Tuesday, December 13, 2011

على صهوةِ جَوادٍ بَرّيّ


لا أدري لِمَ تنتابُني رغبةٌ عارمة في الانطلاق ... التحليقُ بعيداً عن كلِّ شيء ... المرور عبر كلِّ الحواجز , وعدم التقيُّدِ بأيِّ حدود ... تصبح السماءُ البعيدةُ صفحةً أرسُمُ عليها كيفَ أشاء , والليلُ الضبابيُّ يُضفي السكينةَ علي قلبي الثائر ... تمُرُّ نسائم الشتاء الباردة المُنعشة فتتخلَّلُ أعماقي المُنهَكة وتملؤها سعادةً وأمل ... يظهرُ القَمرُ بَدراً خلف السُحُبِ العشوائيةِ المتناثرة , فيعكِسُ أضواء الشمسِ الغائبة دونَ المساسِ بتلك الأجواءِ الهادئة المُطَمئِنة ... أُنصِتُ جيداً لأتحققَ من ذلك الصوت العابث بالحشائش من حولي , فأرى من قرر مشاركتي تلك اللحظة المُمَيَّزة , وإضافة نكهة من البهجة والتحرر عليها ... هذا الجواد البريّ الأسود اللامع الذي لم يطأه فارسٌ من قبل .. يقترِبُ مني بحذر .. وأنا أتَرَقَّبه في صمت حتي لا أُثير رهبته .. وحتي لا يهرب من إطارِ لوحتي .. يأتيني حثيثاً .. بالطبع يشعُرُ بسعادتي واشتياقي لصُحبَته .. يُبادِلُني نفس الإحساس بالأُلفة .. أمُدُّ يدي لأتحَسَّسَ رقبته الشامخة .. يختالُ في زَهوٍ وودّ .. أُحاوِلُ تسلُّق ظهره .. يُماطِلُ في البداية , ثم يترُكني أخيراً أمتطي صهوتَه ... وينطلق


فدوى نزار

No comments: