Friday, August 13, 2010

يوم قررت الرحيل



... بالأمس القريب , كان كل شيء كما هو , هادئ , ثابت , وكأن الحياة وصلت لمنتهاها.
نفس التفاصيل الدقيقة التي لا تتغير ... نفس الخطوات الرتيبة للزمن المستكين .
الصفات الظاهرية الخادعة للحياة الآمنة الخالية من المخاطر أو الطرق المؤدية للمجهول . الحياة التي يتمناها ويسعد بها كل من توقف عن الحلم ... كل من توقف عن الحياة !!

ولكن ... ماهذا الصوت الخافت ؟؟ ما هذه الأنفاس المتقطعة ؟ ما كل تلك الدماء التي تكافح من أجل الاستمرار في الاندفاع ... عجباً ... أمازالت الحياة تدب في أوصالى الهزيلة ؟ أمازال عقلي يأبى الاستسلام لقيود الطمأنينة الزائفة ؟ ... أمازلت أرغب في الرحيل ؟

ولم لا ؟! ... ما الضير في التجربة ؟؟ ما أقصي ما يمكن حدوثه ؟! ... لا , لقد قررت ... لن أنتظر أو أتردد ... سأرحل ... نعم , سأرحل إلي ذلك العالم الذي طالما تخيّلته , العالم ذو السماء الواسعة اللامتناهية ... العالم الذي لا تخشي الطيور أن تحلق في أفقه ... العالم الذي لاتنقطع أشجاره وأزهاره عن عزف تلك الموسيقي الساحرة ... العالم الذي تدب الأنهار في أوصاله لتمده بالطاقات المتجددة ... العالم الذي لا يعرف الحزن ... العالم النقي الشفاف الصادق ... العالم الذي لاتدرك أبعاده حتي أكثر الأحلام تطرفاً.

عالمي الخاص ... حيث أصل إلي أقصى الحدود ... وأرى أبعد من الرؤية العينية ... عالمي الساحر الذي أقرر متي وكيف أعيش فيه ... عالمي الذي أهرب إليه من كل شيء ... عالمي الذي أحيا فيه ... وحدى.

فدوى نزار