Wednesday, December 18, 2013

لقد هرمت .. 28 عاما


أتعجب من نظرة البعض لسنوات العمر , وكأنها محطات قطار وحيد الوجهة , لو فاتتهم فلن تعود ... نعم هي لن تعود , ولكن ثمارها ستبقي للأبد , فالعمر كالشجرة , ما تفعله في السنوات المختلفة إما سيؤدي إلي ظلال وارفة وثمار ناضجة أو إلي شجرةٍ ذابلةٍ مُتكسرة الفروع


بالفعل لا يمكن للزمن الرجوع للخلف , لكن يمكن خلاله العمل للمستقبل , وبالتالي حتي لو عاد للخلف لكرر الإنسان نفس الخطوات ونفس الأفعال لكي يصل لنفس الحاضر ويصنع نفس المستقبل


أعترف أن الكمال لله وحده , وأنه لا يوجد إنسان علي وجه الأرض لا يُخطئ ... ولدي الجميع نقاط محددة في حياتهم يتمنون محوها أو تصحيحها لسبب ما .. لكن هذا تحديداَ ما يجعل للعالم معنى ! فلو لم نرتكب الأخطاء , لن نعرف الصواب , لو لم نكتشف عيوبنا فلن نتفاداها , وهكذا


عند تقييمي لما مضي من عمري , أجد العديد من الثغرات التي أتمني ملأها , أخطأت كثيراً (بطبع كون النفس أمارة بالسوء) اتخذت بعض القرارات التي اكتشفت أن أضرارها أكبر من منافعها , وضعت ثقتي ببعض من لا يستحقوها ونزعتها ممن هم أهل لها ... لكن بصفة عامة , تعلمت الكثير (ومازلت) وأدركت أني أحب حياتي كما هي (كما كتبها الله لي ووفقني إليها) .. ولا أتخيل أني أحيا بطريقة أخري أو في أحداث أو مع أشخاص آخرين ... بالفعل كُلٌ مُيَسَّرٌ لما خُلِقَ له ... وعلي كل المحاور وبكل المقاييس لن يكفي ما بقي لي من أيام أن أشكر نعم الله عليّ , وإعانته لي في كل الأوقات حتي رغم تقصيري


اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وواسع قدرتك وعظيم سلطانك .. اللهم لك الحمد حتي ترضى

فدوى نزار