاح سايق (بحس إني بلعب مع الكبار والحمد لله أنا لعّيبة لا يستهان بها ) ... هههههههه بجد إحساس لذيذ جدا ... والغريب بقي إن ماما دايما بيجيلها هلع مني لما بعمل إي "أكشن" مثير في الطريق !! ... وتقوللي يا فدوى هاتموّتيني ناقصة عمر ... وأنا بكل استفزاز وهدوء أعصاب .. أرد عليها "يا ماما ماحدش بيموت ناقص عمر"

بجد الحمد لله علي نعمة الجرأة والقلب الجامد ... عقبال يا رب ما أزداد خبرة كدة وماحدّش يعرف يحصّلني D:

فدوى نزار

Friday, August 13, 2010

يوم قررت الرحيل



... بالأمس القريب , كان كل شيء كما هو , هادئ , ثابت , وكأن الحياة وصلت لمنتهاها.
نفس التفاصيل الدقيقة التي لا تتغير ... نفس الخطوات الرتيبة للزمن المستكين .
الصفات الظاهرية الخادعة للحياة الآمنة الخالية من المخاطر أو الطرق المؤدية للمجهول . الحياة التي يتمناها ويسعد بها كل من توقف عن الحلم ... كل من توقف عن الحياة !!

ولكن ... ماهذا الصوت الخافت ؟؟ ما هذه الأنفاس المتقطعة ؟ ما كل تلك الدماء التي تكافح من أجل الاستمرار في الاندفاع ... عجباً ... أمازالت الحياة تدب في أوصالى الهزيلة ؟ أمازال عقلي يأبى الاستسلام لقيود الطمأنينة الزائفة ؟ ... أمازلت أرغب في الرحيل ؟

ولم لا ؟! ... ما الضير في التجربة ؟؟ ما أقصي ما يمكن حدوثه ؟! ... لا , لقد قررت ... لن أنتظر أو أتردد ... سأرحل ... نعم , سأرحل إلي ذلك العالم الذي طالما تخيّلته , العالم ذو السماء الواسعة اللامتناهية ... العالم الذي لا تخشي الطيور أن تحلق في أفقه ... العالم الذي لاتنقطع أشجاره وأزهاره عن عزف تلك الموسيقي الساحرة ... العالم الذي تدب الأنهار في أوصاله لتمده بالطاقات المتجددة ... العالم الذي لا يعرف الحزن ... العالم النقي الشفاف الصادق ... العالم الذي لاتدرك أبعاده حتي أكثر الأحلام تطرفاً.

عالمي الخاص ... حيث أصل إلي أقصى الحدود ... وأرى أبعد من الرؤية العينية ... عالمي الساحر الذي أقرر متي وكيف أعيش فيه ... عالمي الذي أهرب إليه من كل شيء ... عالمي الذي أحيا فيه ... وحدى.

فدوى نزار

Sunday, July 18, 2010

العُمر واحد .... واحد فقط



لا أدرى إن كانت تلك نعمة يتمتع بها البشر أم هي كارثة محققة ... هل من رحمة الله علينا أن جعل لكل منا حياة واحدة فقط ؟ أم من أصعب اختباراته سبحانه وتعالى لنا ؟ ... هل يمكن للمرء أن يرغب في حياة جديدة أم يسعد بانتهاء عمره الحالي ؟
بالطبع سيرغب معظمنا في فرصة ثانية لعله يصلح ما اقترفه من أخطاء وذنوب وكوارث , وبالطبع أيضا سنكتفي بفرصتنا الأولي لأن المؤمن لا يُلدغ من جحر مرتين , ولأننا لا نعلم شيئا عن المستقبل المبهم وبالتالي قد نُفسِد ونضيع الفرصة الثانية مثلما بدّدنا فرصتنا الأولي.

لا يوجد في هذا العالم شيء مؤكد ... لا توجد إجابات واضحة للتساؤلات ... ولا يوجد ماهو صحيح وما هو خطأ , لأنها مسألة نسبية تختلف باختلاف وجهات النظر ... كما لاتوجد معرفة كاملة لأي شيء

الحقيقة الواحدة في حياتنا ... هي نهاية تلك الحياه !! .. فكلنا علي يقين أن حياتنا ليست سرمدية , وأننا حين انقضاء آجالنا ... سنموت (أو بالأحري ستصعد أرواحنا وتترك العالم الذي نعرفه , لعالم آخر نكاد لا نعلم عنه شيئا)

لم أفكّر من قبل في كون العُمر واحد !! ... نعم نردد تلك المقولة , ولكن دون وعي لمعناها , بل إننا نقولها أحيانا علي سبيل الاستهتار حين نقبل علي مخاطرة ما

والغريب في الأمر أن تفكيري في هذه الحقيقة (أن العمر واحد) سيجعلني أُغيِّر ما بَقِيَ من حياتي !! ... فإذا كنت سأحيا مرة واحدة فقط , فلم أضع لنفسي قائمة بالممنوعات ؟؟ لم لا أعبّر عمّا أريد وقتما أشاء ؟؟ لم أضيع فرصة لن تأتي مرة أخري ؟ ... لِمَ لا أجرّب كل ما أرغب فيه (طالما لا يتعدّى حدود الدين) ؟ ... لم لا أصارح من أحبهم بمشاعري , وأواجه من أرفضهم بما يحتويه صدري من غضب تجاههم ؟ ... لم لا أزور الأماكن المختلفة وأخوض التجارب وأتقبّل المخاطر وأقاوم المتاعب مهما قست ؟ ... لِمَ أُضيع لحظة من عمري في حزنٍ أو ندم ؟؟ لِمَ أختفي خلف قناع كاذب من الهدوء حين يكون بداخلي بركان من الانطلاق ؟؟ لم أُقيّد حريّةً لم يمنعني عنها سوى أفكار من صنعي ؟؟ ... لِمَ أترك هذا العالم وأتمني لو كنت قلت و فعلت ورأيت وقبلت ورفضت وضحكت وبكيت وصرخت وساعدت وتعلّمت ... لِمَ لا أستغل حياتي حاليا وأفعل كل هذا وأستمتع به ؟؟

قررت .. أني لن أنتظر , لن أقول غداً .. لن أضيع المزيد من الفرص ... من الآن سأصبح إنسانة جديدة تقول وتفعل ما تريد وقتما تشعر به , إنسانة تدرك أن الحياة ستنتهي في يوم ما , لكني سأكون قد عشتها بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ , وإنني لن أكون إلا نفسي ولن أختفي من جديد خلف أقنعة مُصطَنَعة , فالعمر واحد ... واحد فقط


فدوى نزار

Wednesday, June 9, 2010

الدنيا : مسرحية هزلية طويلة !!

ليست محاولة لإيجاد تعريف مناسب للحياة , وإنما مجرد مرحلة من التقلُّب الزَمَني نجد فيها الحياة تتّصف بنعوتٍ متباينة لا نملك إلا الإحساس بها و التعبير عنها , بغض النظر عن مدى فهمنا واستيعابنا لتلك المرحلة أو حتي قبولنا لتطوراتها ورضانا بنتائجها.

لا أدرى تحديداً لِمَ يأخذ عالمنا هذا الشكل غير المنتظم من التحوُّلات الشبيهة برسمٍ لقلبٍ واهن ... بعض النبضات المتباعدة , يتخللها فترات من الصمت والثبات ... ويزيد علي نبض الأيام كونه يحتوي علي مساحات شاسعة من الانحدار الواضح (وكأنه ينبض لأعلي وأسفل) مما يجعلنا نميِّز بكل وضوح فترات السعادة من فترات الأسي من مراحل الثبات والملل واستقرار الأحداث.

