Saturday, April 12, 2014

الزواج ... بعد تفكيرِ عميق

زمان , ماكنتش بحب أتكلم عن موقفي من الزواج , ليه ؟ لأني عارفة إنه موضوع ممكن تغيير الرأي بخصوصه طبقاً للمرحلة العمرية ومدى النُضج والتجارب الحياتية ... يعني, كل وقت ممكن يؤدي إلي وجهة نظر مختلفة .... ليه دلوقتي قررت أكتب عنه بحرية (مؤخراً يعني) ؟ ببساطة لأني وصلت لمرحلة الثقة في رأيي ... أصبح موقفي راسخ وقوي وصعب التغيير حتي في المراحل القادمة من عمري , إن كان ليا عمر

يمكن أي قرار مصيري في الحياة بيبقي صعب , ومحتاج تفكير وتحليل وتدقيق , ودة فعلا اللي حصل ... السؤال المبدأي , ليه البنت "مفروض" تتجوز ؟ 
 1-    عشان أهلها مش باقيين لها !! ... طيب ما ممكن تتجوز وجوزها نفسه يموت ويكون مش باقيلها هوة كمان , ويا سلام لو كانت خلّفت منه , يبقي مات وساب لها العيال كمان تشيل مسئوليتهم , دة غير إن بدل ما تحزن علي أهلها بس هاتحزن علي جوزها كمان
2- عشان يبقي عندها "راجل" يشيل مسئوليتها !!... الأيام دي البنت بعون الله شايلة مسئولية نفسها كويس جداً ولم يعد وجود "الراجل" مسألة حياة أو موت بالنسبة لها بالعكس دة الزوج ما هو إلا مسئولية جديدة تضاف علي قائمة المسئوليات اللي البنت هاتشيلها , البيت والعيال والزوج والشغل 
3- عشان ما تفضلش طول عمرها وحيدة !! ... بيتهيألي وحيدة وبالها مرتاح أحسن من إنها تعيش مع واحد ممكن يحول حياتها لجحيم مقيم وتقضي عمرها خناقات ومشاحنات ووجع دماغ
4- الكينج بقي , اتجوزي عشان تبقي أم !! ... سبب كوميدي الحقيقة , ببساطة لأن ممكن ربنا مايرزقش البنت بنعمة الخلفة , ويبقي ساعتها أخدت مقلب العمر , اتسجنت مؤبد مع واحد كان بالنسبة ليها مجرد جهاز تفريخ , والمؤبد هنا مش 25 سنة لأ , دة طول العمر لحد ما واحد منهم ييجي أجله
5- هايفسّحك ويوريكي الدنيا !! ... لأ معلش , دة أنا لما هاحب أشوف الدنيا لازم أستأذنه , وهوة يرفض أو يقبل (حقه طبعا) بس ممكن يرفض بدون أي سبب مقنع , ومش بس يرفض ييجي معايا لأ دة يرفض إني أخرج أو أسافر, أو هايوافق ويفضل كل 3 دقايق يتصل روحتي فين وجيتي منين واتأخرتي ليه ... بالإضافة لأن برضه الزمن دة البنات منغير ما تتجوز بتخرج وتتفسح وتشوف الدنيا ... بالعكس دة الجواز هو نهاية مرحلة الفسح بالنسبة للبنت
6- الجواز سنة الحياة !! ... مين اللي حط السُنن الحياتية دي ؟  إحنا , البشر , يعني رسمنا خطوط وأجبرنا أنفسنا علي المشي عليها بحذافيرها
7- الجواز نص الدين !! ... بالنسبة لي مستعدة أعمل علي تحسين النص الأولاني ولما (بفضل الله) أصل للتقوى والاستقامة والهداية من عند ربنا أبقي وقتها أحس إن النص الأول اكتمل وباقي النص التاني (دة بالإضافة لأني مش مقتنعة إطلاقا بالمقولة دي) مفيش حاجة أبدا ممكن تكون نص دين لأي حد
8- اتجوزي عشان نفرح بيكي !! ... أكيد نفسي أفرّح أهلي بكل الطرق الممكنة , لكن مش عشان هما يفرحوا ليلة أنا يتنكّد عليا بقية حياتي

طيب بلاش أسباب الزواج , خليني أفكر في مواصفات الزوج المناسب 
1- شكله حلو ( دي مش رقم واحد بس هامشيها واحد يعني) .. طيب ما ممكن تحصل له حادثة ويتشوه
2- غني ... الأيام دي مفيش أي حاجة مستقرة , ممكن يفلس الصبح
3- جدع ... للأسف الجدعنة دي مسألة نسبية , ممكن يكون جدع مع الناس كلها ويستندل معايا علي أساس إن زيتنا في دقيقنا
4- ابن ناس ... مش بالضرورة إنه يكون كويس لمجرد إن أهله كويسين , يخلق من ظهر العالم فاسد والعكس
5- متفهم ومتفتح ... سبحان مغير الأحوال , في لحظة ممكن الحاجات اللي كان فاهمها ومتقبلها , تتحول لوقود كل الحرائق الأسرية القادمة
6- ذكي ومتعلم تعليم عالي ... غالباً الولد دة هايبقي عايز يتجوز بنت ذكية ومتعلمة برضه , وبالتالي هايبقي بينهم صراع أزلي لو حس أو تخيل إن نجاحها بيزيد وممكن يطغى علي نجاحه , وهاتبدأ مرحلة تثبيط العزائم وبيتك أولي بيكي وإيه لازمة الشهادات والمذاكرة 

كدة التفكير مش هايخلص , وكل الأسباب والمبررات اللي بيقودها المجتمع عشان يحاول يوضح ضرورة الزواج ما هي إلا حجج واهية وأسباب غير مقنعة ولا منطقية ومجرد كلام فارغ ليس له أي أساس من الصحة

إذاً .. هل الزواج كمبدأ مرفوض من أساسه وتجربة فاشلة بكل المقاييس ؟ ... لأ طبعاً , لأن كل إنسان تختلف آراؤه وتوجهاته عن الآخرين وبالتالي ممكن ناس تقتنع بكل الأسباب السابقة وتحيا سعيدة ... لكن بالنسبة لي , السبب الوحيد اللي ممكن يؤدي لأني أُقبل علي خطوة الزواج هو فقط "الحُب" .. الحُب هو ما يجعل كل مصاعب الحياة تهون , يجعل عيوب كل الأطراف غير مرئية ... الحب وحده يكفي لجعل العالم أجمل

باختصار , وبعد أكثر من ربع قرن حياة في هذا العالم , وبعد كل لقاءات الصالونات أو حتي المطابخ , أدركت نهاية واحدة بسيطة جداً, أني لو لم أحب , فلن أتزوج

للعلم رقم واحد في صفات العريس بلا منازع هي التدين ... وهي رقم واحد في الحب كمان , مش هأتمن حد أو أثق في إنه بيحبني لو ما كانش بيحب ربنا وحريص علي دينه

فدوى نزار