Wednesday, June 15, 2011

وتبقي الوحدة القاتلة بين صَخَب الحياة .., وصمت المشاعر


تعجز عقولنا أحياناً عن إيجاد تفسير منطقي أو مبرر لما يحدثُ في عالمِنا المحدود ... فكثيراً ما نجدُ أنفسنا أمامَ موقفٍ أو تجربةٍ لانعرفُ بالضبط لِمَ نواجهها ولِمَ ينبغي علينا الاستمرارُ بها , وكيفَ بدأَت من الأساس . جَلَّ ما نعرفه هو أننا في خِضَمّ المواجهة وليس أمامنا سوى الاستمرار حتي النهاية بغضّ النظر عن ماهيّة تلك النهاية.
لا نعلم هل الطريق الذي نسير به خُضناهُ باختيارنا , أم لأننا لم نجد طريقاً غيرَه .. أم لأنه فُرِضَ علينا من بدايته ... هل سنصلُ لما نريد ؟! وما الذي سنبذله ونضحّي به من أجل الوصول لنهاية هذا الطريق ؟! وهل تكفي أعمارنا لتحمُّل هذه المسيرة أم يُرهِقُنا السعي ونرحل دون أن ندري ماكان ينتظرنا في نهاية طريقنا ؟!

كم هي مُعَقَّدةٌ تلك الحسابات التي ينبغي علينا التفكيرُ فيها قبل كلِّ خطوة نشرُع بها ... وما أطوَل ما يضيعُ من أعمارنا قبل أن ننطِقُ بما يدورُ في قلوبنا وعقولنا ... لِمَ يجبُ أن نُزَيِّفَ كلَّ مشاعرِنا ونقتُلُ أصدَقَ أحاسيسنا ... كيف لنا أن نحيا في عالَمٍ مُفعَمٍ بالحركة , بينما نُبقِي ثَوراتنا حبيسةَ صدورنا ... ولِمَ يتعارض الواقعُ دائما مع أحلامِنا وأمانينا ؟!

ليتَ تحريك خيوطِ اللُّعبة كلها بأيدينا .. ليت ذلك العدوّ الفتّاك المُسمّى بالوحدة يتحوَّل إلي مسرَحٍ ساكنٍ تعزِفُ فيه الحياة الصاخبة أروع ألحانِ الصِّدقِ والنقاء والحُب , علي أوتارِ أعذب المشاعر الساميةِ الصامتة ... وليتني أرتفعُ مع تلك السيمفونية المُلهِمة إلي آفاقِ السماء ... وأختَفي.



فدوى نزار

No comments: