Thursday, March 6, 2008

بين الشعور والاحتراف

بالنسبة لي .. الحزن هو أقوى محرّك للقلم , وكذلك الظلم والألم والفراق وما إلي ذلك من مشاعر سلبية .. ولهذا فإنني لا أحبذ تسميتها بالسلبية لأنها هي الفترات الأزهي من حيث الإنتاج الفكري وبالتالي هي وسيلة الإنقاذ من ظلمة الركود التي قد يمر بها القلم .
بالطبع لا أقصد أن يُجبر الإنسان نفسه علي الدخول في طور المعاناة كي يظل قلمه ينبض بالحروف .., ولكني فقط أدّعي أن الإنسان لايشعر بالرغبة في الكتابة حين يكون سعيدا لأن السعادة تظهر وحدها دون الحاجة للتعبير عنها بينما الحزن لا يقدر علي تكسير حاجز الصمت وبالتالي يبقي داخل الإنسان منتظراً أي فرصة للخروج من محبسه .. ولأننا اعتدنا علي الصمت في مواجهة أحزاننا وعدم بثّها للآخرين فإن الفرصة الوحيدة للترويح عن النفس هي الكتابة ..
من واقع تجربتي مع قلمي .. فإني حين أحزن أمسك ورقتي البيضاء ولا أتركها إلا غابة من السطور .. و أحيانا لا أعرف حتي ماذا كتبت إلا حين انتهائي من الكتابة وشروعي في قراءة تلك السطور التي قد لا تعبر عن حزني ولكنها تستنفد طاقاتي وتطفيء براكين الحزن التي تثور في نفسي ,
بينما حين أشعر بالسعادة يتحول شغفي بالكلمات إلي عملية ميكانيكية فأكتب لمجرد الكتابة أو لأنني اعتدت عليها .. فكأنني أضغط أحد الأزرار التي تجعلني أكتب بغض النظر عما أشعر به , وأحيانا أيضا أكتب بغرض التواصل , أو الرغبة في تنشيط قدراتي التعبيرية , أو حتي الهروب من التفكير فيما يشغلني .
المهم حقا هو كون الكتابة عامل مشترك في كل الأوقات .. ولكن ما يختلف هو تأثيرها علي الكاتب ..
والأهم أن يملك الكاتب القدرة علي توصيل فكرته للآخرين سواء كان يشعر بها فعلا أو كانت مجرد أحبار في مفكرته وتجارب لم يمر بها قط .. وتخرج رغم هذا .. كقيد فولاذي يأسر ألباب ومشاعر القارئ .. ويجعله يتعاطف مع كل حرف فيما يقرأ .. ويُدخله في عالم يظن أنه وحده من يعيش فيه .. وأن تلك الكلمات كُتبت خصيصا من أجله .. وينتهي من القراءة وهو يجزم أن الكاتب لابد وأن مر بهذه التجربة .. ظناً منه بأن مثل هذا الوصف لا يأتي إلا من معايشة فعلية لموقف مؤثر .. ناسيا أن الكاتب بعد مرحلة معينة قد يصل للاحتراف مما يجعل الكتابة باقتدار إحدي تفاصيل شخصيته بغض النظر عن مروره بمؤثرات خارجية أو حياكته للقصة من بدايتها لنهايتها من نسج خياله .


فدوى نزار

1 comment:

SomeOneTryToLive said...

لا اعرف لماذا نكتب فقط او نعبر وتفيض مشاعرنا واحاسيسنا فى حزننا لماذا لا تتجلى مواهبنا او لعلنا فقط نتذكرها عند حزننا ورغم نذلك نحن نبدع ونكتب كثيرا هل نحيا فى حزن ام الحزن يحيا فينا انا لست كاتب او شاعر او مفكر او ادعى ان لى حتى القدره على الامساك بالقلم وكتابه خواطرى ولكنى اتذكر ان المرات القليله التى كتبت فيها خواطرى او مذاكرتى او مشاعرى كانت فى لحظات ضعفى وحزنى حتى الان اكتب ردى لاحساسى بحزن او ضعف او اضطراب متى سوف اتمكن من الكتابه فرحا متى سوف اتمكن من الفرح اصلا هل سوف اكون منتصرا على تلك الحياه فى يوم ماو اضحك ؟ ...