كثيراً ما أتساءل عن مفهوم "الرضا" ... وتحدّثني نفسي بضرورة قبول "أمر الله وقضائه " .. وأتخيّل اعتراضي أو رفضي لوضعٍ ما وكأنني إنسانة ساخطة تتناسَى نعم الله عليها التي لا تُعَدّ ولا تُحصَى ... وأتحوّل من مجرد "رافضة" إلي "مُذنِبة ضعيفة الإيمان" ... ولكن بعد لحظات , أجد كل جوارحي تؤكد لي حتمية الرفض والاعتراض وعدم قبول الأمرالواقع , كما تؤكد أن هناك فارقٌ ضخم بين الرضا والاستسلام ... وأني بالفعل اقبل قضاء الله عزّ وجلّ وقدره , ولكني بكل صلابة أرفض الخلل في موازين الحياة , وأرفض الاستمرار في الأوضاع الخاطئة التي تسبب فيها جهل العنصر البشري وانعدام ضميره.

وحين أرى الحقوق المُهدَرة والحقائق المُنكرة والأخلاق شبه المعدومة , أُدرك يقيناً أن لا علاقة لهذا العالم بالدين ولا بالرضا ولا بالقدر , بل إنه الآن عالم الابتلاء الذي يختبر فيه الله عباده ليرى هل نرضخ ونستسلم وننصاع وننساق ونغرق في دوّامات الفساد بكل صوره , أم أننا سنصمد ونرفض ونقاوم ونناضل من أجل تحقيق أحلامنا مهما صغرت

حين أتجرّد من هذا العالم , وأنظر من بعيدٍ لحياتنا الدنيا ... تنتابني حالة من الضحك الهستيري الناتج عن مشاهدة إحدى المسرحيات الهزلية مع فارق كون المسرحية تمتد لعدة ساعات بينما الدنيا يستمر وقت عرضها لقرونٍ وقروء .

وأحب أن أُذَكِّر كل من يخلط الرضا بالاستسلام , بأن رسول الله صلي الله عليه وسلم حين ضاقت به السبل , هاجر , ولم يرض بالتعذيب والكفر والعداء , ولم يدّعي أن هذا هو قضاء الله وقدره ....

وإلي المسرحية الهزلية المسمّاه مجازاً بالدنيا .... "ههههههههههههههههههههههههه"

فدوى نزار


Sunday, May 23, 2010

"مش" هاتروق وتحلا



بطبيعة كوني شخصية متفائلة , طالما رددت لنفسي وغيري مقولة "مسيرها تروق وتحلا" بل ورددتها بكل ثقة وإيمان ... ففي قرارة نفسي أعلم أن الأيام القادمة أسعد وأجمل وأوضح.

ولكن ... منذ فترة بسيطة , وجدت نفسي أفكر رغما عني بطُرُقٍ غريبة ... فأثناء ترديدي لنفس العبارة , توقفت لحظة , وتساءلت عن معني تلك المقولة "مسيرها تروق وتحلا" ... فوجدت إن معناها فيه اعتراف صريح بكون الحياة حاليا مؤلمة وضاغطة وقبيحة , وأن المستقبل هو ما أأمل أن يأتي بالخير الوفير , وأتمني أن تعتدل دفّته !! ... نعم مؤمنة بالغد المشرق الواعد , ولكني مؤمنة أيضا بكون الإنسان وحده هو المتحكِّم في انفعالاته ومشاعره ونظرته العامة للحياة ... بمعني , لو أن المرء يري الحاضر بنظرة تشاؤمية فإنه بذلك يضع نفسه موضع الضحية البائسة الحزينة التي لا تملك من أمرها شيئا , وحتي مع رغبته أو تمنّيه أن تأتي رياح الغد بما تشتهي سفن أحلامه , سيظل في الوقت الحالي _ إلي أن يأتي المستقبل _ حزيناً مبتئساً.

ولأن لكلِّ يومٍ جديدٍ غدٌ لا يعلمه إلا الله , سيظل الإنسان المسكين يُمنّي نفسه بالمستقبل , أو بمعني أصح "يُعزّي" نفسه من خلال ادعائه بأن "مسيرها تروق وتحلا" ...

ولهذا ... وبعد تفكيرٍ عميق , ومواجهة مع نفسي لأري إذا كنت حقا مؤمنة بأنها "هاتروق وتحلا" فعلا أم أنني أيضا أدّعي مثل الآخرين .. اكتشفت أني إلي الآن سعيدة _ ولله الحمد _ بما أنعم الله به عليّ , حتي تلك العثرات الكثيرة والتي أراها في حينها ضخمة وخانقة , ماهي إلا دروس أتعلّم منها بقدر معاناتي .. وبالتالي فإن كل ما يحدث في هذا العالم ماهو إلا خبرات مكتسبة .. وبالتالي أيضا فإنه لا معني لكون الحياة "هاتروق وتحلا" لأنها بالفعل رايقة وحلوة بغض النظر عما يحدث من حين لآخر من بعض صغائر الأمور.

ولهذا ... أحب أن أغيّر موقفي , وأعدل عن أقوالي , وأبدأ في ترديد "مش" هاتروق وتحلا , وإنما "الحياة حلوة"

فدوى نزار

Sunday, April 25, 2010

I am blessed


After spending a lot of time thinking, I can proudly say that I bear the consequences of my own freewill decisions and choices, and that I was never pushed or forced by anyone to take a certain path.

By thinking of it like this, I could always enjoy living my present, and look forward to experiencing all the details of my future because I'll appreciate the blessing of being able to choose my next step, and afford the responsibility of making vital decisions

Every day would turn to be a victory, a challenge, and an investment, and whenever life turns it's ugly face to me, I would know that I created that devil and only "I" could dismiss it.

From now on Life has a new perspective. Yes, it needs time to train myself to accept and deal with that perspective, but I am totally satisfied, convinced, and happy with it.

Right now, I could go through my life with no fear, no regrets, and no looking back.


Fadwa Nezar

Monday, April 5, 2010

س: علل .. الحياة لونها بمبى !! ... ج: لأنه لون "مايع" هلامي الشكل ليس له موقع من الإعراب.



فلو أن الحياة لونها "أسود" مثلاً لَتميَّز الجميع بالجدية والالتزام , أو "أبيض" فيكونوا صُرَحاء أنقياء أتقياء ... وهكذا
لكن في عالم ملىء بكل صور التناقضات , وكل أنواع الفساد , وبعض أشكال الضمير (الحىّ أو الميّت) .. لابد أن يصبح لون الحياة "بمبى"!! لا يدل علي شيء!!

وأحياناً أحمد الله علي كونه "بمبى" وليس "Mauve" مثلاً وإلا أُضيف لغموض الموقف كون العديد من البشر لا يعرفون تحديداً ماهية ال"Mauve"

أيضا ما يثير تساؤلاتي .. ماذا لو كَرِه بعض الأشخاص اللون ال"بمبى" ... بمعني .. هل كون الحياة "لونها بمبى" سيجعلها تختلف باختلاف "الذوق" البشري ؟! ... (يعني لو أنا بكره البمبي يبقي الحياة بالنسبة لي سيئة وقبيحة ولو بحبه تبقي قمة السعادة والرخاء ؟!) أم أننا مُجبَرين علي ربط السعادة والتفاؤل باللون البمبي بغض النظر عن "مشاعرنا" تجاه هذا اللون شخصياَ!!

عن نفسي .. أضطهد كثيراً هذا اللون "فاقد الهُوية" , وأعتقد إن الحياة "سواء بمبي أو حتي كُحلي" ستظل خاضعة لآراء وأفكار وتصرُّفات البشر , وسعادة الأُمة لن تتحقق بارتدائها الألوان المختلفة , وإنما بالسعى الدءوب من أجل الإصلاح والتقدُّم ... بالتمَسُّك بكل القيم والمبادئ والتعاليم الدينية والأخلاقية ... بترك العَبَث والدوران في حلقات مفرغة ... بالكَفّ عن خِداع أنفسنا ومَن حَولنا ... بمعرفة إن هذا الكَون مُقَدَّرٌ له الفَناء , ولن يبقى وقتها غير أعمالنا نُحاسَبُ عليها ونُجزَى بها.

