Monday, July 2, 2012

كيفَ أطلُبُ الحَقَّ ممن أضاعوه ؟!!!! ... ياللسُخرية

لا شك أن الحياةَ مدرسةٌ لا تتوقف ولا تتورع عن تلقيننا الدروس طالما حيينا , بعضها دروسٌ عابرة , وبعضها قاسية .. لكنها في النهاية مفيدةٌ لأبعد الحدود. فلابد أن يخونَ شخصٌ ما ثقتك كي تحذر وتدقق في المستقبل أين وفيمن تضعها ... ولابد أن تنكشف لك الأوجه السيئة من شخص ما حتي تدرك أنه لا يجب عليك رفع سقف توقعاتك , ففي النهاية جميعنا بشر , والنفس لأمارةٌ بالسوء ... وبالطبع ستكشف لك الحياة عن أن الأشخاص في تغَيُّر مستمر , فدوامُ الحال من المحال

كما تثبت لنا الحياة _للأسف_ أن بعض الناس لا تتحرى في عملها إرضاء الله أو ضمائرها , بل تختلف حساباتهم وتتنوع للدرجة التي تصوّر لهم بعض التصرفات المشينة علي أنها حلول عادية لمشكلاتٍ لا ينبغي التوقف عندها أو التفكير فيها ... وتجدهم يسوقون مبررات واهية لا أعلم كيف سيقولوها لرب العالمين عند حسابهم !!! فإذا انطلت تلك المبررات الواهية علي البشر , فبالطبع لن تصلح كردودٍ في يوم الحساب

لَعَنَ اللهُ قَوماً ضاعَ الحَقُّ بينَهُم 

ما تعلمته شخصياً من أخطائي , هو كيف يسمح لي عقلي أن أطلُبَ الحَقَّ ممن أضاعوه ؟!! .. كيف تخيّلتُ عبثاً أن يعترفَ شخصٌ ما بخطئه بل ويعتذر عنه ؟!! ... لم يعد هذا زمن فضيلة الاعتراف بالحق .. لم تعد هناك أطلال ذلك العالم المثالي البائد .. كل ما حدث ويحدث يدل فقط علي انهيار منظومةٍ بأكملها لا يعلم متي سيتم ترميمها إلا الله _هذا إن تم ترميمها _ .. وسبحان الله , كنت حتي الآن أحاول ألا أفقد الأملَ فيمن حولي , بل كنت أعطيهم الفرصة _وأحياناً أدفعهم لمحاولة اغتنامها_ حتي يحتفظوا لديّ بنفس صورهم السابقة لأني لا أريد تغييرها , لكن للأسف , تجاربي معهم هزَّت بداخلي تلك الصور , بل وبدأت أشك فيما إذا كانت الصور السابقة هي الأصح أم الجديدة !! ... لكن الدرس الأهم والأكبر في الحياة بصفة عامة أني من الآن 

              أُفَوِّضُ أَمري إلي الله 

وسعيدة بإدراك أني في زمنٍ أصبح فيه الظُلم هو أقصر وأسهل طريقٍ للفت النظر بعيداً عن المشاكل الحقيقية ... وياله من عالمٍ ضال

فدوى نزار


No comments: