Thursday, June 13, 2013

شادى



صانع البهجة في بيتنا ... فالضحك هو عنوان كل جلساتنا وأحاديثنا ونقاشاتنا , حتي الجادّ منها
هو أول أصدقائي في هذا العالم ... رفيق دربي , وشريكي في كل جرائم ومغامرات الطفولة
لا يوجد حدثٌ في حياتي إلا وكان معي فيه ... ولا أذكر قراراً أخذه هو أو أخذته أنا ولم نفكر فيه معاً
حنون وعاطفيّ لدرجة أننا حين كنا أطفالا , كان يصالحني دائما حين نتشاجر .. حتي لو كنت أنا المخطئة
كنا نشجع بعضنا علي كل شيء , وكل الخطوات .. حتي المصائب
حين سافر شادى للدراسة (كان طالباً مغترباً) .. شعرت باختفاء البسمة فجأة من منزلنا .. وكنت أنتظر إجازاته المتباعدة لكي أسمع حكاياته المرحة التي تجعلني غير قادرة علي التنفس من كثرة الضحك 
أكثر من أصابني بالهلع (رغم أني فتاة رابطة الجأش) .. كنت أنا وأمي وحدنا في المنزل وقد خرج للدرس في المرحلة الإعدادية حين طرق أصدقاؤه باب منزلنا بهستيرية لنفتح ونجدهم جميعاً وفي نفس واحد يقولون : شادي "داسته" عربية .. لنهرع أنا وأمي دون تفكير للشارع تاركين باب المنزل مفتوحا علي مصراعيه نركض خلف زملائه الذين يقودونا لمكان الحادث لنكتشف (ولله الحمد) أن السيارة خطت فوق قدمه وأن الموضوع أسفر فقط عن تورم قدمه لعدة أيام ولكنها (جت سليمة , وربنا ستر) وأصبحنا "نستوضح الأمور" قبل الشروع في الركض في الطرقات 
أخي الذي زارته المدرسة بأكملها حين أصابه التهاب الكبد الوبائي (فيروس إيه) في يومه الأول من المرحلة الثانوية ... وكانت أول مرة أري أخي بهذا الشكل من الإعياء (لأنه اعتاد مواجهة المرض واقفاً) وكم تألمت من أجله وهو يضطر لأكل الطعام دون ملح ولا سمن وأنواع محددة من الطعام لا تسمن ولا تغني من جوع
أول من أتحف معدتي المسكينة بالأطعمة الملوثة من العربة والتي رغم إصابتي بالتسمم الغذائي في كل مرة إلا أنني لم أتوقف أبداً عن مشاركته فيها والاستمتاع (اللحظي) بمذاقها الرائع رغم أضرارها

لن أستطيع بالطبع سرد عمر بأكمله في عدة سطور .. لكن شادي أخي الوحيد ... هو الحب الأبدي الذي أدعو الله أن يديمه عليّ وأتمني له وهو علي عتبة أول أيام عامه الثلاثين أن يجعل الله تعالي كل أيام حياته سعادة وبهجة كما أسعدنا دائما , ويوفقه ويبارك له في زوجته وبناته, ويجعل ذريته صالحة بارة , ويبارك له في رزقه وعمله وبيته, ويرزقه التقوى , ويرضى عنه

فدوى نزار