فيا أيّتها الحياة الضبابية ... عفواً ... "لونك البمبى مش هوّ الحل"


فدوى نزار


Monday, March 29, 2010

إرهاصات الحياة في "بلّاعة" 1- لا أحب عَمَلي ... وتلك بداية الكارثة


الأيام دي عرفت ليه الزجاج هش وقابل للكسر ..., لأنه نقي ... شفاف بحيث إنك لو بصيتله بعينك المُجَرَّدة تقدر تشوف اللي وراه بكل وضوح ... ولهذا ... كانت النتيجة الحتمية إني "أتكسر" مع أول اصطدام بالواقع الحقيقي ... واقع لا مجال فيه للعلم ولا الاجتهاد ولا التّمّيُّز ولا الضمير ولا الأحلام ولا الكفاءة ولا حتي الإرادة أو الصبر.
واقع أُقابل فيه كل أنواع الأحداث المؤسفة التي ترسم جميعاً صورة قاتمة تفسّر لي ما آل إليه حال وطنٍ بأكمله ... وطنٌ لم يَعُد فيه من يُقدّر قيمة العمل أو يميّز الطيب من الخبيث, الراقي من الرَّث..., واقع انعدمت فيه الضمائر والخلائق والعقول .. فافتقر لكل خصائص الحياة المقبولة.

كنت من قبل أعتقد وأؤمن بأن لكل مجتهدٍ نصيب , وعليَّ أن أسعي , وذاكر تنجح , "ولابد عن يوم محتوم تترد فيه المظالم!!" .. لكن فوجئت إن دة كله كلام كتب قديمة ... وإن مفيش أي معني ولا لزمة ولا فايدة من كل اللي بنيته طول عمري , وإن زيّي زي أي حد مابيفهمش أي حاجة في أي اتجاه ... لأ كمان اللي مابيفهمش أحسن لأنه عكسي مش بيقول "لأ" ولا بيسأل ولا بيناقش ... يعني زي أي جَمَاد يذهب إلي حيثُ تضعه أيدى الآخرين ... أو حتي أقدامهم.

قد يري البعض أني أشكو من صغائر الأمور _ علي أساس إن العديد من القرّاء هايقولوا "أين ذهب الرضا" و " حب ما تعمل حتي تعمل مش عارف إيه " أو حتي "انتي ف نعمة هوة حد لاقي " .. وكل جُرعات الاستسلام اللي اتعوّدوا عليها ... لكن أقول ... إن كانت مطالبي "لعب عيال وقلة خبرة" فنعم "أنا عيّلة" _لحداثة سنّي_ وقليلة الخبرة _ بحُكم إني لسة سنة أولي شُغل _ , لكني مازلت في ريعان شبابي وكامل طاقتي , ومن حقّي أن أحلُم وأن أحقق حُلمي .. وأن أعترض علي تلويث صفحة حياتي الناصعة بلحظات استسلام أو حِياد عن المبدأ الرافض للاندماج في مستنقع الفساد الوظيفي.
وطالما أحيا وأتنفس , سأظل أحلُم وأكافح من أجل حُلمي , وأرفض المقايضة أو التنازل عنه "عشان المركب تمشي"

نعم ... أنا من بدأت بالتنازل .. بعت حلمي بأبخس الأثمان بعد رُكوده علي أرفف البطالة لعدة شهور ... ولم أخسر في هذه الصفقة حلمي فقط , بل خسرت نفسي , ومبادئي , وثقتي ... فقدتني ولا أعلم أين ومتي سأجدني ... تحوّلت من قمة التفاؤل والسعادة والطموح إلي قاع الإحباط والألم واليأس ... بدَأَت حياتي تتسرب سريعاً من بين أناملي ... فقدت حتي إمكانية تحديد الطريق الذي أرغب السير فيه ... هل أُنهي هذه المهزلة وأنجو بما تبقي لي من أنفاس متقطّعة و"أستقيل" , أم أستمر في إهانة علمي وعملي وأحلامي مقابل الهروب من "قعدة البيت" (البطالة) ... لا أدري ماذا أفعل ولا أي طريق أسلك.

اللهم ألهمني الصواب ... اللهم أعِنّي ... اللهم أغِثني ... اللهم ثبّتني


فدوى نزار